العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام الأسرة والمجتـمع قسم الأسرة المسلمة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم الأسرة المسلمة
افتراضي إذا وصفت الزوجة حال عيشها بخلاف الواقع كي لا يتضايق أهلها فهل هذا مِن الكذب ؟
قديم بتاريخ : 08-11-2016 الساعة : 11:44 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً الشيخ الفاضل
أختٌ لنا هنا بالمنتدى وضعت موضوع يتكلم عن زوجة صالحة وصبرها
باختصار :
الزوجة عندما تذهب لبيت أهلها يقدمون لها لحم ودسم وفاكهة وهي ترفض وتقول : لقد مللت هذا ولا تأكل شيئا منه فزوجي لا يحرمني شيء منه
ولكن في الحقيقة كان زوجها فقير جداً ولا ترى اللحمة بالشهر مرة ، وتصبر على الجوع من أجل زوجها ، ولكنها أرادت أن ترفع زوجها أمام أهلها
فهل يُعتبر هذا من الكذب ؟
وجزاكم الله خيراً



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

إذا كانت تقصد شيئا آخر ، فيكون مِن التَّورِيَة ؛ وهي أن تقول كلاما تقصد به شيئا ، ويفهم السَّامِع منه شيئا آخر .

ولله درّ هذه المرأة ، فهي مِن نوادِر الزمان .
فهذه المرأة تصبر على الجوع من أجل زوجها ولم تُخبر أهلها بِحالته المادية مِن أجل أن ترفع زوجها أمام أهلها .
فأسأل الله لها ولأمثالها العون والتوفيق والعفاف والغِنى .

وهذا بِخلاف ما عليه كثير من النساء اليوم : مِن كثرة الشكوى والتسخّط والذمّ للزوج .
ولعل هذا هو الأكثر في النساء ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكثر : أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ ؛ يَكْفُرْنَ . قِيلَ : أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ! رواه البخاري ومسلم .

وإكثار الشكوى سبب للتسخّط، الذي يترتّب عليه كُفران النِّعَم وكُفران العشير .

وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم مِن كُفران الْمُنْعِمِينَ .
فقَالَ عليه الصلاة والسلام : إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ، إِيَّاكُنَّ وَكُفْرَانَ الْمُنْعِمِينَ ، قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: نَعُوذُ بِاللَّهِ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مِنْ كُفْرَانِ نِعَمِ اللَّهِ، قَالَ: بَلَى إِنَّ إِحْدَاكُنَّ تَطُولُ أَيْمَتُهَا، ثُمَّ تَغْضَبُ الْغَضْبَةَ فَتَقُولُ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ سَاعَةً خَيْرًا قَطُّ، فَذَلِكَ كُفْرَانُ نِعَمِ اللَّهِ، وَذَلِكَ كُفْرَانُ نِعَمِ الْمُنْعِمِينَ . رواه الإمام أحمد البخاري في "الأدب المفرد" ، والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن . وصححه الألباني وحسّنه الأرنؤوط .

والمرأة التي تُكثر الشكوى لا يُوصَى بإمساكها !
ولذلك لَمَّا زار الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام فلم يجده ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ ، فَقَالَتْ : خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا ، ثُمَّ سَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ ، فَقَالَتْ : نَحْنُ بِشَرٍّ ! نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ . قَالَ : فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلامَ ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا فَقَالَ : هَلْ جَاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، جَاءَنَا شَيْخٌ كَذَا وَكَذَا ، فَسَأَلَنَا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ ، وَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ . قَالَ : فَهَلْ أَوْصَاكِ بِشَيْءٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلامَ ، وَيَقُولُ غَيِّرْ عَتَبَةَ بَابِكَ ! قَالَ : ذَاكِ أَبِي ، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفَارِقَكِ ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ ، فَطَلَّقَهَا ، وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى ، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَتَاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَسَأَلَهَا عَنْهُ فَقَالَتْ : خَرَجَ يَبْتَغِي لَنَا . قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ ؟ وَسَأَلَهَا عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ ، فَقَالَتْ : نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ ، وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ : مَا طَعَامُكُمْ ؟ قَالَتْ : اللَّحْمُ ، قَالَ : فَمَا شَرَابُكُمْ ؟ قَالَتْ : الْمَاءُ ، قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ وَالْمَاءِ . قالَ : فَإِذَا جَاءَ زَوْجُكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلامَ ، وَمُرِيهِ يُثْبِتُ عَتَبَةَ بَابِهِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ قَالَ : هَلْ أَتَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، أَتَانَا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ ، وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنَا ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ . قَالَ : فَأَوْصَاكِ بِشَيْءٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، وَيَأْمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بَابِكَ . قَالَ : ذَاكِ أَبِي وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ . رواه البخاري .

وما تفعله كثير النساء اليوم مِن نشر أسرار البيوت ، وتَكَلُّم المرأة في زوجها في كل مجلس ، وتَعِيبه بِما فيه وما ليس فيه ، بل وتغتابه وتذمّه ، وهو صاحب المعروف عليها ؛ وهذا كُلّه بِخلاف المعاشرة بالمعروف .

وسبق :
هل كل كذب يأثم عليه صاحبه ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3038

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حكم القراءة في الوتر وسنة الفجر والطواف والجمعة والعيدين بخلاف السُّنة ؟ نسمات الفجر إرشــاد الـصــلاة 0 08-10-2016 11:25 PM
تقول إن زوجها يتضايق من كثرة زيارة أبيها لها فما النصيحة ؟ حليمة اكتب سؤالك هنا 1 02-10-2016 10:15 PM
ما هي الحالات التي يُباح فيها الكذب ؟ وهل يجوز الكذب على المريض ؟ نبض الدعوة قسـم المحرمـات والمنهيات 0 01-10-2012 11:06 PM
في سورة الشعراء لفظ (أخاهم) مع نوح وهود وصالح ولوط بخلاف شعيب فلماذا ؟ نسمات الفجر قسم القـرآن وعلـومه 0 01-03-2010 07:59 AM
ما حكم هروب الزوجة وابنها مع أخيها إلى أهلها؟ *المتفائله* قسم الأسرة المسلمة 0 20-02-2010 11:44 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 01:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى