وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
التأمّلات لا يُراد بها تفسير الآيات .
ومع ذلك فلا تَخرُج عن مُراد القرآن ، ولا يُتكلَّف في تحميل النصوص ما لا تحتمل .
وأما التفسير فلا بُدّ أن يَكون موافقا لتفسير السلف وأصول التفسير ، ولا يَخرُج عن كلام أهل العِلْم ؛ لأن التفسير بيان مُراد الله تعالى في كلامه تبارك وتعالى .
ولا يَنفَرِد ولا يشذّ ، ولا يأتي بِقَول مُتكلَّف لا تحتمله الآية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وكُل قَول يَنْفَرِد به المتأخر عن المتقدِّمين ولم يَسبقه إليه أحدٌ منهم ؛ فإنه يكون خطأ . اهـ .
مثال التأمّل : مَن تأمّل في قوله تعالى : (وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ) فتأمّل كَم مِن المخلوقات يَرزقها الله ، وعلى الله رِزقها منذ أن خَلق الله الأرض ومَنْ عليها إلى نهاية الحياة على هذه الأرض .
مثال التفسير : تفسير قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) مَن هو الظالم لِنفسه ، ومن هو المقتَصِد ، ومن هو السابق بالخيرات ؟
فالكلام في تحديد هذه الأصناف كَشْف عن مُراد الله تبارك وتعالى .