السلام عليكم ورحمة الله
هل يجوز للمراة الاعتكاف في البيت ؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاعتكاف سنة ، وأفضله ما كان في رمضان ، وأفضل ذلك أن يكون في العشر الأواخر
ولا يصح إلاّ في مسجد ، ونص بعض العلماء على أنه لا يصح إلاّ في المساجد الثلاثة ( الحرمين والمسجد الأقصى )
لقوله عليه الصلاة والسلام : لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة . رواه البيهقي وصححه الألباني .
ولا شك أن الاعتكاف في المساجد الثلاثة أفضل من غيرها ، ويُحمل الحديث على الأكمل والأفضل .
وينبغي أن يكون الاعتكاف في مسجد جمعة إذا كان يتخلل اعتكاف المعتكف صلاة جمعة
ويجوز للمرأة أن تعتكف بشرط أذن الوَلي وأمِن الفتنة .
ولا يخرج المعتكف إلاّ لحاجته الضرورية .
وأما في البيوت فلا يصح الاعتكاف ، وإنما تُتّخذ الْمُصَلَّيَات في البيوت وتُطيب وتُنظّف وتُصان
قالت عائشة رضي الله عنها : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور ، وأن تطيب وتنظف . رواه الترمذي .
ولا يعني هذا أن يُستغنى عن مساجد المسلمين حيث تُقام فيها الجماعة ، وإنما تكون في البيوت - كما اتّخذ الصديق رضي الله عنه مسجدا في داره بمكة - وتكون المساجد والمصليات في البيوت للنساء والضَّعَفَة وكبار السن الذين لا يستطيعون الوصول للمساجد .
وقد نَصّ العلماء على أن المرأة لا تَعتَكِف إلاّ في مسجد .
قال ابن قُدَامَة : وللمرأة أن تعتكف في كل مسجِد ، ولا يُشترط إقامة الجماعة فيه ؛ لأنها غير واجبة عليها . وبهذا قال الشافعي . وليس لها الاعتكاف في بيتها . اهـ .
وقال النووي : ولا يصح الاعتكاف مِن الرَّجُل إلاّ في المسجد ؛ لِقَوله تعالى (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) ، فَدَلّ على أنه لا يجوز إلاّ في المسجد ، ولا يصح مِن المرأة إلاّ في المسجد ؛ لأن مَن صحّ اعتكافه في المسجد لم يصح اعتكافه في غيره كَالرَّجُل . اهـ .
وقال الحِجّاوي عن الاعتكاف : ولا يَصح إلاّ في مسجد يُجَمّع فيه إلاّ المرأة ، فَفِي كل مسجد سِوى مسجد بَيْتها .
قال شيخنا العثيمين : قوله : " إلاّ المرأة ، ففي كل مسجد " أي : فيَصِحّ اعتكافها ويُسَنّ في كل مسجد ، فالمرأة تَعتَكف ما لم يكن في اعتكافها فِتنة ، فإن كان في اعتكافها فتنة فإنها لا تُمَكّن مِن هذا ...
والدليل على مشروعية الاعتكاف للنساء : اعتكاف زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مَمَاتِه ...
وقوله : " سِوى مسجد بَيْتها " أي : فلا يَصحّ اعتكافها فيه ، ومَسجِد بيتها هو المكان الذي اتّخَذته مُصَلّى - وكان الناس فيما سَبَق يَتّخِذون للنساء مُصَلَّيَات في بيوتهم ، فيجعلون حُجْرة مُعَيّنة خاصة تُصَلِّي فيها النساء - فهذا الْمُصَلَّى لا يَصحّ الاعتكاف فيه ، لأنه ليس بِمَسجِد حَقيقة ولا حُكْمًا . اهـ .