الحمد لله لا استمع الى الغناء لكن فى بلدنا تجد الاغانى فى كل مكان فى المواصلات و المحلات و غير ذلك احاول ان اجاهد الا اسمع لكن الكاسيت يكون صوته عاليا فاسمع للكثير و الكثير و احيانا احس فى نفسى تأثرا بما يقال فهل قلبى مريض و هل اكون اثمه بذلك؟
الجواب/
أعانك الله
يُفرِّق العلماء بين السَّماع والاستماع
فمُجرّد السماع من غير قصد لا يؤجر عليه في سماع القرآن ، ولا يأثم في سماع الغناء .
وإنما يؤجر المسلم على الاستماع ، ولذا قال الله عز وجل : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
فقال : ( فَاسْتَمِعُوا ) .
وفي المقابل ما يتعلق بالسّماع قال سبحانه وتعالى فيه : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ )
فهذا مُجرّد سماع دون تعقّل أو فهو ووعي
والقرآن لا ينتفع به إلا من ألقى سمعه وفهمه ووعاه ، قال تبارك وتعالى : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )
وفي المقابل – أي فيما يأثم عليه – قال عليه الصلاة والسلام : من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرّون منه صُبّ في أذنه الآنك يوم القيامة . رواه البخاري .
والآنك هو الرصاص الـمُذاب .
فمُجرّد السماع دون قصد لا يأثم عليه .
وعلى المسلم والمسلمة مجاهدة أنفسهم والبُعد عن سماع ما حرّم الله .
فقد سمع بن عمر مزمارا ، فوضع إصبعيه على أذنيه ، ونأى عن الطريق ، وقال لنافع : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال نافع : فقلت : لا . قال : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا . رواه أبو داود وغيره ، وصححه الألباني .
وعليك التشاغل بسماع أو قراءة ما يُفيد ، فإنك متى ما فرغت ألقيت السّمع للغناء فتأثمين .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد