|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
ما الردّ على مَن يُجيز الاختلاط ويقول إنه لا يوجد دليل يوجِب الفصل بين الجنسين ؟
بتاريخ : 10-02-2010 الساعة : 11:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أكثر أستاذ أصول التربية في كلية الشريعة في كل فصل دراسي طرح استفسار حول " الاختلاط " مؤكداً أنهُ لا يوجد دليل من الشارع على وجوب الفصل بين الجنسين في التعليم عامة ، وخصوصاً بين الأطفال الصغار الذين في المرحلة الابتدائية وما دونها ، لأن الأطفال تملأهم البراءة .
وتساءل متعجباً عن سبب وجود الستائر في حافلات البنات مؤكداً أن ذلك من التشدد الذي لا مبرر له .
ثم أبدى رأياً- ولم يفرض- فقال في جميع البلدان المجلس داخل البيت مفتوح يطل على باقي البيت دون جدران أو ستائر ، أما هنا فالمجلس غرفة خاصة مغلقة كأنها سجن داخل البيت .
ملاحظة : الدكتور من غير أبناء الوطن.
السؤال باختصار / هل كلام الدكتور صحيح ؟؟
وما رأيك يا شيخ؟؟؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بل دلّت الأدلة الكثيرة على تحريم الاختلاط ، ومنها :
أن النساء لم يكنّ يُصلين مع الرجال ، بل يُصلين في مؤخِّرة المساجد والْمُصلَّيَات
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما خَطَب خطبة العيد ظنّ أنه لم يُسمِع النساء لِبُعدِهن ، فوعظهن .
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج ومعه بلال فظنّ أنه لم يسمع فوعظهن وأمَرَهنّ بالصدقة .
وفي رواية للبخاري : ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء معه بلال .
فهذا يدل على أنه شقّ صفوف الرجال حتى أتى صفوف النساء في مؤخِّرة المصلى .
ولو كُنّ جنبا إلى جنب مع الرِّجال لما احتاج الأمر إلى أن يُسمعهنّ ، ولما شق صفوف الرِّجال حتى يأتي النساء .
ولما قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم : غلبنا عليك الرجال ، فاجعل لنا يوما من نفسك . فوعدهن يوما لقيهن فيه ، فوعظهن وأمرهن . رواه البخاري .
أما لو كانت النساء في وسط صفوف الرِّجال ومختلطات بهم هل كُنّ يُغلّبن مِن قِبَل الرِّجَال ؟!
بمعنى : لو كان هناك اختلاط وعدم فصل ، هل كُنّ بحاجة إلى يوم مستقل لتعليمهنّ ؟
وكانت النساء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا يختلطن بالرجال .
روى البخاري عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال . قال : كيف تَمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال ؟
قلت : أبعد الحجاب أو قبل ؟
قال : إي لعمري . لقد أدركته بعد الحجاب .
قلت : كيف يخالطن الرجال ؟
قال : لم يكن يخالطن ، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة من الرجال لا تخالطهم ، فقالت امرأة : انطلقي نستلم يا أم المؤمنين قالت : عنكِ ، وأَبَتْ .
ومعنى ( حَجْرَة ) أي ناحية . يعني أنـها لا تُـزاحم الرجال في الطواف .
ومعنى " أبت " : أي رفضت أن تُزاحم الرجال لِتستلم الحجر أو الركن .
وقالت أم سلمة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم . قالت : نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال . رواه البخاري .
بل قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في زمنه لما اختلط الرجال مع النساء في الطريق ، وهو خارج من المسجد ، فقال : استأخرن ، فأنه ليس لكن أن تُحقِّقْنَ الطريق . عليكن بحافّات الطريق ، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به . رواه أبو داود .
وأمَر النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها أن تَطوف مِن وراء الناس
قالت أم سلمة رضي الله عنها : شَكَوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي قال : طُوفي مِن وَرَاء الناس وأنت رَاكِبَة . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن عبد البر : وَأَمَّا طَوَافُ النِّسَاءِ مِنْ وَرَاءِ الرِّجَالِ فَهُوَ لِلْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ : " طُوفِي مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَأَنْتِ رَاكِبَةٌ " وَلَمْ يَكُنْ لأَجْلِ الْبَعِيرِ ، فَقَدْ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعِيرِهِ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى اتِّصَالِهِ بِالْبَيْتِ لَكِنْ مَنْ طَافَ غَيْرُهُ مِنْ الرِّجَالِ عَلَى بَعِيرٍ فَيُسْتَحَبُّ لَهُ إِنْ خَافَ أَنْ يُؤْذِيَ أَحَدًا أَنْ يَبْعُدَ قَلِيلا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَوْلَ الْبَيْتِ زِحَامٌ ، وَأَمِنَ أَنْ يُؤْذِيَ أَحَدًا فَلْيَقْرُبْ كَمَا فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِهَا أَنْ تَطُوفَ وَرَاءَ الرِّجَالِ؛ لأَنَّهَا عِبَادَةٌ لَهَا تَعَلُّقٌ بِالْبَيْتِ ، فَكَانَ مِنْ سُنَّةِ النِّسَاءِ أَنْ يَكُنَّ وَرَاءَ الرِّجَالِ كَالصَّلاةِ .
قال الْمُهَلّب : ينبغي أن تَخْرج النساء إلى حَوَاشِي الطّرُق ، وقد اسْتَنْبَط بعض العلماء مِن هذا الحديث طَوَاف النساء بِالبَيْت مِن وَرَاء الرجال لِعِلّة التّزَاحُم والتّناطح .
قال ابن بطال : قال غيره : طََواف النساء مِن ورَاء الرِّجال هي السُّنّة ؛ لأن الطواف صَلاة ، ومِن سُنة النساء في الصلاة أن يَكُنّ خَلْف الرجال ، فكذلك الطّواف . اهـ .
وقال النووي : سُنّة النساء التّباعد عن الرِّجال في الطواف . اهـ .
ولما دخلت مولاة لعائشة عليها فقالت لها : يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا ، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا ، فقالت لها عائشة رضي الله عنها : لا آجرك الله . لا آجــرك الله . تدافعين الرجال ؟ ألا كبّرتِ ومررتِ . رواه الشافعي والبيهقي .
ألا تدلّ هذه الأدلـة على تحريم الاختلاط ومنعه ؟
فأنت ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم مَنَع الاختلاط في الشارع والطريق ، أفلا يكون منعه في مقاعد الدراسة أولى ؟!
الجواب : بلى والله .
وأما قوله : (في جميع البلدان المجلس داخل البيت مفتوح يطل على باقي البيت دون جدران أو ستائر ، أما هنا فالمجلس غرفة خاصة مغلقة كأنها سجن داخل البيت)
فأقول : ومتى كان فعل الناس حُجّـة ؟!
وهل الشرع والتشريع يُؤخذ من أفعال الناس ؟!
هل يُمكن أن يُقال : في بلدان إسلامية كثيرة خمّارات ومواخير ؟! أما هنا فلا يُوجَد !
ولا يوجد دليل واحد على جواز الاختلاط ، فلم يكن ثمّ اختلاط في المجتمع النبوي ، لا في الطرقات ولا في المساجد ولا في العِلم والتعليم .
وكان في زمن سلف هذه الأمة المرأة تُعلِّم وتتعلّم من وراء حجاب ومن وراء سِتر .
ولذلك قال مسروق : سمعت عائشة وهى من وراء الحجاب . رواه البخاري ومسلم .
وعند البخاري من طريق يوسف بن ماهك قال : كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يُبايَع له بعد أبيه ، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا ، فقال : خذوه ! فدخل بيت عائشة ، فلم يقدروا ، فقال مروان : إن هذا الذي أنزل الله فيه : (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي) فقالت عائشة - من وراء الحجاب - : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عُذري .
فالشاهد أن عائشة رضي الله عنها كانت تُكلِّم الناس من وراء حجاب .
قال الإمام البخاري في ترجمة عبد الله أبي الصهباء الباهلي : ورأى سِتْر عائشة رضي الله عنها في المسجد الجامع ، تُكَلِّم الناس من وراء السِّتر ، وتُسأل من ورائه . اهـ .
وليس هذا مختصاً بأمهات المؤمنين بل كانت النساء إذا تعلّمن أو عَلّمن يكون ذلك من وراء حجاب .
ففي ترجمة الحرّة البسطامية : وكان يُقرأ عليها من وراء السِّتر .
وكانت النساء يَكُنّ من وراء الستور .
ففي المسند عن عبد الله أبي عبد الرحمن قال : سمعت أبي يقول : جاء قوم من أصحاب الحديث فاستأذنوا على أبي الأشهب ، فأذن لهم فقالوا : حَدِّثنا . قال : سلوا . فقالوا : ما معنا شيء نسألك عنه ، فقالت ابنته - من وراء السِّـتْر - : سَلُوه عن حديث عرفجة بن أسعد أُصيب أنفه يوم الكُلاب .
والشواهد كثيرة على أن مجالس سلف هذه الأمة وخيارها لم تكن مفتوحة على بعض بل كان بينها السّتور .
كما أن نساء هذه الأمة لم يَكنّ يتعلّمن أو يَتعلّمن إلاّ مِن وراء حِجاب وسِتر .
ونَصّ العلماء على مَنْع وتحريم الاختلاط حتى في المجالس في البيوت
قال ابن العربي: الْمَرْأَة لا يَتَأَتَّى مِنْهَا أَنْ تَبْرُزَ إلى الْمَجْلِس ، وَلا تُخَالِطَ الرِّجَالَ ، وَلا تُفَاوِضَهُم مُفَاوَضَةَ النَّظِيرِ لِلنَّظِيرِ ؛ لأَنَّهَا إِنْ كَانَتْ فَتَاةً حَرُمَ النَّظَرُ إِلَيْهَا وَكَلامُهَا ، وَإِنْ كَانَتْ مُتَجَالَّةً بَرْزَةً لَمْ يَجْمَعْهَا وَالرِّجَالَ مَجْلِسٌ وَاحِدٌ تَزْدَحِمُ فِيهِ مَعَهُمْ ، وَتَكُونُ مَنْظَرَةً لَهُمْ ، وَلَنْ يُفْلِحَ قَطُّ مَنْ تَصَوَّرَ هَذَا ، وَلا مَنِ اعْتَقَدَهُ ! (أحكام القرآن)
و البّرْزَة هنا : الكَهْلة التي لا تَحتَجِب احتِجَاب الشّوابّ !
ومَن احتِيج إلى عِلمِها مِن نِساء السّلَف : عَلّمَت ونَشَرت العِلْم مِن وراء حِجَاب وسِتْر
وهنا :
الرد على القائل بِحُرمة اتخاذ الأرقاء وجواز سَفَر المرأة بلا مَحرَم وغنائها وتمثيلها وخلع حجابها
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1922
الجامعة مختلطة وتمنع الحجاب ، هل يجوز الاستمرار فيها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4057
ما هو الحجاب الشرعي ، وما حكم دراسة زوجتي في المعاهد والجامعات الكندية المختلطة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=781
تلقى محاضرة عن القدس أمام النساء والرجال مُتعلّلة بأن السيدة عائشة كانت تفتى الرجال ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9336
سؤال عن خروج بعض الْمُنقّبات في الفضائيات مِن أجل الدعوة أو تحفيظ القرآن
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9146
هل مِن ضمن مشايخ شيخ الإسلام ابن تيمية عالِمَات مُفتيات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1613
ما الرد على موضوع ( مشاركة المرأة ولقاؤها الرجال في عصر الرسالة ) ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15376
يُقال : لماذا يُمنع الاختلاط في المعارض الجامعية ويُسمح به في الأسواق ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14333
ما هي ضوابط الاختلاط فى الشرع ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=535
نظرة تحليلية : هل لمنع الإختلاط أصل في الإسلام ؟!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4130
تُدَافِع عن عمل المرأة وتقول : إن إحدى نساء النبي كانت تتاجر بدلا منه
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1650
لا آجركِ الله
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6455
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
|
|
|
|