كيف نفرق بين الوسواس و الحرص على تقوى الله عز و جل ؟
بتاريخ : 02-06-2016 الساعة : 11:57 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من بضاعته من العلم الشرعي مزجاة ، كيف يسعه ان يفرق في افعاله بين الوسواس و بين الحرص على تقوى الله ؟
على سبيل المثال : عند تناول الطعام ، يحدث ان انقطع قليلا ، دقيقة او دقيقتين ، كأن انهض و اغير مكاني مثلا ، ثم اعود لأتم طعامي ، فإنني اعيد التسمية ، و اصبح هذا الامر يتكرر علي ، و انا لا ادري هل هذا وسواس ام ان ما افعله صحيحا ؟
احاول ان اتجنب الكذب قدر الامكان ، فلو سألني احد عن شيء لأصفه له ، فإنني اتكلف في الوصف و اذكره بدقة خشية ان اقع في الكذب ، و هذا الامر اتعبني جدا ، و اخشى ان يكون وسواس ، ما الذي علي فعله ، كيف افرق في افعالي بين الوسواس و الحرص على تقوى الله ؟
الرجوع في ذلك إلى السُّنّة ، وإلى كلام أهل العِلْم .
فمثلا : لا تُشرَع إعادة التسمية على الطعام كلما قام الإنسان أو قعد !
ومثلها : إقامة الصلاة ؛ فلا تُشرَع إعادتها ولو مَرّ وقت بين الإقامة وبين الدخول في الصلاة .
ففي حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أُقِيمَتْ الصَّلاةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَامَ أَصْحَابُهُ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى . رواه البخاري ومسلم .
ومثلها : دعاء السفر ، لا يُعيده الإنسان كلّما رَكِب ونَزل ، بل يكفي أن يقوله في أول سَفَره .
وأما الاحتياط في قول الصدق ، والتحرّز مِن الكذب ؛ فهو مطلوب ، وقد جاء الحثّ على الصدق وتجنّب الكذب حتى في المزاح .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا زَعيم بِبَيت في رَبَض الجنة لمن تَرَك المراء وإن كان مُحِقًّا ، وبِبَيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مَازِحًا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خُلُقه . رواه أبو داود . وحسّنه الألباني .
وحثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تَحرِّي الصدق ، فقال : وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا . رواه البخاري ومسلم .
وعدم ذِكْر تفاصيل كل شيء لا يدخل في الكذب ؛ لأنه لا يلزم ذِكْر كل شيء أثناء الكلام ، بِخلاف ما إذا كان الإنسان يُستشار في أمْر مِن الأمور ، فلا يجوز إخفاء العيوب .