متى يصل المسلم لدرجة الإحسان مع الله ؟
_____________________________________
الجواب :
يَصِل المسلم إلى درجة الإحسان بأن يُراقِب الله عَزّ وَجلّ في السِّرّ والعَلَن ، كما قال عليه الصلاة والسلام في تعريف الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإنك إنْ لا تَراه فإنه يَراك . رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ورواه مسلم مِن حديث عمر رضي الله عنه .
وقد بيّن ابن رجب رحمه الله أنَّ إيمانَ الصِّدِّيقين الذين يتجلَّى الغيبُ لقلوبهم حتى يصيرَ كأنَّه شهادةٌ ، بحيث لا يَقْبل التَّشكيكَ ولا الارتياب ، ليس كإيمانِ غيرِهم ممَّن لم يبلغ هذه الدرجة بحيث لو شُكِّكَ لدخلهُ الشكُّ ، ولهذا جعلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مرتبةَ الإحسّانِ أنْ يعبُد العبدُ ربَّه كأنَّه يراهُ ، وهذا لا يحصلُ لِعمومِ المؤمنينَ ، ومن هنا قال بعضهم : ما سبقكم أبو بكرٍ بكثرة صومٍ ولا صلاةٍ ، ولكن بشيءٍ وقرَ في صدره .
وسُئِل ابنُ عمرَ : هل كانتِ الصحابةُ يضحكون ؟ فقال : نعم والإيمانُ في قلوبهم أمثالُ الجبالِ .
وقال ابن القيم عن مَنْزِلة الإحسان : وهي لُبّ الإيمان وروحه وكماله . اهـ .
وأن يعلم الإنسان أن الله مُطّلِع عليه في كل حال ، فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه .
قال ابن القيم : الْمُرَاقَبَة دَوَام عِلْم العبد وتيقّنه باطِّلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه ، فاسْتِدامَته لهذا العِلم واليقين : هي المراقَبة ، وهي ثمرة عِلْمه بأن الله سبحانه رَقيب عليه ، ناظر إليه ، سامِع لِقَولِه ، وهو مُطّلِع على عَمَلِه كل وقت ، وكل لحظة ، وكل نفس ، وكل طرفة عين .
وقيل: المراقَبة مُراعاة القلب لِمُلاحَظة الحق مع كل خَطْرة وخُطوة .