أم سيف
عضو نشيط
رقم العضوية : 39
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 58
بمعدل : 0.01 يوميا

أم سيف غير متواجد حالياً عرض البوم صور أم سيف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي لقاء منتدى (لكِ) حول التبرج وفتن الأسواق
قديم بتاريخ : 03-03-2010 الساعة : 09:02 AM

،

لقاء منتدى لك حول التبرج وفتن الأسواق
مقدِّمَة :
الحمد لله الذي خَلَق الزَّوْجَين الذَّكَر والأنْثى ، أحْمَدُه كَما يُحِبّ رَبُّنا ويَرْضَى .
والصلاة والسلام على نَبيّ الرَّحْمَة والْهُدَى ، وعلى آله وأصحابه أئمَّة الْهُدَى ونُجُوم الدُّجَى .
أما بعد :

فأشْكُر لأخواتي في منتديات ( لكِ ) هذا الجهد الْمُبَارَك ، وهذه الدَّعْوة الكَرِيمة .
وأخصّ بالشُّكْر الأخت الفاضلة .... القائمة على هذه الفِكْرَة ، ومُدِيرَة هذا الحوار ..
وأبدأ - بِحَمْدِ الله - مُبَيِّنًا بعض مَا جَاءَت به الشَّرِيعة مِن مَحَاسِن في هذا الْجَانِب :
وقد جَاءَت الشَّرِيعة بِتَحْقِيق الْمَصَالِح وتَكْميلها ، وتقليل الْمَفَاسِد وإعْدامها ، كَمَا يَقُول ابن القيم .
ولَم يُؤمَر بشيء في الشريعة إلاَّ ومصلحته مُتحققة أو راجِحة ، ولم يُنْهَ عن شيء إلاَّ ومَفْسَدَته مُتحققة أو راجِحة .
فالأوامِر في شريعتنا الغَرَّاء ليست عَبثا ، ولا تَسَلُّطًا ، بل هي تَصُبّ في كِفَّة سَعَادة مُتَّبِعِيها ، ليَنْعَمُوا بالراحة والسعادة والطمأنينة في دُنياهم ، ويَصِلُوا - بِسَلام - إلى دار السَّلام في أُخْرَاهم .
جاءت الشريعة بِحِفْظ الكُلِّيَّات الْخَمْس ( الضَّرُوريَّات الْخَمْس ) ، وهي : الدِّين والنَّفْس والنَّسْل والْمَال والعَقْل .
وأعْظَم هذه الضَّرُورِيَّات هي ( حِفْظ الدِّين ) ، فإن ضَيَاعَه لا يَعْدِله ضَيَاع ..
ولذا قِيل :
في كُلّ شَيء إذا ضَيَّعْتَه عِوَض *** وليس في الله إن ضَيَّعْتَه عِوَض

ومِن مَحَاسِن الشريعة الإسلامية أن رَفَعَتْ مِن شأن المرأة ، ولم تُهنْها - كما فَعَلَتْ الجاهلية القديمة والْحَديثة - !
فقد جاء الإسلام والمرأة تُورَث مع سقط الْمَتَاع ، فجَعَلها وارِثة لا مَوْرُوثة ..
وجاء الإسلام والمرأة تُدْفَن وهي حَيَّة ، فَجَعل رِعايتها وصِيانتها سَبَبًا في دُخول الجنة
وجاء الإسلام والمرأة لا اعْتِبَار لها ، فَجَعل لها اعتبارها ..
قال عمر رضي الله عنه : إن كُنَّا في الجاهلية مَا نَعُدُّ للنساء أمْرًا ، حتى أنْزَل الله فيهن مَا أنْزَل ، وقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَم . رواه البخاري ومسلم .
جَاءت الشريعة فَحَفِظَت المرأة كَمَا يُحفَظ الْغَالِي مِن الْمَال ، بينما ابْتُذِلَتْ - في الجاهليات - ونُبِذَتْ كنَبْذِ الْحِذاء الْمُرقَّع !
حَتى شَهِد بذلك أعداء الإسلام قبل أصدقائه !

يقول أحد علماء الإنجليز ، وهو ( هلمتن ) : إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية بوقايتها من كل ما يؤذيها ويُشين سُمْعَتِها . اهـ .
وتَقُول جريدة (المونيتور) الفرنسية : قد أوْجَد الإسلام إصلاحاً عظيماً في حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية ، ومما يَجِب التَّنْوِيه به أن الحقوق الشرعية التي مَنَحَهَا الإسلام للمرأة تفوق كثيراً الحقوق الممنوحة للمرأة الفرنسية . اهـ .
ويَكفي في هذا المقام أن نُورِد قوله عليه الصلاة والسلام : النِّساء شَقَائق الرِّجَال . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وهو حديث حسَن . وأصله في الصحيحين .
وإنَّ مِمَّا تَسْعَى إليه الجاهلية المعاصِرَة - الْمُتَدَثِّرَة بِثِيَاب الحضَارَة ! - إخْرَاج المرأة مِن بَيْتِها إلى مَعامِل ومَصَانِع ومَقَاهي .. لِتُسْلَب سَعَادتها ، وتَكون ألعُوبة في أيدي الرِّجَال ! ليَسْعَد بذلك الذُّكُور وتَشْقَى بِه الإناث !
وشَهِد شاهِد مِن أهلها !

تَقُول الكَاتبة الشهيرة " آتي رود " - في مقالة نُشِرت عام 1901م - : لأن يشتغل بَنَاتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم ، خَير وأخَفّ بَلاءً مِن اشتغالهن في الْمَعَامِل حيث تُصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، فيها الحِشمة والعفاف والطهارة ... نَعَم .. إنه لَعَارٌ على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتَها مثَلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يُوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت ، وترك أعمال الرجال للرجال سلامةً لِشَرَفِها .
ونَشَرَتْ مجلة " الأسبوع " الألمانية رسالة من امرأة ألمانية بتاريخ 29/8/1959م تقول فيها : إنني أرغب البقاء في مَنْزِلي ولكن طالما أن " أعجوبة الاقتصاد الألماني الحديث " لم تشمل كل طبقات الشّعب فإن أمراً كهذا مستحيل وللأسف .
وذَكَر د . مصطفى السباعي - رحمه الله - أنه كان في رِحْلة عِلْمِية مِن ميناء " دوفر " إلى ميناء " أوستن " فالْتَقَى فتاة إيطالية تَدْرس الحقوق في جامعة أكسفورد ، وتَحَدَّث مع تلك الفتاة عن المرأة المسلمة وحقوقها ، وكيف تعيش . قالت الفتاة : إنني أغبط المرأة المسلمة ، وأتمنّى أن لو كنت مَوْلُودَة في بِلادِكم . اهـ .
وإنَّ مِن وسائل إبليس في إضلال بَني آدم وفي سَبيل إغوائهم : التَّبَرُّج والاخْتِلاط في مَجَامِع النَّاس ، وفي الأماكِن العامَّة ..
تأمّلي - رعاك الله - ما حَكَاه ابن عباس رضي الله عنهما - حَبر الأمَّة وترجمان القرآن ..
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانتِ الجاهليةُ الأولى فيما بين نوح وإدريسَ عليهما السلام ، وكانتْ ألفَ سنة ، وإنّ بَطْنَيْنِ من ولدِ آدمَ كان أحدُهما يَسْكُنُ السَّهْلَ ، والآخرُ يَسْكُنُ الجبَلَ ، فكان رجالُ الجبلِ صِبَاحا ، وفي النساء دَمَامَةٌ ، وكان نساءُ السَّهْلِ صِبَاحا ، وفي الرِّجَال دَمَامَةٌ ، وإن إبليسَ أتى رَجُلاً مِن أهلِ السَّهْلِ في صُورةِ غُلام فَأَجَّرَ نَفْسَه ، فكان يَخْدُمُهُ ، واتَّخَذَ إبليسُ شَبَّابَةً مثل الذي يَزْمُرُ فيهِ الرِّعَاءُ ، فجاءَ بَصَوت لم يَسْمَعِ الناسُ بِمِثْلِهِ ، فَبَلَغَ ذلك مَن حَولَهُ ، فَانْتَابُوهُم يَسْمَعُون إليه ، واتَّخَذُوا عِيداً يَجْتَمِعُونَ إليه في السَّنَةِ ، فَتَبَرَّجَ النساءُ للرِّجَالِ ، وَتَبَرَّجَ الرِّجَالُ لهن ، وإن رَجُلاً مِن أهلِ الجبلِ هَجَمَ عَليهِم في عِيدِهم ذلك فَرَأى النساءَ وَصَبَاحَتِهِنَّ ، فأتى أصحابَهُ فأخْبَرَهم بِذَلِكَ ، فَتَحَوّلُوا إليهِنّ ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ، وَظَهَرَتِ الفاحشةُ فيهن ، فهو قول الله : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) .

فانظروا .. بِمَ اسْتَعانَ إبليسُ على الفَسَادِ والإفْسَاد ؟
بأيِّ وسيلة ؟ أم بأيِّ طريقة ؟
استعان على إفساد الناس بغناء وأعياد وخروج نِساء !
وهذه الثلاث : ( الغِناءَ والطَّرَب ، والأعيادَ الْمُحدَثةِ الْمُبتَدَعة ، وإخْراجَ النساء ) هي أسلحةُ إبليس ، وبها يُلوِّحُ وَرَثَتُه ! فيُنادُون بها ، ويُطالبُِون بِوجودها !
" شَبَّابَة " نوعٌ مِن الْمَزِامِير !
فالتَّبَرُّج خِلاف الفِطْرَة .. ثم هَو دَعْوَة إبليسية !
والحِجَاب سَتْر وعَفَاف .. وحِشْمَة وحياء .. وهو أمْر رَبّ العالمين ، ودَعوة إمام الْمُرْسَلِين ..
معنى التَّبَرُّج
تَعْرِيفِ التَّبَرُّج

التَّبَرُّج : هو إظهارُ الزِّينةِ للأجانِب ..
وسواءً كان ذلك بإظهار ألْوانِ الثيابِ ، أو كان بِزركشات وتَطْريزات ، أو كان بِلُبْسِ ما يَصِفُ حَجم الأعضاء ، أو مَا يَشِفّ عَن لَون البَشرة ..
أو كان بأصوات الْحُلِيّ ومَا شَابهها ، أو بِرَوائحِ العُطُورِ وما يُلْحَقُ بها .
كلُّ ذلك مِن صُوَرِ التَّبَرُّج ..
قال العلاّمةُ القاسمي : والتبرّجُ : فُسِّرَ بِالتَّبَختُرِ والتَّكَسُّرِ في المشي ، وبإظهارِ الزينةِ ، وما يُسْتَدْعَى به شَهوةُ الرَّجُل . وبِلُبْسِ رقيقِ الثِّيَابِ التي لا تُوارِي جَسَدَها ، وبِإبداَءِ مَحاسِنَ الْجِيدِ والقَلائدِ والقُرْط . وكلُّ ذلكَ مما يَشْمَلُهُ النَّهْي ، لِما فيهِ مِن المفسَدَةِ والتَّعَرُّضِ لِكَبِيرة .
وإليكِ - حَماكِ الله - طائفةً من أقوالِ المفسِّرين في معنى التبرّج
قال مجاهد في قوله تعالى : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) قال : كانتِ المرأةُ تخرجُ تمشي بين يدي الرِّجَالِ فَذَلِكَ تبرجُ الجاهلية .
وقال قتادةُ (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) : يقول : إذا خَرَجْتُنّ من بُيوتِكُنَّ ، وكانت لهنَّ مِشْيَةٌ وتَكَسَّرٌ وتَغَنُّج ، فَنَهَاهُنَّ اللهُ عن ذلك .
وقال مقاتلُ بنُ حَيَّان : التبرجُ أنها تُلْقِي الخمارَ على رأسِهَا ولا تَشُدُّه فَيُوارِي قَلائدَها وقُرْطَها وعُنُقَها ، ويبدو ذلك كلُّه منها ، وذلك التَّبَرُّج ، ثم عَمَّتْ نِساءِ المؤمنين في التَّبَرُّج.
وهذا يَدلُّ على عمومِ الآية .
وقال ابنُ أبي نُجيح : التَّبَرُّج : التَّبَخْتُر .
( وبَيْن التَّبَرُّج والتَّبَخْتُر عِلاقة وثِيقَة ) .. سأُشِير إليها فيما بعد ..
وقال ابن جُزيّ : (وَلا تَبَرَّجْنَ) التبرُّجُ إظهارُ الزينة . (تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) أي مثلَ ما كان نساءُ الجاهليةِ يَفْعَلْنَ من الانْكِشَافِ والتَّعَرُّضِ للنَّظَر . اهـ .
وقال ابنُ عاشور : التَّبَرُّج : إظهارُ المرأة مَحَاسِنَ ذاتِها ، وثِيابَها وحُلِيَّها بِمَرْأى الرِّجَال.
وقال في مَوضع آخر : والتَّبَرُّج : التَّكَشُّف .
وقال أيضا : فالتَّبَرُّجُ بِالزِّينَةِ : التَّحَلِّي بِمَا لَيسَ مِنْ العَادَةِ التَّحَلِّي بِهِ في الظَّاهِرِ مِنْ تَحْمِير وتَبْيِيض ، وكَذَلِكَ الألْوَانَ النَّادِرَة . اهـ .
ولما أذِنَ اللهُ تبارك وتعالى للكبيراتِ في السِّنِّ أن يَضَعَنَ ثِيابَهُنَّ قَيَّد ذلك بِعَدَمِ التبرُّجِ ، فقال جلّ جلاله : (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَات بِزِينَة) ثم قال عز وجلّ : (يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ) . هذا وهُنّ كَبِيرات في السِّنّ .. فكيف بِالشَّابَّات ؟!
قال الإمام السمعاني : وقوله : (غَيْرَ مُتَبَرِّجَات بِزِينَة) أي لا يُرِدْنَ بإلقاءِ الرِّدَاءِ والجلبابِ إظهارَ زِينَتِهِنَّ ومَحَاسِنِهِنَّ ، وأصلُ التَّبَرُّج مِن الظُّهُور . قال الله تعالى : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)، أي لا تَنْكَشِفْنَ تَكَشُّفَ الجاهليةِ الأولى . وفي التفسير : أنَّ المرأةَ إذا مَشَتْ بين يَدَي الرِّجَال فقد تَبَرَّجَتْ تَبَرُّجَ الجاهليةِ الأولى .
قال القرطبيُّ : من التَّبَرُّج أن تَلْبَسَ المرأةُ ثَوْبَين رَقِيقَين يَصِفَانِها .
وقال القرطبي في قوله تعالى : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)
مَعْنَى هذه الآيَة الأمْر بِلُزُوم البَيْت ، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دَخَل غَيرهن فِيه بِاْلَمَعْنَى ، هذا لَو لَم يَرِد دَلِيل يَخُصّ جَمِيع النِّسَاء ، كَيف والشَّرِيعة طَافِحَة بِلُزُوم النِّسَاء بُيُوتِهن والانْكِفَاف عن الْخُرُوج مِنها إلاَّ لِضَرُورَة ... فأمَر الله تَعالى نِساء النبي صلى الله عليه وسلم بِمُلازَمَة بُيُوتِهن ، وخَاطَبَهن بِذلك تَشْرِيفًا لَهُن ، ونَهَاهُنّ عن التَّبَرُّج ، وأعْلَم أنه فِعْل الْجَاهِلِيَّة الأُولى ، فقال : (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) .

ثم ذَكَر مَعْنَى التَّبَرُّج فقال : وحَقِيقته إظْهَار مَا سَتْرُه أحْسَن . اهـ .
مِن صُوَر التَّبَرُّج
ضَرْب الْخِلْخَال - ومثله : أصْوَات الأحذيَة والكُعُوب العَالِيَة -
التَّعَطُّر عند الْخُرُوج خَاصَّة إذا كانت المرأة سوف تَمُرّ بِرِجَال أجانب عنها
لبس الْملابِس الْمُزرْكَشَة وإبداؤها ..
لبس الضِّيِّق والشَّفَّاف
إظْهَار الْمحَاسِن للرِّجَال الأجانب
إظهار ما لا يَظْهَر للمَحَارِم أمام النِّسَاء .. كإظْهَار البَطن والصدر أمام النساء ..
وأمَّا أدلّتها فأسوقها إجمالا :
قال صلى الله عليه وسلم : " ربَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " رواه البخاري .
قال ابن حجر :
واخْتُلِفَ في المرادِ بِقَولِهِ : " كاسية " وَ " عارية " على أوْجُه :
أحدها : كاسيةٌ في الدنيا بالثيابِ لوجودِ الغِنى ، عاريةٌ في الآخرةِ من الثوابِ لِعَدَمِ العملِ في الدنيا
ثانيها : كاسيةٌ بالثيابِ لكنها شفَّافةٌ لا تَسْتُرُ عورتَها ، فتُعاقبُ في الآخرةِ بالْعُرْي ، جزاءً على ذلك
ثالثها : كاسيةٌ من نِعَمِ اللهِ عاريةٌ مِن الشُّكْرِ الذي تَظْهَر ثمرتُه في الآخرةِ بالثواب .
رابعها : كاسيةٌ جسدها لكنها تَشُدُّ خِمَارَها مِنْ وَرَائها فَيَبْدُو صَدْرَها ، فتصيرُ عاريةً فتعاقبُ في الآخرة . اهـ .
وهذا القول الأخير يُشابه تماماً ما إذا وَضَعَتِ المرأة العباءة على كَتِفها ، ثم شدّتْ الخمارَ على رأسِها ، فيبدو حجمَ أعضائها .

وقد أهْدَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأسامةَ بنِ زيد حُلّةً فلم يَرها عليه ، فَسَألَه عنها ، فقال أسامةُ : يا رسولَ الله كَسَوتُها امْرأتي . فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : مُرْها فلتجعلْ تحتها غِلالة ، إني أخافُ أن تَصِفَ حجمَ عظامِها . رواه الإمام أحمد .
وكان عمرُ رضي الله عنه يقول : لا تُلْبِسُوا نِسَاءَكم القَبَاطِيّ ، فإنه إن لا يَشِفّ يَصِفْ .
وقالَ رضي الله عنه : ما يمنعُ المرأةَ المسلمة إذا كانتْ لها حاجةٌ أنْ تَخْرُجَ في أطْمَارِها ، أو أطمارِ جَارَتِها مُسْتَخْفِية لا يَعْلَمُ بها أحَدٌ حتى تَرْجِعَ إلى بَيْتِها .
روى الإمامُ مالكٌ عن علقمةَ بنِ أبي علقمة عن أمِّهِ أنها قالت : دَخَلَتْ حفصةُ بنتُ عبدِ الرحمنِ على عائشةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وعلى حَفْصَةَ خِمَارٌ رَقيقٌ فَشَقَّتْهُ عائشةُ ، وَكَسَتْها خِمَاراً كَثِيفاً .
أي شَقَّتْهُ لئلا تَخْتَمِر به فيما بعد .
ولَو كان يَجوزُ الاختمارُ بِه لما شَقَّتْهُ عائشةُ رضي الله عنها .
ولما قَدِمَ المنذرُ بنُ الزبير من العراقِ فأرْسَلَ إلى أسماءَ بنتِ أبي بكر بِكُسْوَة من ثياب رِقاق عِتاق بَعْدَمَا كَفَّ بصرُها . قال : فَلَمَسَتْهَا بِيَدِها ، ثم قالت : أفّ ! رُدُّوا عليه كِسْوَتَه . فَشَقّ ذلك عليه ، وقال : يا أمَّه ! إنه لا يَشِفّ . قالت : إنها إن لم تَشِفّ ، فإنها تَصِف ، فاشترى لها ثيابا مروية فقَبِلَتْها . رواه ابن سعد في الطبقات .
تقولُ إحدى الأخواتِ عن بعضِ العباءات : فهي أضيقُ من قميصِها الذي تَلْبَسُهُ في مَنْزِلها ، فهي مخصّرةٌ جَذّابةٌ جِداً ؛ تَجْعَلَ النحيفةَ ممتلئة ، وتَجْعَلَ البدينةَ رَشيقة ، فتُخْفِي العيوب ، وتُظْهِرَ المحاسِنَ والمفاتِن .
تزيدُ على ذلك بعضَ العباراتِ التي كُتِبتْ على العباءة ، أو الزركشةَ المُلفتةَ للنظر . انتهى .
وقد نَهى اللهُ نساء المؤمنين عن إظهارِ صوتِ الْخِلخالِ ، فقال : (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) .
هذا .. وهو مُجرَّدُ صَوت !
قال ابنُ عباس : نَهى اللهُ عن ذلك لأنه من عَمِلِ الشيطان .
قال الزَّجاجُ : إسماعُ صوتِ الزينةِ أشدُّ تَحْرِيكاً للشهوةِ من إبْدَائها .
قال الإمام السمعاني : فإن قال قائل : أيش في ضَربِ الخلخالِ ما يُوجِبُ النهي ؟
والْجَوَاب عنه : أنَّ فيه اسْتِدْعَاءَ الْمَيْلِ وتَحْرِيكَ الشَّهْوَة .
ونُهيَتِ المرأةُ أن تَتَعَطَّرَ إذا كانتْ سوفَ تَمُرُّ بِرِجَال أجانب ، فإن فَعَلتْ فَعليها مثلُ إثمِ الزانية .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : أيما امرأة اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِقَوم لِيَجِدُوا رِيحَها فهي زانية . رواه الإمام أحمد وغيره .
وقال صلى الله عليه وسلم : إذا شَهِدَتْ إحْدَاكُنَّ المسجدَ فلا تَمَسَّ طيباً . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : طِيبُ الرِّجَالِ ما ظهرَ رِيحُه وخَفِي لونُه ، وطِيبُ النساءِ ما ظهرَ لونُه وخَفِيَ ريحُه . رواه الترمذي والنسائي ، وصححه الألباني .
وقد أمَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَن تعطّرتْ أن تَغْتَسِلَ إذا أرادتِ الخروج حتى لو كانت تريد المسجد .
فقد لقيَ أبو هريرةَ رضي الله عنه امرأةً فَوَجَدَ منها ريحَ الطيبِ يَنْفُح ، وَلِذَيْلِها إعصار ، فقال : يا أمةَ الجبار ! جئتِ من المسجد ؟
قالت : نعم .
قال : وله تَطَيَّبْتِ ؟
قالت : نعم .
قال : إني سمعت حِبِّي أبا القاسمِ صلى الله عليه وسلم يقول : لا تُقبلُ صلاةٌ لامرأة تطيَّبَتْ لهذا المسجدِ حتى ترجعَ فتغتسلَ غُسْلَها من الجنابة . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وحسنه الألباني .
" حتى ترجعَ فتغتسلَ غُسْلَها من الجنابة "
ليذهبَ أثرُ الطيبِ وتذهبَ رائحتُه .
وسببُ ذلك ما يكونُ فيهِ مِن تحريكِ الشهوات ، وإثارةِ الفِتَن .
قال العلماء : لئلا يحركن الرجال بطيبهن ، ويلحق بالطيب ما في معناه من المحركات لداعي الشهوة ، كحسن الملبس والتحلي الذي يظهر أثره ، والزينة الفاخرة . كما قالَ العظيم آبادي في عون المعبود .
فتبيّنَ لكلِّ عاقلة أن صورَ التبرّجِ كثيرة ، وقد نهى اللهُ عن التبرّج

أسباب التَّبَرُّج ؟
أسباب التَّبَرُّج كثيرة ، ومنها :
ضَعْف التَّدَيُّن لدى المرأة ، فإنَّ هذه المشكلة هي أساس التَّبَرُّج ، فلو ضَعُف الرَّقِيب ، أو غاب ، أو فُقِد ؛ فلا تتأثَّر المرأة إذا كانت مُتديِّنَة .. أمَّا إذا لم تَكُن مُتدينة فهنا يبدأ الْخَلَل ، ويحصل النقص .
صحيح أنَّ الرَّقيب والوليّ له أثَر تربوي ، وأثَر نفسي .. فقد تترك المرأة التَّبَرُّج لأجْل صَرَامة الولي ، إلاَّ أن الولي يَغفل ويَغيب ويَموت ..
فإذا لم يَكن الْحِرص نِابِعًا من المرأة نفسها فإنها سوف تقع في التَّبَرُّج .. أو في بعض صُوَرِه .
وضَعْف الرِّقابة لله يَصْنَع مثل هذا .. وقد نُربِّي هذا في أنفسنا وفي أولادنا ونحن لا نشعر ..
نفعل ذلك عندما نربط الرِّقابة بأشْخَاصِنَا وذَوَاتِنَا !
ونحن أحْوَج ما نَكون إلى تربية النفوس على الرِّقابة الذاتية لله تبارك وتعالى ، مع عدم إغْفال رِقابة الأهل ..
ومِمَّا يَدْفَع المرأة المسلمة إلى تقوية الجانب الدِّيني وإلى تَرْك ما يُسخِط الله مِن تبَرُّج وسُفور واخْتِلاط وغير ذلك .. أن تَعْلَم أنَّ نِعِيم الدُنيا لا يُساوي غَمْسَة وَاحِدة في العذاب .. كما في الحديث الذي رواه مسلم .
وأنَّ تَعْلَم أن العاقِل مَن يُؤثِر الباقي على الفاني ..
وأنَّ التَّبَرُّج ضَعْف وتَبَعِيَّة .. بل مَرَض وتَخَلُّف .. وهو الداء الذي جَمَع الأدواء !
والْمَرَض الذي جَمَع الأمراض ..

ومِن أسباب التَّبَرُّج
القُدَوات الفاسِدَة .. والناس كأسْرِاب القَطَا ! يَتَشبّه بعضهم بِبعض ..
فالإعلام الفاسِد يَصنَع قُدُوات فاسِدة ! بل يجْعل حُثالة المجتمعات وسَقَطِها هُم القُدُوات ! وهم الأبطال والنّجوم !
ويَتِمّ تلميع قُدُوات وأبطال ونجوم على حِساب كلّ ما هو أصيل !
ولا يُنْكَر تَأثير الصُّحْبَة على الإنسان ..
فالنبي صلى الله عليه وسلم أثْبَت تأثُّر الإنسان بِمُصاحَبَة البهائم العجماوات !
قال صلى الله عليه وسلم : الفخر والخيلاء في الفَدادين أهل الوَبَر ، والسَّكينة في أهل الغنم . رواه البخاري ومسلم .
فصاحِب الإبل يأخذ مِن طِباعها وغِلْظَتِها ! وصاحب الغنم يأخذ مِن سَكِينتها وطِباعها !
فكيف إذا صاحَب إنسانا مثله ، يُؤثِّر عليه .. ويتأثَّر به ؟؟!
ومِن أسباب التَّبَرُّج
ضَعْف الشخصية لدى المرأة !
فلو كانت قوية الشخصية لم تتأثَّر ..
كثيرات يتّبعن الموضة .. ويَتَبرَّجْن .. لا رغبة في التَّبَرُّج ! بل خوفا من وصْمَة ( قَرَويَّة ) !
أو هُروبا مِن أن تُوصَف بالتَّخلُّف !
يَقول د . محمد قطب : حدث منظر على الشاطئ قبل سنوات ، فتاة كان بها بَقِيَّة ضئيلة من الحياء - حَياء الأنثى الطبيعي الفطري - هذه المرأة لَبِسَت "المايوه" وجلست على الرِّمال حول الشاطئ ليلتقط المصور لها صُورة ، فما الذي حدث ؟
جلست بهذه البقية الضئيلة من الحياء مَضْمُومَة الرِّجْلَين ، فقام الْمُصَوِّر يَفْسَح مَا بَيْن رِجْلَيها لِيَلْتَقِط لَها صُورَة تَقَدُّمِيَّة !! ولكنها رَاحت في حَياء َضئيل - تَتَأبَّى عليه- عندئذ قال لها بِلهْجَة ذَاتِ مَعنى : "الله ! هوَّه أنتِ فَلاَّحَة وإلاَّ إيه ؟!! ".
وفي الحال دَبَّتْ هذه الكلمة في صَدْرِها ، فَنَحَرَتْ مَا بَقِي مِن الْحَيَاء ! وجَلَسَتْ مُنْفَرِجَة الرِّجْلَين في طلاقة همجية ، لِتُلْتَقَط لَها الصُّورة ! انتهى .
هكذا فَعَلَتْ مِن غير قَناعة ! ولكن خَوْفا مِن وْصَمة ( فلاّحة ) أو وَصْف ( قروية ) أو لَقَب ( مُتخلِّفَة ) !!
المرأة المسلمة الواثقة بِرَبِّها .. والْمُعْتَزَّة بِدِينها .. لا يهمها ما يُقال عنها ..
فهي تمشي بِخُطُوات واثقة ..
لا تعبأ بما يُقال .. ولا تُصْغِي إلى تُرَّهات ..
فهي مُلْتَزِمة بِحجَابِها .. مُسْتَمْسِكَة بِدِينها .. إن سَافرتْ أو أقامتْ ..
لا تَنْظُر إلى الْحِجَاب على أنه عادة .. بل على أنه عِبادة
هِتافها .. " إنه يا طَالِب النَّجْم حِجَابِي ... لا يُسَاوِمُنِي به غير الْمِنِيَّة "
وحِداؤها .. مُسْلِم يا صِعَاب لن تَقْهَرِينِي ... صَارِمِي قَاطِع وعَزْمِي حَدِيد "
فضعيفة الشخصية والْمَهْزوزة .. ليس لها ثَبَات
وقوية الشخصية ثابتة كَالنَّخْلَة الشَّمَّاء .. أصلها ثَابِت وفَرْعها في السَّماء ..
الْحَلْواء الْمِكْشُوفة ! لا أحَد يَشْتَهِيها .. قد أصابها الغُبار .. ووقع عليها الذُّبَاب ..
وهكذا الْمُتَبَرِّجة .. مُتبَذِّلَة .. قد وقَعَتْ عليها العُيُون ! وأصَابَتْها السِّهَام !
ومِن أسباب التَّبَرُّج
ضَعْف الأمر بالمعروف ولنهي عن الْمنكَر في أوساط النساء .. وتقع مسؤولية تفشي هذا الأمر في أوساط النساء ومجتمعاتهن على عواتق النساء ..
فهناك اجتماعات لا يحضرها الرِّجَال .. ولا يطّلِعون عليها ..
مدارس البنات .. قُصور الأفراح .. الأسواق النسائية .. إلى غير ذلك .. وهذه مُجتمعات نسائية يبدأ تَفْريخ التَّبَرُّج مِنها ! ومِنها تنطلق شرارة التَّبَرُّج الأولى في الغالِب ..
وأنصح بِقراءة كِتاب : مسؤولية النساء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . تأليف الشيخ د . فضل إلهي .

ويُمكن أن يُضاف إلى تلك الأسباب :
ضعف التربية ، وقُصُور التَّنْشئة ..
حضرتُ مرة عند صديق .. وعنده طفلة في الرابعة من عمرها .. فَظَهَر بَعْض سَاق صاحبي فأخذت تُغطِّيه .. وتقول : عيب !
وقديما قيل :
ويَنْشَأ نَاشيء الفتيان مِنَّا *** على مَا كَان عَوَّدَه أبُوه

هذه مُجْمَل أسباب ظُهور التَّبَرُّج ..
وجه الشَّبَه بَيْن تَبَرُّج الجاهلية المعاصرة وتَبَرُّج الجاهلية الأولى ؟
سبق في تعريف التَّبَرُّج ذِكْر ما جاء عن ابن عباس في تَبَرُّج الجاهلية الأولى ، واجْتِمَاع الرِّجال والنساء على مهرجان وفي عِيد وفي غِناء ولَهْو وطَرَب ..
وهذا يُؤكِّد الصِّلَة بين هذه الآثام !

وهذا أيضا يربط بين مقاصد التَّبَرُّج قديما وحديثا !
ومنها :
إخراج المرأة
وإظهار محاسنها ومفاتنها للرِّجَال الأجانب
وأن تَكون سلعة رخيصة ، وألعوبة سهلة يَتَقَاذَفُها سَمَاسِرَة البِغَاء كَتَقَاذُف الكُرَة !
فإذا ما ذَهّبَتْ نَضَارَة وَجْهِها ، وحُسن قَدِّها .. رَمَوها في أقْرب دار عجزة .. أو باتَتْ على الرّصيف بلا مأوى .. وبلا أدنى حقّ
هل سمعتِ بِنِسَاء البَلاستيك ؟!!
يقول الدكتور " روبرت بتلر " - مدير التطوير للكبار في جامعة سيزيا بنيويورك - : أكبر درجة من الخوف تُواجه الفرد في هذه الدولة هي مواجهة الكِبَر ، وفَقْد القدرة على التفكير الصحيح ، ويُصبح نزيلاً لأحد مراكز الرعاية !
وذَكَر الدكتور مختار المسلاّتي في كِتاب " أمريكا كَمَا رأيتها " - وقد عاش أكثر من عشر سنوات في أمريكا - يقول : وهناك نساء يُعرفن بنساء البلاستيك ، منزلها كِيس تحمله في يدها !!
وكان تبرّج الجاهلية الأولى أخَفّ وأهون من تبرّج الجاهلية المعاصرة !
كيف ؟!
الجاهلية المعاصرة امتهنتِ المرأة غاية الْمَهَانَة .. وابْتَذَلَتْها أيما ابتِذال
في بعض دُوَل الحضارة المادِّية .. تتم المتاجَرَة بِجَسَدِ المرأة .. كَمَا يُتاجَر باللحوم !
هناك أماكن خُصِّصت لعرض الأجساد العارية أمام المارة وتَستَعرِض المرأة جسدها - فيما يُشبه ما يُسمّى بـ " فاترينات عرض " - أمام الغادي والرائح بحركات مثيرة علّها تحظى بِذَكَر تصطاده تحصل منه في النهاية على بضع دراهم تَقْتَاتُ منها !
وهذا ما يَسْعَى إليه المفسِدُون تحت شِعارات برَّاقة .. ونداءات تُدغدغ المشاعِر !
يسعون لإخراج المرأة من خِدْرِها بِألْفِ حُجّة وحُجّة .. وبِألْفِ وسيلة ووسيلة ..
فإذا ما تبرّجتِ المرأة فقد مَشَتِ الخطوة الأولى في طريق الفساد
ورِحلة الألْف ميل تبدأ بِخطوة واحدة ، كما يُقال .
وقد جاء التحذير المتكرر في القرآن الكريم مِن خُطُوات الشيطان
سَعى المفسِدُون في دول أوربا وفي بعض الدول العربية لإخراج المرأة وإلى تبرّجها وإلى تمرُّدِها على كل خُلُق فاضل وعلى كُل قِيَم سامية .. حتى تحقق لهم ما يُريدون ..
وصدق الله : (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا) .
انظري إلى اثر مِن تلك الآثار .. وقد شَهِد به شاهِد من أهلها !
نَشَرَتْ صحيفة الشرق الأوسط في العدد (7560 ) الصادر يوم الثلاثاء 28/4/1420هـ تحت عنوان : ( زبائن سوق الدعارة مليون يومياً في ألمانيا )
وجاء في الخَبَر : أعلنت مؤخراً " كريستين برغمان " وزيرة شؤون المرأة والأسرة التي تنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي عن مشروع قانون يُضفي الشرعية !! على نشاط العاهرات اللواتي ينتظرن على الأرصفة … وبمقتضى هذا النص لن يُصبح هذا النشاط مناقضاً للأخلاق الحميدة !! كما سيُتيح للمومسات الاستفادة من الضمان الاجتماعي ، بل سيُعطيهن الحق في اللجوء للقضاء للحصول على هذا الضمان … وأكّدت الوزيرة " برغمان " أنها تعتزم أيضا السماح بإبرام عقود عمل للعاهرات !!… وممارسة البغاء لا تستوجب العقاب من الناحية القانونية وبالرغم من أنه تحكمها العديد من اللوائح . انتهى .

لِتَعْلَم الْمُتَبَرِّجة أنها تَخْدم الرذيلة وتهْدِم الفضيلة شَعُرت أو لم تشعر !

ولِتعْلَم أنها تَضَع قدمها على بداية طريق الزلل ..
يُحدَثني بعض الشباب الذين مَنّ الله عليهم بالهداية .. عن تجارب في عالَم الغَزَل في الأسواق والتَّجمُّعَات ..
يقول بعضهم : كُنَّا والله لا نجرؤ على مُعاكسة المرأة التي تبدو محتشمة .. وإن كُنَّا لا نعلم ما تُخفي وراء ذلك الاحتشام ..
المهم أنها محتشمة .. غير مُتَبَرِّجة .. فلا يَجْرؤ سَفِيه على معاكستها ..
وبَيْن التَّبَرُّج والتَّبَخْتُر عِلاقة وثِيقَة ..
ولذا جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام : خيرُ نِسائكمُ الودودُ الولودُ ، المواتيةُ المواسيةُ إذا اتَّقَينَ الله ، وشَرُّ نِسَائِكُمُ المتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاتُ ، وهُنَّ المنافِقَاتُ . لا يَدخلُ الجنةَ مِنْهُنّ إلا مثلُ الغُرَابِ الأعْصَم . رواه البيهقي ، وصححه الألباني .
قال الْمُنَاويّ في فيضِ القدير : وشَرُّ نِسائكم الْمُتَبَرِّجَات ، أي الْمُظْهِرَات زِينَتِهِنَّ للأجانب ، وهو مَذْمومٌ لغيرِ الزَّوج . الْمُتَخَيِّلاتُ ، أي الْمُعْجَبَاتُ الْمُتَكَبِّرات ، والْخُيَلاءُ - بِالضَّم - العُجْب والتَّكَبُّر . وهُنّ الْمُنَافِقَات . اهـ .
فالمرأة المؤمنة لا تتبرّج .. لأنها تؤمن بالله واليوم الآخر ..
وأما الْمُنَافِقَة فهي التي تتبرَّج ..
وهذا بِنصّ هذا الحديث ..
إذا .. فالتَّبَرُّج علامة مِن علامات النِّفاق ..
ولعلي خرجت عن أصل المقارَنة ! بَيْن تَبَرّج الجاهلية الأولى والجاهلية المعاصِرة
وخلاصة القول .. أن تَبَرُّج الجاهلية الأولى أهون وأخَفّ من تبرّج الجاهلية المعاصرة
وكلما زاد البعد عن الدِّين .. زاد التَّبَرُّج
ومن أعْجَب ما قرأت أن عقلاء الغربيين يرفضون التَّبَرُّج !
ولما قام إمبراطور ألمانيا " غليوم " بزيارة تركيا أحبّ أعضاء جمعية الاتحاد والتّرقي التركية أن يُظهروا له تمدّنهم ! فأخْرَجُوا بعض بنات المدارس وهُنّ مُتَبَرِّجَات لاستقباله ، واستغرب الإمبراطور ، وقال للمسؤولين : إني كنت آمل أن أشاهد في تركيا الحشمة والحجاب بحكم دينكم الإسلامي ، وإذا بي أشاهد التَّبَرُّج الذي نشكو منه في أوربا ، ويقودنا إلى ضياع الأسرة ، وخراب الأوطان ، وتشريد الأطفال !!
فهذه أوربا تشكو مِنْ ويلات التّبرج ، وتجني ثمرات الاختلاط ، وتعاني من داء عضال ، اسمه " خروج المرأة من بيتها " الخروج الذي أخلّ بوظيفتها الأساس .
والتاريخ يُعيد نفسه !
فأولئك أخرجوا بعض بنات المدارس وهُنّ مُتَبَرِّجَات .. إنما أخْرَجُوهنّ لإظهار صورة التحضّر - بِزَعْمِهم - أمام الغربيين !
وهذا كَحَال دعاة تحرير المرأة - زَعَمُوا - اليوم عندما يريدون إظهار مجتمعاتنا بالصورة التي تُرضي الغرب !!
ومِن طريف ما قرأت أن سفير الدولة العثمانية اجتمع في بلاد الإنجليز مع كبراء الدولة ، فقال أحد الكبراء للسفير : لماذا تُصرّون أن تبقى المرأة المسلمة في الشرق الإسلامي متخلِّفة معزولة عن الرجال محجوبة عن النور ؟! فردّ السفير العثماني - بذكاء وسرعة بديهة - : لأن نسائنا المسلمات في الشرق لا يرغبن أن يَلِدْنَ من غير أزواجهن ! فخجل الرجل وسكت ، وبُهِت الذي كفر .
أقول " دُعَاة تحرير المرأة " - زَعَمُوا - ، أي : هذا بِزَعْمِهم
وإلاَّ فإنّ الحقيقة أنهم " دُعَاة تَخريب المرأة " ؛ لأن الإسلام هو الذي حَرَّر المرأة ، وهُم إنما يُريدون تَخريب المرأة لا تَحريرها !
أو نَقول - مِن باب التَّنَزُّل مع الخصم - دُعاة تَحرير المرأة .. ولكن مِن كُلّ فضيلة !
يَعني : هم يُريدون تحرير المرأة مِن كُل فضيلة !

والله المستعان ..

_ _ _ _ _ _ _

كتبه الشيخ
عبدالرحمن بن عبدالله السحيم


أم سيف
عضو نشيط
رقم العضوية : 39
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 58
بمعدل : 0.01 يوميا

أم سيف غير متواجد حالياً عرض البوم صور أم سيف


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : أم سيف المنتدى : قسـم المقـالات والـدروس والخُطب
افتراضي تابع: لقاء منتدى لك حول التبرج وفتن الأسواق
قديم بتاريخ : 03-03-2010 الساعة : 09:12 AM

،

شيخنا الفاضل ..

بارك الله فيكِ .. على إفادتك لنا ..و سُؤالي لك يا شيخنا :
برأيك : ما هو السبب الرئيسي الذي يجعل الفتاة تتبرج وتفسخ حياءها كما نراهُ اليوم في حال
فتياتِنا هداهُن الله تعالى .. هل هم الأهل ..؟ أم الفتاة نفسها تكون مُنفتحه .؟ أم هو من الصديقة؟ أم من الزوج ..؟
وبرأيك : أيهم الأكثر تأثير من المذكور أعلاه ..؟!!
أسعدك المولى ..


الأخت الفاضلة
بُورِكْتِ .. ووُفِّقْتِ وهُدِيتِ ..
ذَكَرْتُ أهَمّ أسباب التَّبَرُّج
ولعلي أُضيف إليها هنا :
وسائل الإعلام ، سواء كان مرئيا - وهو الأقوى في الأثير - أو كان مسموعا أو مقروءا .
فوسائل الإعلام تَطْرُق على هذه المنكَرات ، سواء كان الطرق مُباشِرًا أو غير مُباشِر
فتاة تَرى مسلسلات .. تخرج فيها المرأة مُتبذِّلَة .. مُتَهتِّكَة .. في كامل زِينَتِها .. كأنما تُزَفّ لِزوجها !
ثم تَعِيش حَيَاة الْحَبّ والصّفاء !
حياة لا يُكَدَّر صَفْوها !
حياة لا تَكون إلا في الأفلام والمسلسلات !
فما الذي يُورثه مُشاهَدة مثل هذا ؟!
أقل ما تُورِثه أن تُسْتَسَاغ رؤية الْمُنْكَر .. ولا يَكون في القلب باعِث على إنْكَار المنكر .. وربما طُمِس القلب من جَرَّاء ذلك .
ولذلك لَمَّا قيل عند ابن مسعود رضي الله عنه : هَلَك مَن لَم يَأمُر بِالْمَعْرُوف ويَنْه عن الْمُنْكَر قال ابن مسعود : هَلَك مَن لَم يَعْرِف قَلْبه مَعْرُوفًا ولَم يُنْكِر قَلبه مُنْكَرا .
ولا شكّ أن الصُّحْبَة لها أثَرها ..
تقدّم الكلام في ذلك ..
قال عليّ رضي الله عنه :
فلا تصحب أخا الجهل = وإياك وإياهُ
فكم من جاهل أردى = حليما حين آخاهُ
يقاس المرء بالمرء = إذا ما المرء ما شاهُ
وللشيء على الشيء = مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب = دليل حين يلقاه

وأنشَد الأبرش :
يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ما شاه
وذو العرّ إذا احتكّ ذا الصحة أعداه
وللشيء من الشيء مقاييس وأشباه
وللروح على الروح دليل حين يلقاه
وقال ابن حبان :
إن من أعظم الدلائل على معرفة ما فيه المرء من تقلبه وسكونه هو الاعتبار بِمَن يُحَادِثه ويَوَدّه ، لأنَّ الْمَرْء على دِين خَليله ، وطير السماء على أشكالها تَقَع ، ومَا رأيت شيئا أدلّ على شيء - ولا الدخان على النار - مثل الصَّاحِب على الصَّاحِب . اهـ .
ونسأل الله السلامة والعافية ..
.................................................. ..................................

ولدي تساؤلات لو يتكرم الشيخ يبدي رأيه فيها . وهي:
* لاحظنا في مجتمعنا وقوع الطلاق بين الزوجين لأسباب غير معتبرة، فأنا أعرف فتاة طلبت الطلاق من زوجها ، وكان لها ما أرادت، لماذا ؟.. . لأن زوجها لا يسمح لها بالتبرج ، أو لبس العاري من الملابس بين النساء في المناسبات.
* وبعض النساء يلبسن الملابس العارية بدون علم أزواجهن . وهنا أود لو أنك يا شيخ عبد الرحمن توجه كلمة لهؤلاء الأزواج بأن ينتبهوا لنسائهم ، فكيف يريد أن يربي بناته على الستر، وهذه حال والدتهن
وكيف يضمن الرجل صدق زوجته معه وطاعتها له في غيبته ؛ بحيث تتجنب هذا النوع من اللباس ؟
شكر الله لك ونفعك ونفع بك .


الأخت الفاضلة ..
بُورِكْتِ .. ووُفِّقْتِ وهُدِيتِ ..
هذه الْحَالَة التي ذَكَرْتِيها هي حَالة مَرَضِيّة ! وليست ظاهرة ..
وفي مثل هذه الْحَالةَ يَظْهَر ضعف الزوج ، وأحيانا فَقْد الْحِكْمَة .. وغياب الوعي .. بل وغياب الطُّرُق الشرعية في عِلاج المشكلات الزوجية . .
أحيانا أذكُر قصة رمزية .. لامرأة جاءت إلى شيخ - تَظُنّه ساحِرًا - وأرادت أن يَعْمل لها سِحْر ليتعلّق بها زوجها .. فأراد أن يُلقِّنها دَرسًا .. فطلب منها شعرة أسد !
ولأنه عالم ومُرَبّ قال لها : إنك تطلبين شيئا ليس بسهل ! لقد طلبت شيئا عظيما . فهل أنت مستعدة لتحمل التكاليف ؟
قالت : نعم
قال لها : إن الأمر لا يتم إلا إذا أحضرت شعرة من رقبة الأسد !
قالت: الأسد ؟
قال : نعم
قالت : كيف أستطيع ذلك والأسد حيوان مفترس ولا أضمن أن يقتلني أليس هناك طريقة أسهل وأكثر أمنا
قال لها : لا يمكن أن يتم لك ما تريدين من محبة الزوج إلا بهذا وإذا فكرت ستجدين الطريقة المناسبة لتحقيق الهدف .
ذهبت المرأة وهي تضرب أخماس بأسداس تفكر في كيفية الحصول على الشعرة المطلوبة فاستشارت من تثق بحكمته فقيل لها أن الأسد لا يفترس إلا إذا جاع وعليها أن تشبعه حتى تأمن شَرّه . أخذت بالنصيحة وذهبت إلى الغابة القريبة منها ، وبدأت ترمي للأسد قطع اللحم وتبتعد ، واستمرت في إلقاء اللحم إلى أن ألِفَتِ الأسد وألِفَها مع الزمن . وفي كل مرة كانت تقترب منه قليلا إلى أن جاء اليوم الذي تمدد الأسد بجانبها وهو لا يشك في محبتها له ، فوضعت يدها على رأسه وأخذت تمسح بها على شعره ورقبته بكل حنان و، بينما الأسد في هذا الاستمتاع والاسترخاء لم يكن من الصعب أن تأخذ المرأة الشعرة بكل هدوء ! وما إن أحست بتملّكِها للشعرة حتى أسرعت للعالم الذي تظنه ساحرا لِتُعْطِيه إياها ، والفرحة تملأ نفسها بأنها ستتربع على قلب زوجها وإلى الأبد .
فلما رأى العالم الشعرة سألها : ماذا فعلت حتى استطعت أن تحصلي على هذه الشعرة ؟
فشرحت له خطة ترويض الأسد ، والتي تلخصت في معرفة المدخل لقلب الأسد أولاً - وهو البطن - ثم الاستمرار والصبر على ذلك إلى أن يحين وقت قطف الثمرة .
حينها قال لها العالم : يا أمة الله ... زوجك ليس أكثر شراسة من الأسد !! افعلي مع زوجك مثل ما فعلت مع الأسد تملكيه . تَعَرّفي على المدخل لِقَلْبِه وأشبعي جوعته تأسريه ، وضعي الخطة لذلك واصبري .. تنالي مُرادَك ..
إن الزوج مهما كان شرِساً لن يكون أشرس من الأسد !
وقد ذكرت هذه القصة الرمزية هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2052

والشاهد من هذه القصة .. أنه مهما كان الزوج شَرِسًا.. ومهما كانت الزوجة سيئة .. فلن يَكونا أشرس من الأسد !
وأيضا جانب الوعظ والنصح والتذكير .. ثم الهجر ثم الضرب غير المبرِّح - كآخِر علاج - وهو بِمنْزِلة الكَيّ قبل بَتْر العضو - الطلاق - .. ربما غابَتْ كل هذه الوسائل الإصلاحية في لحظة غضب .. فلجأ الزوج إلى بَتْر العضو وكَسْر الضِّلع ! لإنهاء مُشكلة قائمة .. أو مِن أجل الهروب مِن مُشكلة تُسبب له صُداعا !
أعرف نماذج مِن مُعاملات شَتَّى .. بعضها تبيَّن فيها الْحُمق ! والآخر تَجَلَّت فيها الْحِكْمَة
شاب دخل على زوجته في أول ليلة .. ثم صَبّ جام غضبه عليها .. وانتهت تلك الزيجة بالطَّلاق
وآخر تزوّج فتاة لم تُحبّه في البداية .. وكانت تحرص على أن تُسيء إليه .. فتُسمعه الأغاني وتُهمله كأنه غير موجود !
فما كان منه إلاّ أن صَبَر عليها حتى تَمَلّك قلبها ثم غَيَّر ( بَرْمَجَتها ) !
كما اعْرِف حالة عكس الحالة التي ذكرتِ ..
وهي قصة لِفَتاة .. تزوّجت حديثا .. ثم عَرَض عليها زوجها أن تُسافِر معه لإحدى دول الكُفر لإكمَال دراسته .. وشَرَط عليها أن تخلع حجابها .. وتتبرّج .. لأنها ستكون في بلد حضارة - بِزَعْمه - !
فَرَفَضَتْ الفِكْرَة مِن أصْلِها ..
فَخَيَّرَها بَيْن الطَّلاق وبين الذهاب على تلك الحالة .. فآثَرَت الطلاق على التَّبَرُّج
فلله دَرّها .. وأسأل الله أن يُعوِّضها خيرا مما تركَتْ ..
وبالنسبة للتعامل مع الزوجات فينبغي أن يَكون هناك مَجَالا مِن الثِّقَة بين الزوجين ، لا أقول : الثِّقَة المطلَقَة - كَمَا يَقول بعض الأولياء - فهذه تَضْييع .. وليستْ ثِقَة ..
ويَكون هناك إحساس بالمسؤولية ..
وأن مسألة اللباس والْحفْظ والصِّيَانة مسائل مُشترَكَة ومُتَبَادَلة
ومِمَّا يُوجِد الْحِفْظ في حال غَيَاب الزوج أو الزوجة .. حِفْظ الله في كُلّ حال .. في حال الغيب والشهادة
فإن مَن حَفِظ الله حَفِظه الله في نفسه وأهله وولده
قال عليه الصلاة والسلام : احْفَظِ الله يحفظك . رواه الإمام أحمد والترمذي .
ولا شكّ أن على الأزواج مسؤولية ..
وعلى الوالدين مسؤولية ..
وبعض الأمهات تَزْعم أنها لا تُريد أن تُعقِّد البنت ..
أو تَزْعُم أن البنت صغيرة .. ونحو ذلك ..
وهي تضع تلك المسؤولية في رقبتها ..
ثم تأتي تلك الفتاة تَحْمِل العَداوة لأمها .. بل ولِوَلِيِّها ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه : يُؤخَذ بِيَدِ العَبْد أوْ الأمَة يَوْم القِيَامَة فيُنْصَب على رُؤوس الأوَّلِين والآخِرِين ، ثم يُنادِي مُنَاد : هذا فُلان بن فُلان ، مَن كَان لَه حَقّ فَلْيَأتِ إلى حَقِّه ؛ فَتَفْرَح الْمَرْأة أن يَدُور لَهَا الْحَقّ عَلى أبِيهَا ، أوْ عَلى زَوْجِهَا ، أوْ عَلى أخِيهَا ، أوْ على ابْنِهَا ، ثُمّ قَرأ ابنُ مَسْعُود : (فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذ وَلا يَتَسَاءَلُونَ) .
والله المستعان .
.................................................. ................................

جزاك الله خير شيخنا الفاضل نشكرك على طيب حديثك
بارك الله فيك وسؤالي هو كيف يمكننا أن نتعامل مع المتبرجات عندما نلتقي بهن في أي مكان وهل يجب علينا إسداء النصيحة لهن حتى وإن كُنّا نخشى من سوء ردة فعلهن ؟


الأخت الفاضلة ..
بُورِكْتِ .. ووُفِّقْتِ وهُدِيتِ ..
لو تَفَشَّى النُّصْح وانْتَشَر وعَمّ .. ما تَجرَّأت امرأة أن تَتَبَرّج ..
ألسْنَا كثيرا نسمع حُجج كثير من الناس يقولون : ماذا يقول الناس عَنّا ؟!
أحيانا يَتْرُك بعض الناس أشياء من غير قناعة في تركها ، وإنما مَخَافَة الملامَة !
فلو أنّ كُل مُتَبَرِّجة قُوبِلَتْ بِعَشْر يُنْكِرْن عليها .. لَمَا تَجَرَّأت على التَّبَرُّج ..
وهكذا في كل أمر .. ليس فقط في التَّبَرُّج .. بل في كُل مُنْكَر ..
وهذا يَجده أحدنا من نفسه .. لو أنْكَر الناس عليه لِبَاسًا لأجل نوعه أو لونه - ولو كان مُباحًا - فإنه سيتركه لأجل كثرة كلام الناس ..
وما يُنكَر شرعا وعقلا أوْلى وأوجَب بالإنكار ..
ثمّ إن الذي يُريد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يُريد أن يُقابِل شيئا ، ولا يُواجِه رَدَّة فِعْل .. إنما يُريد الجنة من غير بذل ثمن !
والصبر على ما يُصيب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكَر مِمَّا يَرْفع درجته
ولذلك قال لقمان لابنه : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) .
فلا بُد من صَبْر مع الأمر بالمعروف ومع النهي عن المنكَر ..
مع تذكّر أن خيرية هذه الأمّة إنما تتحقق بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر ..
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )
وتأمّلي - رعاك الله - كيف قُدِّم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكَر على الإيمان بالله ..
لأن تحقيق الإيمان بالله يَكون بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكَر ؛ لأن الآمِر ما بَعَثه على الأمر إلا الإيمان بالله ، ولا بَعَثَه على النهي إلا رَجاء ما عند الله .. ولا صَبَر على ما أصابه إلاَّ وهو يَرجو الله والدار الآخرة ..
في بعض الأماكن يحسن أن يصدر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المرأة ..
لأن كلام الرجل مع المرأة قد يُوقِع في الحرج .. وقد تكون المرأة لا تهتمّ بما تقول .. فتُنادي على الذي أنكر عليها بأنه يُعاكسها !
تصوري - حماك الله - أنَّ امرأة دخلت سوقا أو مجتمعا نسائيا وهي متبرِّجَة .. فأنكر عليها عشر نساء .. ثم في المرأة الثانية كذلك .. ألا يَحْمِلُها ذلك على ترك ما هي فيه .. ولو من أجل السلامة من الإنكار عليها ؟!
ينبغي أن نستحضر حين الأمر وحين النهي .. أننا لا ننتصر لأنفسنا .. وأن الهدف هو تغيير أو إزالة المنكر .. فإن لم يَكن لا هذا ولا ذاك .. فعلى الأقل ( مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ..
وعلينا بالرِّفْق خاصة في ابتداء الأمر ..
فإن الله يُعطِي على الرِّفق ما لا يُعطِي على غيره ..
وما كان الرِّفق في شيء إلاَّ زانه , وما نُزِع مِن شيء إلاَّ شانه . كما قال عليه الصلاة والسلام .
وكان الله في عونك ..
.................................................. ....................................

الشيخ الفاضل عبدالرحمن السحيم
التبرج
حقيقة موضوع شائك
نرى الكل ينادي به وإن لم يكن بصورة مباشرة
المجلات .. التلفاز .. النشرات .. والكثير من مواقع الانترنت
الكل ينادي بالجمال .. ولا يهمهم سوى الربح
نسمع من هنا وهناك ..لجمالك
*
نداءات لجمالك فقط
هل شاهدتهم كريم تقشير البشرة ..... الذي عرض في قناة ...
*
وجهك فقط ينقصه إزالة تلك الشعيرات وتصبحين في غاية الجمال ..
نظفي فقط حاجبيك !!
*
شعرك جميل
دفعتي الكثير من المال للاعتناء به
لماذا تقومين بتغطيته ؟!!
الكثير والكثير من تلك النداءات
ولكن للأسف الكثير استجاب لتلك النداءات
فما نراه في الأسواق دليل كافي
الفتاة بكامل زينتها.. الملابس أو العباءة ضيقة
والحجاب يكاد يكون منعدم ..
وان تعرضت للمعاكسة تشتكي وتقول فلان يعاكسني
ما سبب تلك المعاكسات ؟؟
لا أعلم كيف يرضى الأهل بخروجها بهذا الشكل
شيخي الفاضل
نصيحة تقدمها لنساء المسلمين
ولأولياء الأمور
فالتبرج بات يزداد يوما بعد يوم


الأخت الفاضلة ..
بُورِكْتِ .. ووُفِّقْتِ وهُدِيتِ ..
صحيح .. هذه مِن أساليب ( نُوَّاب إبليس ) كما سَمَّاهم ابن القيم رحمه الله !
تَبَاكَوا على الفتاة بحجة التعليم ورفع الجهل عنها .. وأنها إن تكن أُمّا مُتعلِّمة خير من أن تكون جاهلة !
ثم تباكوا عليها بعد ذلك .. مسكينة .. أمضَتْ عمرها في الدراسة وتقعد حبيسة بيتها !
ما الحل إذا ؟!
الحل عندهم .. أن تعمل في كل مجال .. سواء نَاسَبها أو لم يُناسبها !
وأن لا يَقرّ لها قرار .. ولا تعرف الراحة ولا الاستقرار ..
وهم كذلك .. نادوا بالجمال بِكلّ وسيلة .. ولو كانت مُحرّمة ..
ودَعَوا إلى التَّمَرُّد على الدِّين والْخُلُق .. بل ودَعَوا إلى نَبْذ الحياء ! بحجَّة أنه يُعيق الفتاة !
دَعوها لتتجمّل .. ثم قالوا : حرام يستر ذلك الوجه !
وهل تتجمّل المرأة مِن أجل الرِّجال الأجانب ؟!
المرأة المسلمة أثمن مِن أن تكون حلوى مكشوفة .. ولا ألعوبة .. ولا سلعة رخيصة .. ولا وسيلة دعاية !
بينما هي في الغَرْب مُبْتذَلة أشَد الابْتِذال .. مُهانَة أعْظَم مهانة ..
ومَن رأى حياة المرأة الغربية عَرَف كيف هي شَقِيَّة !
إحدى زعيمات الحركة النسائية المعاصرة .. ذهبَتْ إلى أمريكا لتقتبِس مِن نَارِها .. فرجَعَتْ وقد اكْتَوَتْ بِشُواظ من نَار !
عادتْ .. وهي تمضغ الأسى وتبلع الحسرة لِتقول :
عُدْتُ من رحلتي للولايات المتحدة منذ خمسة أعوام وأنا أرثي لحال المرأة التي جرفها تَيّار الْمُسَاوَاة الأعمى فأصْبَحَتْ شَقِيّة في كِفَاحِها لِكَسْب العَيش ، وفَقَدَتْ حتى حُرِّيَّتها . اهـ .
وتقع المسؤولية على أولياء الأمور مِمَّن شَرّفهم الله بالقوامة , وأمَرَهم بِرعاية مَن تحت أيديهم
وسوف يُسْأل كل راع عَمّا استرعاه الله ؛ حَفِظ أم ضَيَّع ..
وكثيرا ما يُهمل الأولياء .. ويُفرَّطُون في جانب القوامة .. بِحُجج واهية ..
وسوف يندمون حين لا ينفع النَّدم .. ويستحسِرون حين لا تنفع الْحَسْرَة ..
ويَكون هؤلاء الذين أهْمَلُوهم .. خُصُومهم يوم القيامة ..
والمسؤولية تقع على عاتق الأب وعلى عاتق الأم أيضا ..
لأن الأمّ قد تعلم بما لا يعلمه الأبّ .. ربما لِقربها من ابنتها أحيانا .. وربما لاطِّلاعها على ما لا يطلع عليه الأب ..
والوصية للجميع .. للآباء وللأمهات ..
بل ولِكُلّ من عَرَف المعروف وفَرَّق بينه وبين المنكَر ..
فالبنت مع أختها .. ومع أخيها .. ومع والديها .. تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .. وليَكن ذلك بِرِفْق ..
كما قيل :
لِيَكُن أمْرُك بالمعروف بالعروف ، ونَهيُك عن المنكر بلا منكر ..
وكان الله في عونك .
.................................................. ............................

حياك شيخنا الفاضل .
سؤالي :
ما هي فضائل الحجاب كما ورد في الكتاب والسنة ؟
جزاك الجنة .


الأخت الفاضلة ..
بُورِكْتِ .. ووُفِّقْتِ وهُدِيتِ ..
لو لم يَكن في الحجاب إلاَّ أنه طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم لَكَفَى ..
والحجاب عِبَادة
والإنسان إمّا أن يكون عَبدًا لله .. وهذه عبودية فَخْر وعِزّ وكَرامة
وإما أن يكون عبدا لِهواه وشهوته ورغباته .. وهذه عبودية ذُلّ ومهانة وضياع !
والله عزّ وَجَلّ وَصَف مُتَّبِع الهوى بأنه " عَبد " لِهَوَاه ، فقال تبارك وتعالى : ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ) ، وقال عزّ وَجَلّ : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) .
والنبي صلى الله عليه وسلم سَمِّى مَن تَعلَّق بشيء مِن مَتاع الدُنيا " عبدًا " لِمَا تَعلّق به ، فقال عليه الصلاة والسلام : تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة ؛ إن أُعْطِي رضي ، وإن لم يُعْط سَخِط ، تَعِس وانْتَكَس ، وإذا شِيك فلا انْتَقَش . رواه البخاري .
ومِن فضائل الحجاب ..
1 - حِمايَة وصِيَانه للمرأة المسلمة .. قال تعالى : ( ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ )
2 - تَزْكِيَة ورِفعة للنفس البشرية .. قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) ، وإذا كان ذلك في شأن أُمَّهَات المؤمنين - وهُنّ بِمنَزِلة الأمَّهات - فكيف بِغيرهنّ ؟!
- التَّمسُّك بالحجاب سَلامة وبراءة مِن صِفَة المنافِقَات .. كما تقدم في الحديث :
وشَرُّ نِسَائِكُمُ المتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاتُ ، وهُنَّ المنافِقَاتُ . لا يَدخلُ الجنةَ مِنْهُنّ إلا مثلُ الغُرَابِ الأعْصَم . رواه البيهقي ، وصححه الألباني .
4 - أنَّ نساء سلف هذه الأمة تَمَسَّكْن بِالْحِجَاب في كل حال .. في حال الصِّحَّة .. وفي حال الْمَرَض والصَّرَع .. وفي حَال الْمَوت !!
وهذا أشَرْت إليه في مقال بعنوان :
إني أُصْرَع ..وهو هنا :

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5683

5 - فيه دَلِيل على صِِدْق مَحبّة المرأة لله عزّ وَجَلّ ولِرسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّ الْمُحِبّ لِمَن يُحِبّ مُطِيع .
وعكس ذلك ؛ التَّبَرُّج .. فإنَّ الْمُتَبَرِّجة كاذبة في دَعْوى مَحبَّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : صنفانِ مِن أهلِ النارِ لم أرهما : قومٌ معهم سِياطٌ كأذنابِ البقرِ يَضْرِبُونَ بها الناسَ ، ونِساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ ، رؤوسُهُنَّ كأسنِمَةِ البُخْتِ المائلةِ لا يَدْخُلْنَ الجنةَ ولا يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وإن رِيحَهَا لَيوجَدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا . رواه مسلم .
6 - السلامة مِن عذاب الله في الدنيا وفي الآخِرة .
لأنَّ الْمُتَبَرِّجِة تَلْبَس ما يُشْهِرها أمَام النَّاس .. فَثِيَاب التَّبَرُّج ثِيَاب شُهرَة ، وفي الحديث : مَنْ لَبِسَ ثَوبَ شُهْرَة في الدنيا ألْبَسَهُ اللهُ ثوبَ مَذَلَّة يومَ القيامة . رواه الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ وابنُ ماجَه .
وِعِنْْدَ ابنِ ماجه مِن حَدِيثِ أبي ذرّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَن لَبِسَ ثَوبَ شُهْرَة أعرضَ اللهُ عنه حتى يَضَعَه مَتى وَضَعَه . قال البوصيري : إسْنَادُه حَسَن .
قال ابنُ القيِّم : وهذا لأنه قَصَدَ بِهِ الاختيالَ والفخرَ فَعَاقَبَه اللهُ بنقيضِ ذلك ، فَأَذَلَّه . اهـ .
7 - التَّبَرُّج .. سُقوطٌ من عَينِ الله ، ومِن أعيُنِ الناس
فإن التَّبَرُّجَ كبيرةٌ من كبائر الذنوب ، والعَاصِي قَد هَانَ على الله .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ما أهونَ الخلقِ على اللهِ إذا أضَاعُوا أمرَه .
وقال ابن المبارك : لا تقول : ما أجْرأ فُلاناً على الله ، فإن الله أكْرم من أن يُجْتَرأَ عليه ، ولكن قُل : ما أغَرَّ فُلانًا بالله .
قال أبو سليمان الداراني : صَدَقَ ابنُ المبارَك ! هو أكرم من أن يُجْتَرَأَ عليه ، ولكنهم هانُوا عليه فَتَرَكَهُم ومَعَاصِيه ، ولو كَرُمُوا عليه لمنعهم منها .
قالت أمُّ أحمد بنت عائشة : قالت لي أمي : لا تَفْرَحِي بِفَان و لا تَجْزَعِي مِن ذاهِب ، و افْرَحِي باللهِ عز وجل ، واجْزَعِي مِن سِقوطِكِ مِن عَينِ اللهِ عز وجل .
وإذا كان التَّبَرُّج سُقُوط مِن عيَن الله ومِ، أعْيُن النَّاس .. فإنَّ الْحِجَاب والاحْتِشَام سَبب في رِفْعَة المرأة في الدنيا وفي الآخِرة ، وعُلُوّ قَدْرِها عند الله وعند الناس .
8 - البراءة مِن وَصْمَة الْجَهْل والْجَاهِليَّة .
لأنّ التَّبَرُّج مِن عَمَل الْجَاهِليَّة ( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) .
فالْمُتَبرِّجةُ جَاهلة ، وإن حَازتْ أعلى الشهادات ، أوْ تَبَوَّأتْ أعلى الْمناصِب !
وعلى كُلّ فإن التبرّجَ جَهلٌ ، وصاحِبَتُه جاهِلة ..
جاهِلةٌ بِربِّها ، وما يَجِبُ له عليها
جَاهِلَةٌ قَدْرَها
جَاهِلَةٌ أنَّ الله اصطفاها ، وشَرَّفَها وكرَّمَها
وتِلك نِعمةٌ يَجبُ أن تُرْعَى وتُشكَر
المتبرِّجةُ جَاهِلَةٌ فلا تعرِفْ ما يَنفعُها ولا ما يضرُّها
جَاهِلَةٌ بِحَالِ عَدوِّها ..
فإنَّ اللهَ قال في مُحكَمِ التَّنْزِيل عن العَدُوِّ المبِين : (وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ)
فالمتبرِّجَة سَلَّمَتْ قِيَادَها لِعدوِّها !
وقد قال الله عزّ وجَلّ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) .
فَهَلْ هناكَ أجهل ممن سَلَّم أمرَه لِعدوِّه يَقوده إلى الهلاك ؟!
بالإضافة إلى ذلك :
فقد ثبت علمياً ، وفق دراسات طبيّة نُشِرتْ مؤخّراً أنَّ المرأة الْمُحَجَّبة أقل من غيرها إصابة بأمراض العين خاصة القرنية .
ونُشِرَ في المجلةِ الطبيةِ البريطانية : أنَّ ( سرطانَ الميلانُومَا ) والذي كان من أندرِ أنواعِ السرطان أصبحَ الآن في تزايد ، وأن عددَ الإصاباتِ في الفتياتِ في مقتبلِ العُمرِ يتضاعفُ حالياً حيثُ يُصَبْنَ به في أرجِلِهِنَّ ، وأن السببَ الرئيسَ لشيوعِ هذا السرطانِ الخبيث هو انتشارُ الأزياءِ القصيرةِ التي تُعَرِّضُ أجْسَادَ النساءِ لأشعةِ الشمسِ فترات طويلة على مَرِّ السنة ، ولا تُفِيدُ الجواربُ الشفافةُ في الوقايةِ منه ..
وتحتَ عُنوان : في السعوديةِ : الْحِجابُ يَهزِمُ السَّرَطان
نَشَرَتْ مَجلةُ (حياة) في العددِ السابعِ والأربعين : إعلانَ البروفيسورَ الكَنَدِي الدكتور مِلْكَر حقيقةً عِلْمِيةً مُذْهِلة .. مَفادُها أن إصابةَ السعودياتِ بِمرضِ سرطانِ البلعومِ الأنْفِيّ أقلُّ بِكثير منها لدى الرِّجَالِ ، ولَدَى النساء في مُختَلَفِ أنْحَاء العالَم ..
وفي مَعرِضِ اكتشافِه قَدَّمَ الدكتور حقائقَ عِلمية حولَ هذا الموضوع .. إذ أنّ الدراسةَ استمرَّتْ ثلاثَ سنوات عَمِلَ خلالَها على تَقَصّ دقيق لِجَمِيعِ الإحصائياتِ لأكثرَ من مائة واثنا عشرة دولة في العالَم في كلّ مِن أمريكا وأوربا وأفريقيا وأستراليا وآسيا .
وتَمَّ خِلالَها حَصْر نِسْبَةِ الإصابةِ بهذا المرضِ بينَ النساء والرِّجَال حيث وَجَدَ أن نِسبَةَ الإصابةِ بِهذا المرضِ بين الرِّجالِ والنساءِ مُتساوية في العَديدِ من دُولِ العالَمِ ، وتزيد بين النساء في دُول أخرى .. إلا في المملَكةِ فإنَ النسبةَ لا تَكادُ تُذكَر ، ولا تتجاوزُ 2% من الإصابة .
ولم يَجِدِ الدكتور تفسيراً لهذه الظاهرةِ إلاّ ارتداءَ الحجابِ ، وهو سببٌ عِلأميّ كاف للوقايةِ من فَيروس ( إيستاين بار ) وهو لا يُصيبُ إلاّ منطقةَ البلعومِ الأنفي .
وقال الدكتور مِلْكَر :
لا يوجَدُ سببٌ آخر لِحمايةِ السعودياتِ من سرطانِ البلعومِ الأنْفِيّ سوى الحجاب ، لأن بلاداً تَقَعُ بالقُربِ من المملَكة ، وفيها نفسُ الظروفِ المناخيةِ والغذائيةِ تَصِلُ نِسبةُ الإصابةِ بين النساء فيها إلى 50% مُقارَنةً بالرِّجال .
والجدير بالذِّكرِ أن الدكتور كنديّ الجنسية وهو على غير مِلةِ الإسلام !
والله يحفظك .. ويحفظ سائر نساء المسلمين ..

.................................................. ....................

كلنا يعلم ما آل إليه فتياتنا وأمهاتنا من تبرج نراه في الأسواق والمنتزهات وغيرها
ونأسف كثيراً لها ..
سؤالي .. ما هي العوامل التي ساعدت على انتشار التبرج ??
2\ ما هي المبادئ التي يجب على المرأة إتباعها للابتعاد عن التبرج ??
3\ هناك البعض يرى أن الكشف على السائق .. شيء مفروغ منه .. ويعتبرونه فرد من أفراد المنزل .. ما هو الرد من فضيلتكم عليهم ??
4\ نصيحه توجهها لتلك التي تتردد في ارتداء الحجاب فتقول " كيف ستكون نظرة الناس إلي وأنا أرتدي الحجاب في بلاد الكفر !!?? "
5\ ما هي الأدلة الموجبة للحجاب وتغطية الوجه ??
وجزاكم الله خيراً


الفاضلة دودي وبس ..بُورِكْتِ .. ووُفِّقْتِ وهُدِيتِ ..
أمَّا العوامل التي ساعدت على انتشار التبرج ؛ فهي كثيرة ، وأشَرْتُ إلى ذلك في أسباب التبرج
ومن أسباب ظَهُور التبرج :
- ضعف التَّدَيُّن . ويتبعه ضعف الغيرة على الْمَحَارِم
- الْجَهْل ، حتى تظنّ بعض النساء أن الحجاب لا علاقة له بالدِّين ! بل هو مُجرّد عادات !
- التَّنْشئة الخاطئة
- الأفكار الْهَدَّاَمة ، سواء ما خَلَّفها احتلال بلاد المسلمين من قِبَل أعدائهم ، أو ما صَنَعُوه مِن دُمَى يُحرِّكُونها في بلاد المسلمين !
وأعْنِي بِهم مَن دَرَسُوا في بلاد الغَرْب ، فَعَادُوا بِقُلُوب غَربيّة غَرِيبة !
يُنادُون بِنَبْذِ كُلّ ما هو أصِيل .. واسْتِبْدَاله بِكلّ دَخِيل !
ومُحَاربة كل فضيلة .. وإحْلال كُلّ رذيلة !
أليسوا هم الذين يُنادون بِنْزع الحجاب ؟!
أليسوا يَدْعُون إلى اسْتِبعاد المقرَّرات الشرعية مِن مناهجنا ؟!
أليسوا هم الذين يُنادُون بِضَرورة إدخال موادّ الرقص والموسيقى إلى مدارسنا ؟!
هؤلاء وأمثالهم ليس لهم ولاء لِبلادهم فضلا عن أن يَكون لهم أصلا ولاء لِدينهم !
إنّ العربي الأصيل - قبل الإسلام - كان له ولاء لأهله ووطنه .. كان له ولاء لِقَبِيلته
أما هؤلاء فما أشْبَهوا العرب .. وقد تشدقوا بالقومية العربية !
وإنما أشبهوا الغرب قلبا وقالبا !
بل كثير منهم أكثر إخلاصا للغَرْب من الغربيين أنفسهم !
وأمَّا " المبادئ التي يجب على المرأة إتباعها للابتعاد عن التبرج " فهو مبدأ واحد .. إن تَمَسَّكت به نَالتْ سعادة الدنيا والآخرة ، وعِزّ الدنيا والآخِرة - وهو الدِّين الْحَقّ ..
فَمَتى ما تمسّكت المرأة بِدينها وأحسَّتْ أنه لا سعادة لها ولا حياة ولا كرامة ولا عِزّة إلاَّ بِدينها حرصت عليه أكثر مِمَّا تحرص على جميع دُنياها بِما فِيها ومَن فِيها .
ومَتى عَلِمَتْ عِلْم يقين أنَّ هذا الدِّين هو الذي كَفَل لها وضَمِن لها الكرامة حَمَلها ذلك على التَّمَسُّك به ، وعدم التَّخَلّي عن جزء مِنه .. لأنه كُلّ لا يتجزأ ..
وقد عَاب الله على أقوام أخَذُوا بِبَعْض الكِتاب وتَرَكُوا بَعْضَه ، فقال : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ ) .
ولو تأمّلتِ - حفظك الله - في كُلّ الأمور التي تُساعِد على التَّبَرُّج لَوجدتِ أنها راجِعة في الأصل إلى القصور في فهم الدِّين ..
خذي مثلا : أثر الصَّدِيقة .. ولا شكّ أن الصديق له أثر على صديقه .. والمرء على دِين خليله . كما قال عليه الصلاة والسلام ..
فاخْتِيار الصَّدِيقة يَجب أن يكون وِفْق معايير شرعية .. ولذلك جاءت آيات وأحاديث عن الصَّداَقة وتأثير الصَّدِيق .. بل ودَلَّت الأحاديث على خُطورة الصَّدِيق ..
مات أبو طالب على الكُفْر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يَدْعوه إلى الإسلام .. وكان أصدقاء أبي طالب ( أبو جهل وعبد الله بن أمية ) عنده يُثبِّتُونه على الكُفر !
أخلص مِن هذا .. إلى أنَّ اختيار الصديقة يجب أن يكون وفق معايير شرعية .. بينما نجد أنَّ اتِّخاذ الصديقة يَكون - غالبا - مَبْنِيًّا على تَوافُق الطِّبَاع .. ووجود تقارب وتفاهم ! ليس إلاَّ !
وأُنَبِّه إلى خُطورة مَن نُصاحِب .. ولذلك يجب أن تختار الفتاة الصديقة الصالحة .. التي تُعينها إن ذَكَرَتْ .. وتُذكِّرها إن غَفَلَتْ ...
وأمَّا السائق فهو بليَّة .. والأجِير عموما في البيت بليَّة ..
ليس في هذا الزمان فحسب .. بل حتى في القرون الفاضلة ..
ففي زَمن النبي صلى الله عليه وسلم استأجَر رَجل أجِيرا يعمل عنده .. فوقع المحذور من أثر الخلوة .. وزَنَى الأجير بامرأة صاحب العمل ..
ففي الصحيحين مِن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِد الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالا :
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ . فَقَامَ خَصْمُهُ فَقَالَ : صَدَقَ ! اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ . فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا ، فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ ... الحديث .
والعَسِيف : هو الأجير ..
والأجير - أيا كان - سائقا أو غيره .. هو أجنبي .. وشرّه مستطير خاصة إذا كان يدخل البيوت أو يخلو بِالْمَحَارِم ..
ووالله مَا وُجِد هذا إلاَّ يوم أن ضعفت الغيرة .. بل لعلّها تَرَحَّلَتْ من قلوب أولئك ..
والغيرة قَرينة الإيمان ..
قال ابن القيم : وإذا تَرَحَّلَتْ هذه الغَيرة مِن القلب تَرَحَّلَتْ مِنه الْمَحَبَّة بل تَرَحَّل مِنه الدَّين ، وإن بَقِيَتْ فيه آثاره . وهذه الغيرة هي أصل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهي الْحَامِلَة على ذلك ، فإن خَلَتْ مِن القلب لَم يُجَاهِد ولَم يَأمر بالمعروف ولم يَنْه عن المنكر . اهـ .
والسائق أجنبي عن المرأة فلا يَجوز لها أن تخلو به ، ولا أن تكشف له وجهها ، ولا تُحَادِثه وتُمازِحه .. فهو أجنبي عنها .
والله المستعان .
وأمَّا مَن تَتَرَدَّد في " ارتداء الحجاب فتقول " كيف ستكون نظرة الناس إلي وأنا أرتدي الحجاب في بلاد الكفر "
فالتوجيه لمثل هذه يكون في أمُور :
الأوَّل : أن اليهود والنصارى لن يرضوا عن مُسْلِم ولا عن مُسلِمَة حتى يتَّبِعوا أهواءهم !
قال تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيّ وَلا نَصِير ) .
الثاني : أنَّ المسلم إمَّا أن يَذوب في مجتمعاتهم ، وإمَّا أن يستمسك بِدِينه ..
فإن ذاب في مجتمعاتهم واندَمَج معهم .. فهو - في نَظَرِهم - الشرقي ! المنبوذ !
بل لو شرِب الخمر .. وأكل الْخِنْزِير .. فلن يرتفع قدره عندهم !
في أسبانيا يُوجد طائفة لها مئات السنين .. لا تزال طائفة دُونيّة مُحْتَقَرة .. يُنادونهم بـ " ختيانوس " ، وهم الغجر !
علما بأنهم ذابوا في مجتمعاتهم .. فلا يُفرِّقهم سوى اللون . .أما اللغة والديانة .. فهي واحدة
والعربي في أسبانيا - وإن لبس السلاسل .. أو شرب الخمر ! فهو في اصطلاحهم " مورو " !
والتفرقة العنصرية في أمريكا وفي أوربا .. لا تخفى على ذي عقل وبَصَر !
إذاً .. لم يبق أمام المسلم إلاَّ أن يستمسك بِدينه .. ولو نُظِر إليه نظرة أخرى .. أو نَبَزَوه بالألقاب !
فهو مُحتَقَر لديهم !
وكون المسلمة تستمسك بِدينها أفضل من جميع النواحي
الأولى : أنَّ رِضا الله مُقدَّم على رِضا كل أحَد ..
الثانية : أن عقلاء القوم يَنظرون إلى المستمسك بِدينه على أنه صاحب مبدأ . فيحترمونه .
الثالثة : أن التمسّك بالدِّين دعوة صامتة .. فالمرأة التي تتمسّك بِدينها تدعو إليه وهي صامتة .. فتنال الأجر بذلك ..
و " الأدلة الموجبة للحجاب وتغطية الوجه " كثيرة ..
وسبق أن ذكرت بعضها هنا :
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1888

والله يحفظك ..

_ _ _ _ _ _ _

كتبه الشيخ
عبدالرحمن بن عبدالله السحيم


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم الاشتراك في الكوبونات في الأسواق وأخذ الهدايا منها ؟ نسمات الفجر إرشـاد المعامـلات 0 09-11-2016 12:50 AM
ما حكم التجارة في الحلية والألبسة الخاصة بالحفلات للنساء في مجتمع يغلب فيه التبرج ؟ راجية العفو قسـم الفقه العـام 0 25-09-2016 03:04 PM
ما موقف الإسلام من الاستعباد وبيع الإنسان في الأسواق ؟ محب السلف قسـم الفقه العـام 0 22-02-2010 09:10 PM
هل وضع الكحلة في العين عند خروج الفتاة خارج منزلها من التبرج رولينا إرشـاد اللبـاس والزيـنـة 0 16-02-2010 07:13 PM
حديث معناه ان الله يحب لقاء العبد اذا العبد احب لقاء الله اي بالموت ؟؟ عبق قسـم السنـة النبويـة 0 14-02-2010 01:13 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى