عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد الزكـاة والصدقـة
افتراضي هل تجوز صدقاتي لأني أعلم أن من عليه دين لا تجوز صدقاته المستحبة ؟
قديم بتاريخ : 25-10-2012 الساعة : 01:22 AM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظك الله وجمعني الله بك في الفردوس من الجنة
سؤالي فضيلة الشيخ الكريم :
وضعت أمي حفظها الله عندي مبلغ 2300 ريال من المال لأحفظه لها وأصرف عليها منه وكذلك وضعت أختي مبلغ 8300 ريال , وضعت المبلغ في حسابي مع مالي وسجلت مالهما في ورقة احتفظ بها في مكتبتي أكتب فيها كل ما يجري لمالهما وأخبرت بها أخي , واليوم أنا أصرف ببطاقة الصراف إذا احتجت لشيء سواءا لي أو لهم وأحيانا يقل مبلغ الحساب عن مجموع مالهما فأحيانا يصل مبلغ الحساب إلى 2000 فقط وأحيانا يزداد , وقد أخبرتهما بما يحصل . وإذا طلبا شيئا من المال أوفره لهما مباشرة فهل علي شي في ذلك ؟
وهل تجوز صدقاتي في هذه الحالة لأني أعلم أن من عليه دين لا تجوز صدقاته المستحبة ؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتصدّق ويُكثِر من الصدقات ، بل كان أجْوَد بالخير من الرِّيح الْمُرْسَلَة ، حتى مات عليه الصلاة والسلام .
ومات عليه الصلاة والسلام وعليه دَيْن ، ودِرْعه مَرْهُونة لِيَهودِيّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ . كما في صحيح البخاري .

وكان شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله مِن أكثر الناس صدقات ، ومع ذلك مات وعليه ديون كثيرة.

وسُئل شيخنا العثيمين رحمه الله : هل تَصِحّ صَدَقة الْمَدِين ؟
فأجاب رحمه الله : الصدقة من الإنفاق المأمور به شرعا ، والإحسان إلى عباد الله إذا وَقَعَتْ مَوقعها ، والإنسان مثاب عليها ، وكل امرئ في ظِلّ صدقته يوم القيامة، وهي مقبولة سواء كان على الإنسان دين، أم لم يكن عليه دين إذا تَمَّت فيها شروط القَبول ، بأن تكون بإخلاص لله عز وجل ، ومِن كَسْب طَيب ، ووَقَعَتْ في محلها ؛ فبهذه الشروط تكون مقبولة بمقتضى الدلائل الشرعية ، ولا يُشْتَرط أن لا يكون على الإنسان دَين ، لكن إذا كان الدَّين يَستغرق جميع ما عنده فإنه ليس مِن الحكمة ، ولا مِن العقل أن يَتصدق - والصدقة مندوبة وليست بواجبة- ويدع دينا واجبا عليه، فليبدأ أولاً بالواجب، ثم يتصدق .
وقد اختلف أهل العلم فيما إذا تَصَدَّق وعليه دَين يَستغرق جميع ماله ؛ فمنهم مَن يقول : إن ذلك لا يجوز له ؛ لأنه إضرار بِغَرِيمه ، وإبقاء لشغل ذمته بهذا الدين الواجب .
ومنهم مَن قال : إنه يجوز ، ولكنه خلاف الأولى .
وعلى كل حال فلا ينبغي للإنسان الذي عليه دَين يَستغرق جميع ما عنده أن يتصدق حتى يُوفي الدّين ؛ لأن الواجِب مُقَدَّم على التطوع . اهـ .

فإذا كانت الصدقة يسيرة ، وكان الإنسان مُقتَدرا ، بحيث يستطيع سداد ما عليه ، وأصحاب الأموال يتسمّحون ، فلا بأس بها ، بل هي مشروعة .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



رد مع اقتباس