السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله! وما هن ؟
(( قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات "
هل كل السبع الموبقات مخرجة من الملة؟
الشرك والسحر تخرج من الملة وتخلد صاحبها في النار والبقية..
بارك الله فيك
وما معنى مهلكات؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيراً .
أولاً : معنى " مُوبِقات " أي مُهلِكات .
ومعنى " مُهلِكات " أي تكون سببا في هَلاك مُرْتَكِبِها .
قال المهلّب : سَمِّيَتْ بذلك لأنها سبب لإهلاك مُرْتَكِبِها . اهـ .
وهي سبب للهلاك في الدنيا وفي الآخرة ، فإن كانت رِدّة أو سِحر ، أو قَتْل نفس ، فالهلاك فيها بيِّن ، وهو بالقتل . وإن كانت غير ذلك تسببت في هلاك صاحبها وذهاب دنياه وآخرته ، لأنها سبب لِلّعْن ، واللعنة شقاء في الدنيا ، وطرد من رحمة الله في الآخرة .
ثانيا ً : أما " وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " فهذه لا تُخرِج من الْمِلّة إلا لمن استحلّها .
أما ارتكابها وفِعلها فلا يُخرِج من الملّة ، وإن كانت من الخطورة بِمكان ، أي أنها خطيرة ، ومُهْلِكَة ، وسبب للَّعْنَ والطرد والإبعاد من رحمة الله .
ثالثاً : ما يتعلّق بالسِّحر ..
قال الإمام النووي : عَمَل السحر حرام ، وهو من الكبائر بالإجماع ، وقد سبق في كتاب الإيمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَدَّه من السبع الموبقات ، وسبق هناك شرحه ، ومختصر ذلك : أنه قد يكون كُفراً ، وقد لا يكون كُفراً ، بل معصيته كبيرة ، فإن كان فيه قول أو فعل يقتضى الكُفْر كَفَر ، وإلا فلا ، وأما تَعَلّمه وتعليمه فحرام ، فإن تضمن ما يقتضى الكُفْر كَفَر ، وإلا فلا ، وإذا لم يكن فيه ما يقتضى الكُفر عُزِّر واستُتِيب منه ، ولا يُقْتَل عندنا ، فإن تاب قُبِلَتْ توبته .
وقال مالك : الساحر كافر يُقْتَل بالسِّحر ولا يُستتاب ، ولا تُقبل توبته ، بل يتحتم قتله .
والمسألة مبنية على الخلاف في قبول توبة الزنديق ، لأن الساحر عنده كافر - كما ذكرنا - وعندنا ليس بكافر ، وعندنا تُقبل توبة المنافق والزنديق . قال القاضي عياض : وبِقَول مالك قال أحمد بن حنبل ، وهو مروى عن جماعة من الصحابة والتابعين . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم