عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشــاد الـصــوم
افتراضي كيف تُدرك ليلة القدر في البلدان التي تصوم قبلنا أو بعدنا بيوم ؛ مع اختلاف ليالي الوتر ؟
قديم بتاريخ : 07-07-2015 الساعة : 03:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً ووفقكم
شيخنا الفاضل :
أختي موجودة في تركيا وقد صاموا قبلنا بيوم
ومن عادتي أرسل لها رسالة كل ليلة وتر من العشر أذكرها بإحيائها نسأل الله القبول
والآن عندما أرسلت لها ردت بأن الليلة عندها غير وتر
وسؤال أختي عن ليلة القدر
فإذا كانت في ليلة وتر عندنا فهل تكون هي نفس الليلة عندهم وهي ليلة غير وتر ؟
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ووفقك .
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .

مِن الخطأ أن يُظنّ أن ليلة القدر في ليلة مُعيّنة مِن ليالي العشر ، أو في ليالي الوتر مِن العشر الأواخر ، بل قد تكون في ليلة من ليالي الشِّفْع (الليالي الزوجية) ، فقد تكون ليلة 22 أو ليلة 24 أو ليلة 26 ، أو ليلة 28 ، أو آخر ليلة من رمضان إذا تمّ الشهر ، وإن كانت في ليالي الوِتْر أرجى .

والصحيح أنها تنتقل بين ليالي العشر الأواخر من رمضان ، وقد دلّت الأدلة على ذلك .

فقد تكون ليلة القدر ليلة واحد وعشرين من رمضان :

فقد أخبر
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رأى أنه يسجد في صبيحتها في طين وماء ، فكان ذلك صبيحة واحد وعشرين ، فكانت ليلة القدر في ذلك العام في ليلة إحدى وعشرين .
قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي وِتْرٍ ، وَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَسْجُدُ فِي طِينٍ وَمَاءٍ .
قال أَبِو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَكَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ جَرِيدَ النَّخْلِ ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ شَيْئًا ، فَجَاءَتْ قَزْعَةٌ فَأُمْطِرْنَا ، فَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ وَالْمَاءِ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْنَبَتِهِ ، تَصْدِيقَ رُؤْيَاهُ . رواه البخاري ومسلم .

وقد تكون ليلة القدر ليلة اثنين وعشرين من رمضان :

ودلّ على ذلك : ما رواه الإمام أبو داود والنسائي في الكبرى مِن حديث عبد الله بن أنيس قال : كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم ، فقالوا : مَن يسأل لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ليلة القدر ؟ وذلك صبيحة إحدى وعشرين مِن رمضان ، فخرجت فوافيت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة المغرب ، ثم قمت بباب بيته فمرّ بي فقال : ادخل ، فدخلت ، فأُتِيَ بعشائه فرآني أكفّ عنه مِن قِلّته ، فلما فرغ قال : ناولني نعلي ، فقام وقمت معه فقال : كأن لك حاجة ! قلت : أجل ، أرسلني إليك رهط مِن بني سلمة يَسألونك عن ليلة القدر ، فقال : كم الليلة ؟ فقلت : اثنتان وعشرون ، قال : هي الليلة ، ثم رجع فقال : أو القابِلَة . يريد ليلة ثلاث وعشرين . وصححه الألباني والأرنؤوط .

وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه :
إذا مَضَت واحدة وعشرون ، فالتي تليها ثنتين وعشرين ، وهي التاسعة .

قال ابن عبد البر : ففي هذا الحديث دليل على جواز كونها ليلة اثنتين وعشرين ، وإذا كان هذا كذلك جاز أن تكون في غير وِتْر . اهـ .

وقد تكون ليلة القَدْر : ليلة ثلاث وعشرين من رمضان .

ففي حديث عبد الله بن أنيس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أريت ليلة القدر ، ثم أنسيتها ، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين قال : فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه . رواه مسلم .

وهذا محمول على اختلاف السنوات ؛ فيكون حديث أبي سعيد في سنة ، وهذا في سَنة أخرى .
قال أبو الحسن المباركفوري : قيل : يُحْمَل على تعدد القصة ، واستدل بحديث عبد الله بن أنيس هذا ، وبحديثه الآتي في الفصل الثاني ، من قال إن ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين ، والظاهر إن هذا كان لتلك السنة خاصة ، فحمله عبد الله بن أنيس ومَن وافقه من الصحابة والتابعين على العموم . اهـ .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في العشر الأواخر ، هي في تسع يَمْضِين ، أو في سبع يَبْقين . يعني ليلة القدر . رواه البخاري .

وروى الإمام مالك وأبو داود مِن حديث عبد الله بن أنيس الجهني قال : قلت يا رسول الله ، إن لي بادية أكون فيها ، وأنا أصلي فيها بحمد الله ، فَمُرْني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد ، فقال : انزل ليلة ثلاث وعشرين .

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أيكم يذكر حين طلع القمر ، وهو مثل شِقّ جَفنة ؟ رواه مسلم .

وفي رواية لأحمد : وقال أبو إسحاق : إنما يكون القمر كذاك صبيحة ليلة ثلاث وعشرين .

وقال ابن عباس : أُتِيت وأنا نائم في رمضان ، فقيل لي : إن الليلة ليلة القدر ، قال : فَقُمْت وأنا ناعس ، فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلي ، قال: فنظرت في تلك الليلة ، فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين . رواه الإمام أحمد . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قول النبي صلى الله عليه وسلم " لتاسعة تبقى ، لسابعة تبقى ، لخامسة تبقى ، لثالثة تبقى " : فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع . وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تَبقَى ، وليلة أربع وعشرين سابعة تَبقَى . اهـ .

واعْتَنَى السلف بِليلة ثلاث وعشرين من رمضان :

رَوى عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود قال : كانت عائشة تُوقظنا ليلة ثلاث وعشرين من رمضان .

وَرَوى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني رأيت في النوم ليلة القدر كأنها ليلة سابعة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم قد تواطأت في ليلة سابعة ، فمن كان مُتحرّيها منكم ، فليتحرّها في ليلة سابعة ، قال : معمر : فكان أيوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين ، ويَمسّ طيبا .

وقال ابن عطية : قال كثير من العلماء : هي ليلة ثلاث وعشرين . اهـ .

وقد تكون ليلة القَدْر : ليلة أربع وعشرين من رمضان :

ويدلّ على ذلك : ما رواه الإمام مسلم من طريق أبي نَضْرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن ليلة القدر : الْتَمِسُوها في العشر الأواخر من رمضان ، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة .
قال أبو نَضْرة قلت : يا أبا سعيد ، إنكم أعلم بالعدد منا .
قال : أجل ، نحن أحق بذلك منكم .
قال قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة ؟
قال : إذا مَضَت واحدة وعشرون ، فالتي تليها ثنتين وعشرين ، وهي التاسعة ، فإذا مَضَت ثلاث وعشرون ، فالتي تليها السابعة ، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة .

فقوله رضي الله عنه : " فإذا مَضَت ثلاث وعشرون ، فالتي تليها السابعة " أي : التي تَلِي ليلة ثلاث وعشرين ، وهي ليلة أربع وعشرين .

وقال ابن عباس رضي الله عنهما عن ليلة القدر : الْتَمِسُوا في أربع وعشرين . رواه البخاري .

ورَوى أنس أنه كان يتحرى ليلة القدر ثلاثة وعشرين وليلة أربع وعشرين . قال ابن حبيب : يتحرى يتمّ الشهر أو ينقص ، فيتحراها في ليلة من السبع البواقي ، فإن كان تاما فهي ليلة أربع وعشرين ، وإن كان ناقصا فثلاث . (ذَكَره العيني) .

وقد تكون ليلة القَدْر : ليلة خمس وعشرين ، أو سِتّ وعشرين من رمضان :

ودلّ عليه ما رَواه ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الْتَمِسُوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر ، في تاسعة تَبقَى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى . رواه البخاري .

قال ابن عبد البر : " وخامسة تبقى " ليلة خمس وعشرين . اهـ .

وتقدّم قول أبي سعيد رضي الله عنه : " فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة " أي : ليلة ستّ وعشرين ؛ لأنها هي التي تلي يوم خمس وعشرين .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في قول النبي صلى الله عليه وسلم " لتاسعة تبقى ، لسابعة تبقى ، لخامسة تبقى ، لثالثة تبقى " : فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع . وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى ، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى ...
وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي .
وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " تحرّوها في العشر الأواخر " . اهـ .

وقد تكون ليلة القدر : ليلة سبع وعشرين ، وهذا مشهور جدا ، بل جَزَم بعض الصحابة أنها هي ليلة القدر ، ولعل ذلك في سنة مُعيّنة .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في العشر الأواخر ، هي في تسع يمضين ، أو في سبع يبقين . يعني ليلة القدر . رواه البخاري .

وقال أُبيّ بن كعب فى ليلة القدر : والله إنى لأعلمها - وأكثر علمي هى الليلة التى أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها - هي ليلة سبع وعشرين . رواه مسلم .
وفي رواية له قال : إنها فى العشر الأواخر ، وإنها ليلة سبع وعشرين .

وقال ابن عمر رضى الله عنهما : رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : أرى رؤياكم فى العشر الأواخر ، فاطلبوها فى الوتر منها .
رواه مسلم .

ويجوز أن تكون ليلة 28 ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر ، في تسع يَبْقَيْن ، وسبع يَبْقَيْن ، وخمس يَبْقَيْن ، وثلاث يَبْقَيْن ، أو آخر ليلة . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في "الكبرى" ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

فقوله : " وثلاث يَبْقَيْن " هي ليلة 28 ؛ لأنه يكون بقي ثلاث ليالي إذا كان الشهر تاما .

ويجوز أن تكون ليلة القدر آخر ليلة من رمضان .

وفي الحديث السابق : أو آخر ليلة .
وجاء في الحديث الآخر : التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان . أخرجه ابن نصر في " قيام الليل " وابن خزيمة ، وصححه الألباني .

وقد دلّت الأدلة الصحيحة على أن ليلة القدر تنتقل بين ليالي العشر ، سواء ليالي الشِّفْع أو ليالي الوتر .

روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال : ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في وِتر .

وإن كان الأغلب أن ليلة القدر في ليالي الوتر ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : ابْتَغُوها في كل وِتر . رواه البخاري ومسلم . وغيرها من الأحاديث .

وأكثر أهل العلم على أن ليلة القدر تتنقّل بين ليالي العشر الأواخر من رمضان :

قال ابن عبد البر : فهذا يدل على أن ليلة القدر تنتقل ، ويُخَيّل أن يكون قوله : " التمسوها في العشر الأواخر " يعني : في الوتر منها ، أي : في ذلك العام - والله أعلم - ، ويُحتمل أن يكون ذلك في الأغلب مِن كل عام . اهـ .

وقال ابن عطية : وليلة القدر مُستديرة في أوتار العشر الأواخر من رمضان ، هذا هو الصحيح الْمُعَوّل عليه ، وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر ، فينبغي لِمُرْتَقِبها أن يَرْتقبها مِن ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر ؛ لأن الأوتار مع كمال الشهر ، ليست الأوتار مع نقصانه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لثالثة تبقى ، لخامسة تبقى ، لسابعة تبقى " ، وقال: " التمسوها في الثالثة والخامسة والسابعة والتاسعة " ، وقال مالك : يُريد بالتاسعة ليلة إحدى وعشرين ، وقال ابن حبيب : يُريد مالك إذا كان الشهر ناقصا . فظاهر هذا أنه عليه الصلاة والسلام احتاط في كمال شهر ونقصانه ، وهذا لا تتحصل معه الليلة إلاّ بِعمارة العشر كله . اهـ .

وقال الحافظ العراقي : وذهب جماعة من العلماء إلى أنها تنتقل ، فتكون سَنَة في ليلة ، وسنة في ليلة أخرى وهكذا ، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي قلابة ، وهو قول مالك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وغيرهم . اهـ .

وقال شيخنا الشيخ ابن باز : وقد دلّت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة مُتَنَقّلة في العشر ، وليست في ليلة مُعيّنة منها دائما ، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين ، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين ، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين ، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي ، وقد تكون في تسع وعشرين ، وقد تكون في الأشفاع . فمن قام ليالي العشر كلها إيمانا واحتسابا أدرك هذه الليلة بلا شك ، وفاز بما وَعد الله أهلها . اهـ .

ولإخفاء ليلة القدر حكمة ، وهي الجدّ في طلبها ، والاجتهاد في العبادة .

قال ابن عطية : وقال بعض العلماء : أخفاها الله تعالى عن عباده ليِجِدّوا في العمل ولا يَتّكلوا على فضلها ويُقَصِّروا في غيرها . اهـ .

وقال ابن حجر : وقد اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافا كثيرا ، وتحصل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر مِن أربعين قولا - كما وقع لنا نظير ذلك في ساعة الجمعة - وقد اشتركتا في إخفاء كل منهما ، ليقع الجدّ في طلبهما . اهـ .

فعلى المسلم أن يَجدّ ويجتهد في كل رمضان ، وفي ليالي العشر خاصة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر ، أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجَدّ وشدّ المئزر . رواه البخاري ومسلم .

وقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ، ما لا يجتهد في غيره . رواه مسلم .

وكان أبو بكرة رضي الله عنه يُصلي في العشرين مِن رمضان كَصلاته في سائر السنة ، فإذا دخل العشر اجتهد . رواه الإمام أحمد .

والحثّ جاء على قيام ليلة القَدْر وإحيائها بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن ، ولا أعلم أن سائر الأعمال تُضاعَف ، كما لو أن الإنسان عَمِل ذلك العمل في مدّة ألف شهر ؛ فليست التسبيحة الواحدة ليلة القدر تعدل تسبيح ألف شهر !

قال ابن رجب : وأما العمل في ليلة القدر ؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه " وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بالدعاء فيها أيضا .
قال سفيان الثوري : الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة . قال : وإذا كان يقرأ وهو يدعو ويَرغب إلى الله في الدعاء والمسألة لعله يُوافِق .
ومراده : أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يُكثر فيها الدعاء ، وإن قرأ ودعا كان حسنا .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مُرتّلة لا يمرّ بآية فيها رحمة إلاّ سأل ، ولا بآية فيها عذاب إلاّ تعوّذ ؛ فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر ، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها والله أعلم .
وقد قال الشعبي في ليلة القدر : ليلها كنهارها .
وقال الشافعي في القديم : استحِب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها .
وهذا يقتضي استحباب الإجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره . والله أعلم . اهـ .

وقال شيخنا الشيخ ابن باز : وكان السلف بعدهم ، يُعظّمون هذه العشر ، ويجتهدون فيها بأنواع الخير .
فالمشروع للمسلمين في كل مكان أن يتأسّوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام رضي الله عنهم وبِسلَف هذه الأمة الأخيار ، فيُحيُوا هذه الليالي بالصلاة وقراءة القرآن وأنواع الذكر والعبادة إيمانا واحتسابا حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب ، وحطّ الأوزار والعتق من النار . فضلا منه سبحانه وجودا وكرما . اهـ .

ثم سأل مُحِبّ : هل يمكن أن تتكرر ليلة القَدْر بحسب اختلاف الليالي بين الأقطار ؟
والجواب : أن ليلة القَدْر لا تتكرر في السنة ، ولا يكون هناك أكثر مِن ليلة ، وإن اختَلَفت الليالي بين أقطار الأرض ، كما أن يوم الجمعة هو يوم الجمعة ، وإن اختَلَف وقت الجمعة مِن بلد إلى بلد .

وهنا :

كيف يتوافق وجود ليلة القدر في الأقطار العربية مع اختلاف الليالي بينها ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6493

علامات ليلة القدر
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7786

شرح الحديث الـ 210 في تنقّل ليلة القدر بين ليالي العشر الأواخر من رمضان
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6674


والله تعالى أعلم .

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما صِحة أدعية خُصصت لكل ليلة مِن ليالي رمضان ؟ راجية العفو إرشـاد الأدعـيــة 0 09-01-2015 03:24 PM
شرح الحديث الـ 210 في تنقّل ليلة القدر بين ليالي العشر الأواخر من رمضان راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 11-03-2010 11:21 PM
شرح الحديث الـ 209 في تحري ليلة القدر في ليالي الوتر راجية العفو شرح أحاديث عمدة الأحكام 0 11-03-2010 11:18 PM
كيف يتوافق وجود ليلة القدر في الأقطار العربية مع اختلاف الليالي بينها ؟ محب السلف إرشــاد الـصــوم 0 10-03-2010 11:32 PM
هل هناك حديث يقول : إن كان ليلة القدر ليلة الجمعة فهي أحرى أن تكونليلة القدر ؟ راجية العفو قسـم السنـة النبويـة 0 28-02-2010 02:32 PM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى