[ناصرة السنة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ .. أثابكم الله وجزاكم خير الجزاء
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، وقد منّ الله علي بحفظ القرآن وتعليمه، أسعى لطلب العلم ولي أهداف ونشاط دعوي، لي أهداف كبيرة تخدم الإسلام وعندي من المواهب والقدرة التي أعطاني إياها خالقي جل وعلا التي تعينني على تحقيقها ، تقدم لخطبتي أحد أقاربي وفي نفس عمري ولكنه من بلد آخر، أنا لا أعرفه جيدا ولكني سألت كثيرا فوجدت أنه يصلي صلاتين في المسجد والأخرى في البيت وكما قيل لا يستيقظ وقت الصلاة ولكنه متى ما استيقظ صلى - أي ليس محافظا على صلاته وليس تاركا لها- ، يستمع للأغاني،و يعمل في التعريف بالإسلام هذه وظيفته، أخلاقه ممتازة، عائلته محافظة وملتزمة، هو أصغر إخوته تقريبا، اثنان من إخوته الكبار رجال دين ودعوة وأخلاقهما سامية، أمه حكيمة واعية محافظة محبة للخير لم أشهد مثلها في عائلتنا أبدا، أما أبوه فهو متشدد غليظ جاف الطباع، كان في شبابه والعياذ بالله يرتكب الكبائر، ثم التزم واهتدى ولكن التزامه شديد كما أنه كثير الشك، ودائما ينهر ابنه هذا بأسلوب قاس ولا يثق به، ولذلك علاقته بأبيه ليست على ما يرام، وقيل لي بأن هذا الخاطب جدا جدا عنيد، لدرجة أنه لو حدثه أبواه في أمر لا يروق له يمشي ويتركهما وكأنه لا يسمعهما.
بيئة هذا الشاب والتزام أهله والتفكير في أن أعمام أبنائي رجال دين يشجعني على الموافقة، حيث أني لست أعرف عائلة ترى الحرام حراما وتبتعد عنه وترى الحق حقا وتتبعه سواها، ولكن من جهة أخرى أنا سأرتبط بالشاب نفسه وليس بأمه الحكيمة وعائلته التي ربما يكون التزامها محصورا في الاثنين الكبار والأم وبعض البنات وإن توفي الأب انطلق الأبناء البقية في الحرام، أنا أريد:
1) رجل يأخذ بيدي ويعينني على تقوى الله ولا يجرني إلى المعصية -أريد أن آمن على ديني.
2) تنشئة أسرة مسلمة صالحة، أريد أبناء صالحين وذلك لن يكون إلا بمساعدة الأب.
3) أريد إكمال علمي الشرعي ومجالي الدعوي ولا أقوى على التنازل عن أهدافي أبدا أبدا.

إني أميل للرفض ولكن من حولي يقولون لن تجدي إنسانا كاملا وهذا خريج جامعة ويعمل ومجتهد وخلوق، وبإمكانك أن تغيريه لاحقا، ولكني لست أضمن نفسي لوحدها فأضمنها مع آخر.
فما هي مشورتكم لي؟
وهل ترون أني أطلب المستحيل؟
وهل يجوز لي الاستخارة أكثر من مرة قبل اتخاذ القرار أم بعده؟
جزاكم الله خيرا وأثابكم الجنة.



الجواب


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت ، ونفع الله بك .

لا يُشرَع تِكرار الاستخارة على أمر واحد ، إلاّ أن يتغيّر أو يتجدد فيه شيء .

والنبي صلى الله عليه وسلم قد جعل المقياس لِقبول الخاطب أن يكون مرضيّ الدِّين والْخُلُق .
والذي لا يُصلّي في المسجد إلا صلاتين ، ويستمع إلى الأغاني ؛ ليس مَرضيّ الدِّين . فهو في عِداد العُصاة .
وأنت ذكرت أنه عنيد جدا ، وهذا يُرجِّح أنه قد لا يَتقبّل منك شيئا ، طالما لم يتقبّل مِن والديه ، وأن تغييره ليس بالأمر اليسير .

وذُكِر لي أن شخصا كان داعية في بعض دُول أوربا ، ثم تزوّج صاحبة حانة خَمْر ( بار ) ليؤثِّر عليها ويدعوها إلى الإسلام ، فكان آخر أمْره أن صار يعمل معها في الحانة . نسأل الله الثبات .
وقديما تزوّج عِمران بن حِطان امرأة جميلة من الخوارج ليردّها عما كانت عليه ، فكانت أقوى منه فصار مِن رؤوس الخوارج !

والنصيحة أن لا تستعجلي في الأمر . ومن يتّق الله يجعل له فَرَجًا ومَخْرَجًا .

ولا يصح مُصطلح ( رِجال دِين ) .
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله : لا تجد في المعاجم الإسلامية ما يسمى بِرِجال الدِّين ، وإنما تَسَرّبَت بواسطة المذاهب المادية وخاصة : العلمانية . وقد بسط الأُستاذ الحوالي عن هذه الاصطلاح في كتابه (العلمانية) فشفى ، ويرجع إليه .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد