[ناصرة السنة]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شيخنا وأستاذنا بارك الله فيك وجعلك عونا للإسلام والمسلمين
أعمل مشرفا بأحد المنتديات الإسلامية وقمت بطرح فتوى لسيادتكم بخصوص قول الشباب للفتاة سحلية وقول الفتيات للشباب تماسيح وبعد يومين وردت إليّ هذه الرسالة يقول فيها من اعترض على الفتوى أن جده اسمه كليب وأن هناك من هو اسمه نمر وثعلبة وحتى ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين رحمة الله تعالى عليه (فهد)
وإليك شيخنا الكريم نص الرسالة حتى لا أطيل عليكم:
أخي طرحت فتوى في منتدى أنا مراقبة فيه عن قول البنات للشباب تماسيح وقول الشباب للبنات سحالي وكان رد المدير وهو أخي بهذا : سؤال أوجهه لأختي العزيزة تاج الوقار
ما هو رأيك في الأسماء نمر...ثعلبة...وجدي أنا اسمه كليب رحمة الله عليه وفهد اسم خادم الحرمين الشريفين رحمة الله وهناك أسماء كثيرة في الجاهلية وفي الإسلام وفي ما بعد الإسلام وحتى تاريخنا هذا أنا لست مفتي هنا ولكنى يا وخيتاه أسأل
فما هو رأى شيخنا في هذه المسألة
وجزاك الله عنا خير ما يجازي به عباده الصالحين




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

فَرْق كبير بين التسمِّي بأسماء بعض الحيوانات ، وبين أن يُعيّر بها الشخص ، أو يُطلَق على سبيل الذمّ !
فالأول : جائز ، واشتهرت تسمية حمزة رضي الله عنه : أسَد الله وأسَد رَسوله .

وفي يوم حُنين قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَتَلَ قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ ، فَلَهُ سَلَبُهُ . قال أَبِو قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَقُمْتُ فَقُلْتُ : مَنْ يَشْهَدُ لِي ؟ ثُمَّ جَلَسْتُ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ قَتَلَ قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ ، فَلَهُ سَلَبُهُ ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ : مَنْ يَشْهَدُ لِي ؟ ثُمَّ جَلَسْتُ : ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ مِثْلَهُ ، فَقُمْتُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ ؟ فَاقْتَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَسَلَبُهُ عِنْدِي فَأَرْضِهِ عَنِّي ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لاهَا اللَّهِ إِذًا ، لا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيكَ سَلَبَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ . رواه البخاري ومسلم .

ومن هذا تسمّي من تسمّى بـ أسد ، أو فَهد ، ونحو ذلك .

ومن الثاني ، وهو الممنوع ، قول الشخص لغيره : يا كلب ، يا حمار ..
وهذه ألفاظ مستقبحة ، وقد ذَكَرت في الفتوى السابقة قول أهل العِلْم في مثل هذه الألفاظ ، وأنها مُوجِبة للتعزير !
مع ما يتضمنه مثل ذلك القول من الكذب والأذية للآخَرِين بمثل تلك الأوصاف .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد