عرض مشاركة واحدة

نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم السنـة النبويـة
افتراضي ما صحة حديثٍ نهى فيه الرسول ﷺ عن الرقى ؟
قديم بتاريخ : 03-11-2015 الساعة : 08:35 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل
سؤالي ما صحة حديث نهى فيه الرسول عن الرقى؟
فالرقية الشرعية مستمدة من كتاب الله جل وعلا ومن هدي رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.. وهي من أسباب طلب الشفاء من الله..
فأفتوني جزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحبه ويرضاه



الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

في حديث جابر رضي الله عنه قَال : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّقَى فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنْ الْعَقْرَبِ ، وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى . قَالَ : فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا أَرَى بَأْسًا ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ . رواه مسلم .

وعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَال :كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ ، لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْك . رواه مسلم .

وحُمِل النهي على أول الأمر .
قال ابن عبد البر :
روى بن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال : بلغني عن رجال من أهل العلم أنهم كانوا يقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الرُّقَى حين قدم المدينة ، وكانت الرُّقَى في ذلك الزمان فيها كثير مِن كلام الشرك ، فلما قَدِم المدينة لُدِغ رجل من أصحابه ، فقال : يا رسول الله قد كان آل حزم يَرقون مِن الْحُمَة ، فلما نهيت عن الرقى تركوها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادعُ لي عمارة بن حزم ، ولم يكن له ولد ، وكان قد شهد بدرا ، فَدُعِي له ، فقال : اعْرِض عليّ رُقيتك ، فعرضها عليه فلم يَرَ بها بأسا ، وأذن لهم بها .

وقال الباجي : وَلا خِلافَ فِي جَوَازِ ذَلِكَ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَكِتَابِهِ وَذِكْرِهِ ، وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ هَذَا الْحَدِيثُ ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم نَهَى عَنْ الرُّقَى حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلُدِغَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ آلُ حَزْمٍ يَرْقَوْنَ مِنْ الْحُمَّةِ ، فَلَمَّا نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى تَرَكُوهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : اُدْعُوا إِلَيَّ عُمَارَةَ ، فَقَالَ : اعْرِضْ عَلِيَّ رُقْيَتَك فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَرَ بِهَا بَأْسًا ، وَأَذِنَ لَهُمْ فِيهَا . فَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ مَمْنُوعَةً ، ثُمَّ نُسِخَ الْمَنْعُ بِالإِبَاحَةِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ إنَّمَا مُنِعَ مِنْهَا مَا كَانَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ الْكُفْرِ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ . اهـ .

وقال النووي : وَأَمَّا قَوْله فِي الرِّوَايَة الأُخْرَى : " يَا رَسُول اللَّه إِنَّك نُهِيَتْ عَنْ الرُّقَى " فَأَجَابَ الْعُلَمَاء عَنْهُ بِأَجْوِبَةٍ :
أَحَدهَا : كَانَ نَهَى أَوَّلاً ، ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ ، وَأَذِنَ فِيهَا ، وَفَعَلَهَا ، وَاسْتَقَرَّ الشَّرْع عَلَى الإِذْن .
وَالثَّانِي : أَنَّ النَّهْي عَنْ الرُّقَى الْمَجْهُولَة .
وَالثَّالِث : أَنَّ النَّهْي لِقَوْمٍ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ مَنْفَعَتهَا وَتَأْثِيرهَا بِطَبْعِهَا ، كَمَا كَانَتْ الْجَاهِلِيَّة تَزْعُمهُ فِي أَشْيَاء كَثِيرَة .
وأَمَّا قَوْله فِي الْحَدِيث الآخَر : " لا رُقْيَة إِلاَّ مِنْ عَيْن أَوْ حُمَّة " ؛ فَقَالَ الْعُلَمَاء : لَمْ يُرِدْ بِهِ حَصْر الرُّقْيَة الْجَائِزَة فِيهِمَا ، وَمَنْعهَا فِيمَا عَدَاهُمَا ، وَإِنَّمَا الْمُرَاد لا رُقْيَة أَحَقّ وَأَوْلَى مَنْ رُقْيَة الْعَيْن وَالْحُمَّة لِشِدَّةِ الضَّرَر فِيهِمَا . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


رد مع اقتباس