نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي ما الرد على من يقول إن فيروس (كورونا) مذكور في سورة المدثر ؟
قديم بتاريخ : 30-03-2020 الساعة : 01:27 AM

السؤال :

ما صحة ما ورد في هذا المنشور ؟؟

سبحان الله، إن هذا الفيروس التاجي المسمى كورونا، مذكور في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا.
1- نعم، ذُكر زمان ظهوره.
2- وذكر مكان ظهوره.
3- وذكر سبب ظهوره.
4- وذكرت طريقة التعامل معه والوقاية منه عند ظهوره.
5- وذكرت الحكمة من ظهوره.
6- بل ذكر اسمه الصحيح.
كلّ ذلك مذكور في نفس السورة، وهي سورة المدثر.

إن هذا الفيروس الذي حيّر البشر، وكان سببا في إزهاق الكثير من الأرواح، فلم يُبق ولم يذر، سماه العلماء (covid19). سمي بذلك لأنه ظهر أواخر سنة ألفين وتسع عشرة .
وقد ذُكر ذلك في الآية 30 من سورة المدثر: (لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشر).

ظهر هذا الفيروس في دولة هي حاليا ثاني قوة اقتصادية في العالم، والبلد الأول عالميا من حيث الكثافة السكانية.
وقد جاءت الإشارة إلى ذلك في الآيتين 12 و13 من سورة المدثر: (ذرني ومن خلقت وحيدا، وجعلت له مالا ممدودا، وبنين شهودا).
نعم، لقد ظهر في الصين، التي شهدت تزايدا في عدد سكانها حتى صار يقترب من المليار ونصف المليار نسمة، وصعد اقتصادها و مُدّت أموالها خاصة في بداية هذا القرن، ولازالت تطمع أن تزيد.

وأما كيفية التعامل مع هذا الفيروس، فإن العالم كله لا يزال يفكّر ويقدّر وينظر بحثا عن العلاج. بينما هو مذكور في أول سورة المدثر ملخصا في ستة مراحل: التوعية، والتكبير، والتطهير، والهجر الصحي، وعدم الاستكثار، والصبر.
- التوعية وإنذار الناس بخطر هذا الفيروس، مذكورة في الآية2: (قم فأنذر).
- التكبير والإكثار من الدعاء وذكر الله، مذكور في الآية3: (وربّك فكبّر).
- التطهير والتعقيم وغسل الأيدي والثياب، مذكورة في الآية4: (وثيابك فطهّر).
- االهجر الصحي، بعدم مخالطة الناس، لتجنب الإصابة بهذا الرجز، مذكور في الآية 5: (والرجز فاهجر).
- عدم الاستكثار أو التهافت على تخزين الطعام وقت الأزمة، مذكور في الآية6: (ولا تمنن تستكثر).
- الصبر على هذا الابتلاء، خاصة في حالات الموت، مذكور في الآية7: (ولربّك فاصبر).

ويتساءل الناس عن سبب انتشار هذا الفيروس في العالم في هذا الوقت بالذات.
وقد جاء في أواخر سورة المدثر بيان أربعة ظواهر انتشرت في وسط المسلمين، فكانت السبب في انتشار الفيروس، وهي:
- انتشار ظاهرة ترك الصلاة
- انتشار ظاهرة منع الزكاة
- انتشار ظاهرة الخوض في القرآن الكريم.
- انتشار ظاهرة الإلحاد والتكذيب بيوم القيامة.
وقد جاء ذلك في الآيات 42 إلى 45 من سورة المدثر: (في جنّات يتساءلون، عن المجرمين، ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلّين، ولم نك نطعم المسكين، وكنّا نخوض مع الخائضين، وكنّا نكذّب بيوم الدين).

إن الفيروسات من أصغر الكائنات الحية، لذلك فهي من أكثرها عددا، إذا لا يعلم عددها إلا الله سبحانه وتعالى. وهي من جنود الله التي لا نراها، ولم نكن نعلم بوجودها.
والغاية من ظهورها هي أن تكون موعظة وذكرى للبشر وامتحانا لهم، فيزداد المؤمنون إيمانا بالله وبالقرآن، بينما لا تزيد الكفار إلا كفرا وضلال.
وقد جاء بيان ذلك كله في الآية 31 من سورة المدثر: (وما جعلنا عدّتهم إلا فتنة للذين كفروا، ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا...) إلى قوله: (كذلك يضلّ الله من يشاء ويهدي من يشاء، وما يعلم جنود ربك إلا هو، وما هي إلا ذكرى للبشر).

وأما اسم الفيروس، فتجدر الإشارة إلى أنه ينتمي إلى عائلة الفيروسات التّاجية، وقد سميت بذلك لأن الفيروس فوقه قرون تشبه التاج (couronne). ولذلك جاءت تسميته العلمية (Co-ro-na Virus).
وأما تسميته الشرعية الصحيحة فهي: الناقورُ (Na-co-ro Virus).
وهو مذكور في الآية 8 من سورة المدثر: (فإذا نُقِر في الناقور، فذلك يوم عسير، على الكافرين غير يسير).
بل لا تجوز تسميته (Corona)، لأنها مشتقة من القرآن (Coran)، والعياذ بالله، ولعل هذا من كيد الكفار للمسلمين، والله المستعان وربي يجعلها في ميزان حسناتكم يوم الدين.

ما صحتها ؟ بارك الله فيك
_____________________________________


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

هذا كَذِب وباطِل وتقوّل على الله ، وقول بلا عِلْم .
بل هو أشبَه ما يكون بِالاستِهزاء بالقرآن ، وباتِّخاذ آيات الله هُزوا .
والقول على الله بِغير عِلم قَرِين الشّرْك ، بل هو أعظَم .
قال الله عزّ وجَلّ : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) ,

قال ابن القيم : رَتَّبَ الْمُحَرَّمَاتِ أَرْبَعَ مَرَاتِبَ ، وَبَدَأَ بِأَسْهَلِهَا ، وَهُوَ الْفَوَاحِشُ ، ثُمَّ ثَنَّى بِمَا هُوَ أَشَدُّ تَحْرِيمًا مِنْهُ ، وَهُوَ الإِثْمُ وَالظُّلْمُ ، ثُمَّ ثَلَّثَ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ تَحْرِيمًا مِنْهُمَا وَهُوَ الشِّرْكُ بِهِ سُبْحَانَهُ ، ثُمَّ رَبَّعَ بِمَا هُوَ أَشَدُّ تَحْرِيمًا مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَهُوَ الْقَوْلُ عَلَيْهِ بِلا عِلْمٍ . وَهَذَا يَعُمُّ الْقَوْلَ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِلا عِلْمٍ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَفِي دِينِهِ وَشَرْعِهِ .
(إعلام الموقعين عن رب العالمين)

وقال ابن القيم عن القول على الله بِغير عِلْم : فهذا أَعْظَمُ الْمُحَرَّمَاتِ عِنْدَ اللَّهِ وَأَشَدُّهَا إِثْمًا ، فَإِنَّهُ يَتَضَمَّنُ الْكَذِبَ عَلَى اللَّهِ ، وَنِسْبَتَهُ إِلَى مَا لا يَلِيقُ بِهِ ، وَتَغْيِيرَ دِينِهِ وَتَبْدِيلَهُ ، وَنَفْيَ مَا أَثْبَتَهُ ، وَإِثْبَاتَ مَا نَفَاهُ ، وَتَحْقِيقَ مَا أَبْطَلَهُ ، وَإِبْطَالَ مَا حَقَّقَهُ ، وَعَدَاوَةَ مَنْ وَالاهُ ، وَمُوَالاةَ مَنْ عَادَاهُ ، وَحُبَّ مَا أَبْغَضَهُ ، وَبُغْضَ مَا أَحَبَّهُ ، وَوَصَفَهُ بِمَا لا يَلِيقُ بِهِ فِي ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ .
فَلَيْسَ فِي أَجْنَاسِ الْمُحَرَّمَاتِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْهُ ، وَلا أَشَدُّ إِثْمًا ، وَهُوَ أَصْلُ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ ، وَعَلَيْهِ أُسِّسَتِ الْبِدَعُ وَالضَّلالاتُ ، فَكُلُّ بِدْعَةٍ مُضِلَّةٍ فِي الدِّينِ أَسَاسُهَا الْقَوْلُ عَلَى اللَّهِ بِلا عِلْمٍ .
(مدارِج السّالكين)

والقول على الله بِغير عِلْم مما يأمُر به الشيطان .
قال الله تبارك وتعالى عن الشيطان : (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) .

ويجب على مَن يتكلّم في تفسير القرآن أن يَكون على عِلْم وبيّنة بما يتكلّم به ، وأن لا يأتي بِتَفْسِير جَدِيد لم يُسبَق إليه .
وقد شَدّد العلماء على مَن يُفسِّر القرآن بِرَأيه ، دون عِلْم .
قال الإمام مالك : لا أُوتَي بِرَجُلٍ غير عالِم بِلُغَاتِ العَرَب يُفَسِّر كِتاب الله إلاَّ جَعَلْتُه نَكَالاً .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : تفسير القرآن بِمُجَرَّد الرأي حَـرَام . اهـ .
وكذلك قال ابن كثير : فَأَمَّا تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِمُجَرَّدِ الرَّأْيِ ؛ فَحَـرَام . اهـ .

وكان السَّلَف يتورّعون عن القول في القرآن
قال ابن عَطِيّة في مقدمة تفسيره : وكان جِلّة مِن السّلَف كسعيد بن المسيب ، وعامر الشعبي ، وغيرهما ، يُعظّمُون تفسير القرآن ، ويَتَوَقّفُون عنه تَوَرّعا واحتِياطًا لأنْفُسِهم ، مع إدْرَاكِهم وتقَدّمِهم . اهـ .

وقال الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره : باب ما جاء مِن الوَعيد في تفسير القرآن بالرأي ، والْجُرْأة على ذلك :
ثم قال عن تفسير القرآن : مَنْ قَالَ فِيهِ بِمَا سَنَحَ فِي وَهْمِهِ وَخَطَرَ عَلَى بَالِهِ مِنْ غَيْرِ اسْتِدْلالٍ عَلَيْهِ بِالأُصُولِ ؛ فَهُوَ مُخْطِئٌ ، وَإِنَّ مَنِ اسْتَنْبَطَ مَعْنَاهُ بِحَمْلِهِ عَلَى الأُصُولِ الْمُحْكَمَةِ الْمُتَّفَقِ عَلَى مَعْنَاهَا ؛ فَهُوَ مَمْدُوح .
ثم نَقَل عن أبي بَكْرٍ الأَنْبَارِيّ قوله : وَقَدْ كَانَ الأَئِمَّةُ مِنَ السَّلَفِ الْمَاضِي يَتَوَرَّعُونَ عَنْ تَفْسِيرِ الْمُشْكِلِ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَبَعْضٌ يُقَدِّرُ أَنَّ الَّذِي يُفَسِّرُهُ لا يُوَافِقُ مُرَادَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُحْجِمُ عَنِ الْقَوْلِ .
وَبَعْضٌ يُشْفِقُ مِنْ أَنْ يُجْعَلَ فِي التَّفْسِيرِ إِمَامًا يُبْنَى عَلَى مَذْهَبِهِ وَيُقْتَفَى طَرِيقُهُ ، فَلَعَلَّ مُتَأَخِّرًا أَنْ يُفَسِّرَ حَرْفًا بِرَأْيِهِ وَيُخْطِئَ فِيهِ وَيَقُولَ: إِمَامِي فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ بالرّأي فلان ! الإمام مِن السَّلَف .
وعن ابن أبي مُلَيْكَة قال : سُئل أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه عَنْ تَفْسِيرِ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَال : أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي ، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي ، وأين أذهب ، وكيف أَصْنَعُ ؟ إذا قُلْتُ فِي حَرْفٍ مِن كِتَابِ الله بِغَيْر ما أراد تبارك وتعالى . اهـ .

وأمّا هذا المنشور ؛ فعلى مَن نَشَره وِزْرَه ، ووِزْر مَن نَشَره بعده ؛ لأنه مُتَضمّن للكَذِب والقول على الله بِغير عِلْم ، واتِّخاذ آيات الله هُزوا .

وسورة المدِّثر مِن أوّل ما نَزَل مِن القُرآن ، كما في الصحيحين .
ولا علاقة لها بالأمراض ، ولا علاقة للرّقم (19) بِتفسير القرآن ، وهذا رَقم تُقدّسه " البهائية " !
ولا علاقة للإسلام بالتاريخ الميلادي حتى تُبنَى عليه دراسات ، أو تَتَرَتّب عليه نتائج !

وقوله عزّ وجَلّ : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) في وعيد الذي قال عن القرآن : (إِنْ هَذَا إِلاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ)
فـ(19) هنا : المقصود بهم خَزَنَة جَهنّم مِن الملائكة ؛ لأن الضمير راجِع إليها في قوله تعالى : (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ) ، وكذلك في الآية التي بعدها : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً) ، وهُم خَزَنَة جَهنّم .

وأمّا قوله تبارك وتعالى : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُودًا) ، فالْمُراد به : الْوَلِيد بن الْمُغِيرَة .
قَال مُجَاهِد : نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ . رواه ابن أبي حاتِم في تفسيره .

والْمُراد بالثّياب هنا : تطهير النّفْس عن الذّنوب .
قال ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى : (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) : مِن الإِثْم ، قَال : وَهِيَ فِي كَلامِ العرب : نَقِيّ الثّياب . رواه ابن أبي حاتِم في تفسيره .
وحتى لو كان المقصود تطهير الثياب مِن النجاسات ، فإنه لا يدلّ على التعقيم ، كما يُزعَم في هذا المنشور !

وقال البغوي : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) عَظِّمْهُ عَمَّا يَقُولُهُ عَبَدَةُ الأَوْثَانِ .
(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) قَال قَتَادَةُ وَمُجَاهِد : نَفْسَكَ فَطَهِّرْ عَنِ الذَّنْبِ ؛ فَكَنَّى عَنِ النَّفْسِ بِالثَّوْبِ ، وَهُوَ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ وَالضَّحَّاكِ وَالشَّعْبِيِّ وَالزُّهْرِيِّ .
وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي وَصْفِ الرَّجُلِ بِالصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ : إِنَّهُ طَاهِرُ الثِّيَابِ ، وَتَقُولُ لِمَنْ غَدَرَ : إِنَّهُ لَدَنِسُ الثِّيَابِ . اهـ .

وقوله عزّ وجَلّ : (قُمْ فَأَنْذِرْ) خِطَاب للنبي صلى الله عليه وسلم في أوّل بِعثَته ، وليس إنذار الناس في أمرٍ عارِض ؛ كَالْمَرَض !

وقوله تبارك وتعالى : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) المقصود بها : تعظيم الله عزّ وجَلّ وتَوحِيده .
قال ابن جرير في " تفسيره " : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَرَبَّكَ يَا مُحَمَّدُ فَعَظِّمْ بِعِبَادَتِهِ ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي حَاجَاتِكَ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الآلِهَةِ وَالأَنْدَادِ . اهـ .
وقال البغوي : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) عَظِّمْهُ عَمَّا يَقُولُهُ عَبَدَةُ الأَوْثَانِ . اهـ .

وكذلك القول في قوله تعالى : (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الأَصْنَامُ .
وقال في قوله عَزّ وَجَلّ : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) : لا تُعْطِ عَطِيَّةً تَلْتَمِسُ بِهَا أَفْضَل مِنْهَا . رواه ابن أبي حاتِم في تفسيره .

وأمّا الزّعم بأن التّسمِيته الشرعية لفايروس " كورونا " هي : الناقور !
فهذا باطِل ؛ لأن الناقُور هو القَرْن الذي يَنفُخ فيه صاحِب الصُّور : إسرافيل عليه الصلاة والسلام ، ولذلك قال الله عَزّ وَجَلّ في السياق : (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ(9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) .
قال ابن جرير في " تفسيره " : يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَذَلِكَ يَوْمَئذٍ يَوْمٌ شَدِيد . اهـ .
وبهذا فسّره النبي صلى الله عليه وسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كَيْفَ أَنْعَمُ وَقَدِ الْتَقَمَ صَاحِبُ الْقَرْنِ الْقَرْنَ ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ ، وَأَصْغَى سَمْعَهُ يَنْظُرُ مَتَى يُؤْمَرُ . قَالَ الْمُسْلِمُونَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا نَقُولُ ؟ قَال : قُولُوا : حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا . رواه الإمام أحمد والترمذي وحسّنه ، ورواه ابن ماجه والنسائي في " الكبرى " ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما : فِي قَوْلِهِ : (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) قَال : قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَسَّمَّعُ مَتَى يُؤْمَرُ، فَيَنْفُخُ ؟ رواه الإمام أحمد .

وأمّا قوله تبارك وتعالى : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا)
فهو في ذِكْر عدد خَزَنة النار مِن الملائكة ، وقد تقدّم الكلام في عدد (19) .

ويستمر تَخبّط كاتب المنشور ، فيقول :
(لا تجوز تسميته (Corona)، لأنها مشتقة من القرآن (Coran))
وهذا غير صحيح ؛ لأن اسم القرآن يُكتب باللغة الإنجليزية : (Qur'an) !
وبالفرنسية (Coran)
وأصل تسمية الفيروس ليست فرنسية ، ولو افترضنا أنها باللغة الفرنسية ، فإن هناك فرقا بين (Corona) وبين (Coran) !

وخلاصة القول : كل ما في هذا المنشور باطِل ومردود .
وكاتِبه أحَد شَخصَيْن : إما جاهِل مُركّب ، وإما حاقد مُشَوِّه ؛ يُريد تشويه الإسلام .

وسبق :
هل يجوز أن يُقال عن كورونا : إنه جند مِن جنود الله ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16557

مَن الذي يَحقّ له تفسير القرآن الكريم ؟ وهل يمكن لِعامة الناس تفسيره ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12836

ما حكم التفسير العددي للقرآن ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14352

الردّ على ما يُقال إنه معجزة الأرقام في الصلوات المفروضة
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=12924

كيف نردّ على مَن يقول أنه يحقّ لكلِّ أحد أن يفهَم النُّصوص دون التقيّد بفَهم السَّلف ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8895

الرد على دراسة تقول : " القرآن يحوي شفرة رقمية تحميه من التحريف " !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4823


والله تعالى أعلم .


المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما الرد على من يقول : إن بعض العلماء أجازوا حلق اللحية ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 14-06-2016 06:29 AM
حكم نشر صور العلماء وما الرد على مَن يقول أن الصور الفوتوغرافية ليست كالرسم ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 28-10-2012 11:40 PM
ما يحدث في المنطقة مذكور في سورة البقرة محب السلف قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 20-03-2010 08:25 PM
يقول ان إمامة المرأة للرجال جائزة فما الرد؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 24-02-2010 11:52 AM
ما الرد على مَن يقول : إن الزنا ليس دَينا يُقتص به من أهل الزاني ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 12-02-2010 01:14 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى