|
رحمه الله وغفر الله له
|
|
|
|
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
|
|
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نظرة امل
المنتدى :
قسـم الفتـاوى العامـة
بتاريخ : 23-03-2016 الساعة : 08:51 AM
الجواب :
مَن يُعين الظالِم على ظُلْمِه هو ظالِم مثله ، وهو مخذول ، وظُلمه راجِع عليه .
وهل ينتظر الظالِم إلاّ العقوبة العاجلة ، والحسرة الآجلة إن لم يتُب مِن ظُلمه ويتحلل ممن ظلمه ؟
قال الله عزَّ وجَلّ : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) .
رُوي عن ابن عباس أنه قال : هذه الآية تعزية للمظلوم وتَسلية له ، وتهديد للظالِم .
وقال ميمون بن مِهران : هي وَعيد للظالِم ، وتَعزية للمَظلوم .
قال البغوي : في الآية تسلية للمَظلوم ، وتَهديد للظالِم . اهـ .
فلا يحسب الظالِم أنه أفْلَت ونَجَا مِن العقوبة ، فإن ما يَنتظره أشد عقوبة وأعظم حسرة ، إذا عايَن المظلوم في الآخرة حين يُقال للمظلوم : خُذ مِن حسنات مَن ظَلَمك بِقَدْر مَظْلَمَته لك .
ويَكون الأخذ مِن حسنات الظالِم بِقَدْر جُرمه وظُلمه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حُرمة نساء المجاهدين على القاعدين كَحُرْمة أمهاتهم ، وما مِن رَجل مِن القاعدين يَخلُف رَجلا مِن المجاهدين في أهله فيَخُونه فيهم ، إلاّ وَقف له يوم القيامة ، فيأخذ مِن عَمله ما شاء ، فما ظَنّكم ؟ رواه مسلم .
وفي رواية له : فقال : فَخُذ مِن حسناته ما شئت ، فالْتَفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : فما ظَنّكم ؟
والظالِم مَلعون حتى يتوب ، كما قال الله عزَّ وجَلّ : (أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) .
والظالِم مَاكِر بِغيره ، ومَكْره راجِع عليه ، (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ) .
والظالِم ومَن أعانه في سَخط الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن أعان على خُصومةٍ بِظُلم ، أو يُعين على ظُلم ، لم يَزل في سَخط الله حتى يَنْزِع . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي والألباني .
والمظلوم منصور على مَن ظَلَمه ، ولو بعد حين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثَلاَثَةٌ لا تُرَدّ دَعْوَتُهُمْ - وذكر منهم - : وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا الله فَوْقَ الغَمَام ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السّمَاءِ ، ويَقُولُ الرّبّ وعِزّتِي لأنُصُرَنّك وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اتقوا دعوات المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شَرَار . رواه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي والألباني .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : اعمل لله كأنك تراه ، واعدد نفسك مع الموتى ، وإياك ودعوات المظلوم ؛ فإنهن يَصعَدن إلى الله عز وجل كأنهن شَرارات نار . رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان .
وكان شُريح يقول : سَيَعْلَم الظالمون حَقّ مَن نَقَصوا ، إن الظالم ينتظر العقاب ، والمظلوم ينتظر النصر .
وقال الحارث المحاسِبي : الظالِم نادم وإن مَدَحه الناس ، والمظلوم سالِم وإن ذمّه الناس .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله مِن الظُّلْم ، فكان مِن دعائه عليه الصلاة والسلام : اللهم إني أعوذ بك مِن الفقر والقِلة والذّلة ، وأعوذ بك أن أَظْلِم أو أُظْلَم . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب الْمُفْرَد " وأبو داود والنسائي ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
ويُشرَع للمُسلِم عند الخروج مِن مَنْزِله أن يَستعيذ مِن الظُّلم فيقول : اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أزل أو أَظلِم أو أُظلَم ، أو أجهل أو يُجهَل عليّ .
وكان السَّلَف يَفرّون مِن تولّي القضاء خشية الوقوع في الظُّلْم .
قال سفيان الثوري : أراد ابنُ هُبيرة أن يَستعمل منصور بن المعتمر على القضاء ، فقال : ما كنت لأَلِي لك بعد ما حدثني إبراهيم ، قال : وما حدثك إبراهيم ؟ قال حدثني إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مُنَادٍ : أين الظلمة ، وأعوان الظَّلَمة ، وأشباه الظَّلَمة ، حتى مَن بَرَى لهم قَلمًا ، أوْ لاقَ لهم دَواة ؟ فيُجمعون في تابوت مِن حديد ، ثم يُرمى بهم في جهنم . رواه ابن بشران في أماليه .
وفي القاموس : لاقَ الدَّواةَ يَليقُها لَيْقَة ولَيْقا ، وألاقَها : جَعَلَ لها لِيقَةً ، أو أصْلَحَ مِدادَها . اهـ .
وسبق الجواب عن :
هل يجوز أن أدعو على الظالمين أن يَروا العقوبة في أبنائهم ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14383
إذا دعا المظلوم بأكبر مما تعرّض له .. هل تُستجَاب دعوته ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8977
كيف يكون تعامل مَن ابتلي بِشرّير مِن الأشرار ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=28972
سؤال عن معنى قول : " وربما كانت ذنوب المظلوم حِراسة للظالِم " ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9987
مَن سَقَى كأس الظُّلم سُقي بها..!
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7919
شرح الحديث الـ 235 في حُرمة مكة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6878
والله تعالى أعلم .
جمادى الآخرة 1437 هـ
|
|
|
|
|