[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا الكريم
ربما العنوان غير واف لما اريد معرفته تفصيلا
ولكن باختصار
انا سيده في الثلاثينات من العمر واعيش ببلد اجنبيه مع زوجي واطفالي الثلاثه
ولي ثلاثة اخوة صبيان اثنان متزوجان والثالث لم يتزوج
توفي والدي من عام ونصف وكانت تعيش والدتي معه وبعد وفاته اصبحت امي لا تستطيع ان تعيش بمفردها ليست لانها تحتاج لرعاية بسبب الكبر وانما لانها لا تطيق الوحدة
حاولت المعيشة عند اخوتي ولكن استحالت الحياه والوفاق مع زوجات اخوتي
والاخ الغير متزوج مسافر ولا يستطيع استقدامها
دعوت امي للزياره عندي بضعة اشهروللاسف الشديد امي جعلتني لا اطيق الحياه
فأمي سامحني الله غير نظيفه بالمرة وهذا يسبب لي متاعب ولاولادي وزوجي وهي اتكاليه جدا ولا تهتم لاي شيء الا ماتريده لنفسها فقط ولا أمنها على اطفالي معها واخرج وقد حدث مرات وندمت بشده لانها لا تعبأ بهم ولا تطعمهم وتطلب منهم اللعب بعيدا خارج المنزل حتى تستطيع هي ان تتفرغ للعب على جهاز الكمبيوتر بتركيز فهي لا تفارقه ليل او نهار
وبسبب عاداتهاا في النوم من اغلاق كافة الانوار وفتح منافذ الهواء لم استطع ان اجعل اطفالي معها مع ضيق عدد غرف النوم وقد جعلت اطفالي ينامون معنا ولكن زوجي اعترض على ذلك ولم ابين له السبب وحاولت مع امي ان تترك نور خافت وتغلق المنافذ تقول حاضر وتنتظر نوم الجميع ثم تفعل ما تريد...
بالاضافة لاستغلالها لي في امور عديده والشرح يطول جدا وغيرها من الامور الكثيرة جدا
حتى اتتني حالة نفسية من بقاء امي عندي نفسيتي تعبت جدا وبدأت التلميح لها عن ما يضايقني حتى تستمر الحياة لاني كدت أجن وظهر على الضيق ففهمت امي اني لا اريد معيشتها عندي وفي نفس الوقت لم ترد هي التغيير او ربما هي غير معترفه او متخيلة ان يصدر منها ما يضايق
وقررت الرحيل من عندي قبل موعدها المقرر بعد شهرين وقد كانت تنتظر ان تعيش عندي طيلة العمر وزوجي طيب وكريم الاصل ولكن فهمت منه انه يرحب بوالدتي بشكل متقطع وليس طوال العمر وقد عاملها معاملة طيبة جدا جدا تشهد له

الان هل انا اثمة على تلميحي لامي بما يضايقني حتى تستمر الحياة بشكل طبيعي ةخاصة انها رحلت قبل موعدها المقرر؟
وما الحل في امي التي لا ترتاح الا عندي بدون تغيير من طباعها الصعبه والتي تتسبب معاناه نفسيه كبيره لي وتعطيل في كافة الامور وفي نفس الوقت اعاني اكثر بسبب ان امي ستظل بمفردها الان وهي تتمنى المعيشه عندي

انتظر ردك بفارغ الصبر



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا تأثمين إذا كان الحال كما ذُكِر ، وكان بقاؤها يُضايق زوجك ، فالبيت بيته .
إلاّ أن الأولى كان مُحاولة إصلاحها والصبر عليها ؛ لأن الأم صبَرَت على أولادها حينما كانوا صِغارا ، وعلى عدم نظافتهم ، بل ربما كانت تُزيل عنهم الأوساخ والأقذار والنجاسات بيدها !
مع تمنّيها أن يكبروا ، وأن ينفعوها ..
وهذا الفَرْق بين صَبْر الوالِدين وصَبْر الأولاد .
ولذا قال الله عزّ وَجَلّ : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية