عرض مشاركة واحدة

نبض الدعوة
الصورة الرمزية نبض الدعوة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 67
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 469
بمعدل : 0.09 يوميا

نبض الدعوة غير متواجد حالياً عرض البوم صور نبض الدعوة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم أراشيف الفتاوى المكررة
افتراضي ما الرد على مَن يشكك في حديث (إني تارك فيكم كتاب الله وسنتي)؟
قديم بتاريخ : 09-10-2012 الساعة : 01:34 AM


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أريد رأيكم في هذا الموضوع فقد وجدته في منتدى على مذهب أهل السنة والجماعة وجزاكم الله خير الجزاء وزادكم من علمه وفضله
هل قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم كتاب الله وسنتي
الجواب
ليس لرواية ( كتاب الله وسنتي ) سند صحيح قط ، فكل الطرق التي وردت بها هذه الرّواية ضعيفة ، ونحن سنستعرض طرقها ونبين جهة الضعف في سندها .
الطريق الأول : قال الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين : ( حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس " وأخبرني " إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، ثنا جدي ، ثنا ابن أبي أويس حدثني أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله (ص) خطب الناس في حجة الوداع فقال : قد يئس الشيطان بأن يعبد بأرضكم ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا ، يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه الرواية ) (1) . ورواه البيهقي في السنن الكبرى فقال : ( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، ثنا جدي ، ثنا ابن أبي أويس ، ثنا أبي ، عن ثور بن يزيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس الخ ) (2) .
وسند البيهقي هو نفسه سند الحاكم النيسابوري وهذا السند ساقط ففيه إسماعيل بن عبد الله ابن أبي أويس وأبوه وهما ضعيفان يسرقان الحديث ، قال يحيى بن معين : ( أبو أويس وابنه ضعيفان ) (3) ، وقال : ( ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث ) (4) ، وقال عن الإبن : ( مخلط يكذب ليس بشيء ) (5) ، وقال : ( إسماعيل بن أبي أويس لا يساوي فلسين ) (6) ، وقال النسائي : ( ضعيف ) (7) وقال مرة : ( ليس بثقة ) (8) ، وقال النضر بن سلمة المروزي : ( هو كذاب ) (9) ، وقال الدار قطني : ( لا أختاره في الصحيح ) (10) وقال أبو القاسم اللالكائي : ( بالغ النسائي في الكلام عليه إلى أن يؤدي إلى تركه ، ولعله بان له ما لم يبن لغيره ، لأن كلام هؤلاء كلهم يؤول إلى أنّه ضعيف ) (11) ، وقال ابن عدي : ( روى عن خاله أحاديث لا يتابع عليها أحد ) (12) ، وقد اعترف على نفسه بوضع الحديث فكان يقول : ( ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء بينهم ) (13) . وقال علي بن المديني عن الأب : ( كان عند أصحابنا ضعيفاً ) (14) ، وقال النسائي : ( ليس بالقوي ) (15) ، وقال أبو حاتم : ( يكتب حديثه ولا يحتج به وليس بالقوي ) (16) . وفي السند عكرمة مولى ابن عباس وقد اتهموه بالكذب على ابن عباس ، يقول سعيد بن المسيب لغلامة " برد " : ( يا برد إياك وأن تكذب عليّ كما يكذب عكرمة على ابن عباس ) (17) ، وقد قيّده علي بن عبد الله بن عباس على باب الكنيف ! ولمّا قيل له عن سبب ذلك ؟ قال : ( إنه يكذب على أبي ) (18) ، وقد كذبه سعيد بن جبير وابن سيرين وغيرهما (19) .
الطريق الثاني : قال الحاكم في المستدرك على الصحيحين : ( أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ، ثنا داود بن عمر الضبي ، ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة ( رض ) قال : قال رسول الله (ص) : ( إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ، كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) (20) . ورواه البيهقي في السنن الكبرى فقال : ( أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد ، أنبأ أبو أحمد حمزة بن العباس ، ثنا عبد الكريم بن الهيثم ، أنبأ العباس بن الهيثم ، ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة الرواية ) (21) . ورواه ابن عدي في الكامل قال : ( أنا أبو يعلى ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، ثنا صالح بن موسى الطلحي ، ثنا عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة الرواية ) (22) . ورواه الدار قطني في سننه قال : ( حدثنا أبو بكر الشافعي ، نا أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن عمارة بن القعقاع ، نا داود بن عمرو ، نا صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة الرواية ) (23) . ورواه العقيلي في ضعفائه قال : ( حدثنا موسى بن إسحاق حدثنا محمد بن عبيد المحاربي ، حدثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة الرواية ) (24) . وسند هذه الطريق في مختلف المصادر المذكورة ينتهي إلى صالح بن موسى الطلحي بنفس باقي السند ، وهذا السند ساقط أيضاً لوجود صالح الطلحي فيه وهو ضعيف واه متروك الحديث ليس بشيء ، قال الذهبي : ( واهٍ ) (25) ، وقال في ميزان الاعتدال : ( ضعيف ) (26) ، وقال في سير أعلام النبلاء : ( ليس بحجة ) (27) ، وقال النسائي : ( متروك الحديث ) (28) ، وقال مرة : ( لا يكتب حديثه ، ضعيف ) (29) ، وقال ابن حجر : ( متروك ) (30) ، وقال ابن معين : ( ليس بثقة ) (31) ، وقال مرة : ( ليس حديثه بشيء ) (32) ، وقال أبو نعيم الأصفهاني : ( يروي المناكير عن عبد الملك بن عمير وغيره متروك ) (33) ، وقال البخاري : ( منكر الحديث ) (34) ، وقال العقيلي بعد أن روى رواية هو في طريقها : ( لا يتابع عليه ولا على شيء من حديثه ) (35) ، قال ابن حبّان : ( كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة ، لا يجوز الاحتجاج به ) (36) ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : ( سألت أبي عن صالح بن موسى الطلحي فقال : ضعيف الحديث ، منكر الحديث جداً ، كثير المناكير عن الثقات ، قلت : يكتب حديثه ؟ قال : ليس يعجبني حديثه ) (37) .
الطريق الثالث : قال ابن حبان : ( حدثنا أحمد بن سعيد قال : ثنا عبد الواحد قال : ثنا هشام عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (ص) : لقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب وسنة نبيه ) (38) . وهذا الطريق سنده ضعيف ، ففيه ( هشام بن سلمان المجاشعي ) قال عنه ابن حيان : ( منكر الحديث جداً ينفرد عن الثقات بالمناكير الكثيرة وعن الضعفاء بالأشياء المقلوبة على قلة روايته ، لا يجوز الاحتجاج به فيما وافق فكيف إذا انفرد ) (39) ، وذكر ابن حجر في لسان الميزان أنّ موسى بن إسماعيل المنقري ضعفه (40) . وفيه ( يزيد بن أبان الرقاشي ) قال عنه النسائي : ( متروك ) (41) ، وقال الذهبي ضعيف (42) ، ومثله قال ابن حجر (43) ، وكان شعبة يتكلم فيه (44) ، وقال شعبة : ( لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن يزيد ) (45) ، وقال عبد الله بن أدريس : ( سمعت شعبة يقول لأن أزني أحب إليّ من أن أروي عنه يزيد وأبان ) (46) ، وقال ابن سعد : ( كان ضعيفاً قدرياً ) (47) ، قال ابن معين : ( ليس حديثه بشيء ) (48) ، وقال مرة : ( ضعيف ) (49) وضعفه الدار قطني والبرقاني (50) .
الطريق الرابع : ما في كتاب الموطأ لمالك : ( وحدثني عن مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله (ص) قال : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه ) ( موطأ مالك 2/899 ) . وهذا الطريق ضعيف ، فهو خبر مرفوع لا سند له ، فلا يعلم من هو الذي أبلغ مالك به وعمّن أخذه .
وعليه فإن كل طرق هذا الخبر ضعيفة ، وإن ورد في غير المصادر التي أشرنا إليها فهو إمّا من طريق ابن أبي أويس وأبيه أو من طريق صالح بن موسى الطلحي أو أنه مرفوع لا سند له .
فثبت ولله الحمد أن حديث الثقلين بلفظ ( وسنتي ) أو ( وسنة نبيه ) حديث ضعيف ، بل حكم الشيخ حسن بن علي السقاف بوضعه فقال في كتابه صحيح شرح العقيدة الطحاوية : ( وأمّا حديث : تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي ، الذي يردده الناس فيما بينهم ويقوله الخطباء على المنابر فحديث موضوع مكذوب وضعه الأمويون وأتباعهم ليصرفوا الناس عن هذا الحديث الصحيح في العترة ، فانتبه جيداً ! وقد ذكرت جميع طرقه وبينت ما في أسانيده من الكذابين والوضاعين في آخر كتابي صحيح صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله ص 289 فارجع إليه إن شئت التوسع)(*) للموضوع تتمة تخص ما هو إذن الحديث الصحيح
******
وجدت هذا الموضوع أيضا بهذه الصيغة في أحدى منتديات الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
كثيرا سمعنا بالراديو وكثيرا ما شاهدنا بالتلفاز وكثيرا ما قرأنا بالكتب والجرائد وغيرها قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" ‘إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي وإنكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي" فهل هوا حديث صحيح يستحق كل هذه الأهمية وهل هوا موجود في صحاح المسلمين وهل هوا متفق عليه عندهم فهل لهذا الحديث طرق صحيحة تثبت صحة صدوره عنه صلى الله عليه وآله ، وما مدى صحة الحديث الوارد بلفظ ( كتاب الله وعترتي ) ؟ الجواب ليس لرواية ( كتاب الله وسنتي ) سند صحيح قط ، فكل الطرق التي وردت بها هذه الرّواية ضعيفة ، ونحن سنستعرض طرقها ونبين جهة الضعف في سندها .
فالحديث الموجود في الصحيحين هو ما كان بلفظ ((كتاب الله وعترتي)). وأمّا لفظ ((كتاب الله وسنّتي)) غير موجود في الصحيحين وهو موجود على في الموطأ والمستدرك بدون لفظ ((الثقلين)).
روى الترمذي عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)
عن ابن عباس أن رسول الله (ص) خطب الناس في حجة الوداع فقال : قد يئس الشيطان بأن يعبد بأرضكم ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا ،يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه الرواية ) ( المستدرك على الصحيحين 1/171 رواية رقم : 318 . ) .
حديث ( كتاب الله وعترتي ) فهو حديث صحيح له طرق عديدة صحيحة وحسنة ، وقد صححه علماء أهل السنة ، وأذكر هنا بعض طرقه الصحيحة وأسماء جملة من العلماء من أهل السنة ممن صححه : فمن طرقه الصحيحة ما رواه الطبراني في المعجم الكبير قال : ( حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال حدثنا عمرو بن عون الواسطي ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله (ص) : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ) (51) . ورجال سند هذا الطريق كلهم من الثقات عند أهل السنة ، فـ ( علي بن عبد العزيز ) هو الحافظ البغوي ، الثقة المأمون (52) ، و ( عمرو بن عون الواسطي ) هو أبو عثمان السلمي البزار الحافظ الثبت الثقة ، من رجال البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبي داود ، (53) ، و ( خالد بن عبد الله ) هو خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان الواسطي الحافظ الثقة الثبت ، أخرج له الجميع (54) ، و ( الحسن بن عبيد الله ) هو الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي أبو عروة ثقة فاضل ، أخرج له الجميع عدا البخاري (55 ) ، و ( أبو الضحى ) هو مسلم بن صبيح الهمداني العطار ، ثقة فاضل من رجال الجميع (56) .
وقال الطبراني : ( حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله (ص) : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) . ورجال سند هذا الطريق كلهم من الثقاة عند أهل السنة فـ ( معاذ بن المثنى ) ثقة متقن ، و( علي بن المديني ) هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المعروف بابن المديني ، أحد الحفاظ الأثبات أمير المؤمنين في الحديث ، و ( جرير بن عبد الحميد ) هو جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي ، ثقة من رجال الجميع ، والحسن بن عبيد الله وأبو الضحى مرّ الكلام عنهما .
أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) . أحمد بن حنبل في مسنده
وفي صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وآله . ( وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ) وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال
وأخرج المتقي الهندي في كنز العمال حديثا يقرب من حديث مسلم المتقدم .
وفي صحيح الترمذي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصوى ، يخطب فسمعته يقول : ( يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ) .
الترمذي - بعد إيراده الحديث - : وفي الباب عن أبي ذر ، وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد . وفيه أيضا : عن زيد بن أرقم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما )
وأما كتاب الله وسنتي فهوا ضعيف
الموطأ لمالك : ( وحدثني عن مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله (ص) قال : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه ) ( موطأ مالك 2/899 ) . وهذا الطريق ضعيف ، فهو خبر مرفوع لا سند له ، فلا يعلم من هو الذي أبلغ مالك به وعمّن أخذه . وعليه فإن كل طرق هذا الخبر ضعيفة ، وإن ورد في غير المصادر التي أشرنا إليها فهو إمّا من طريق ابن أبي أويس وأبيه أو من طريق صالح بن موسى الطلحي أوأنه مرفوع لا سند له .
ورد في بعض المصارد السنية لفظ ( وسنتي) بدل ( وعترتي ) وبالتالي قد يدّعي البعض أن حديث ( وعترتي ) معارض بحديث ( وسنتي ) فنقول أولا : لقد ذكرنا أن حديث ( وعترتي ) من الأحاديث المتواترة وحديث ( وسنتي ) ليس كذلك والمتواتر مقدم على غيره ، فثبت تقديم حديث ( وعترتي ) على خبر ( وسنتي)
. وثانيا : أن حديث ( وعترتي ) حديث صحيح مروي بأسانيد صحيحة وحسنة وخبر ( وسنتي ) ليس كذلك ، فالصحيح مقدم على غيره ، فوجب تقديم حديث ( وعترتي ) .
ثالثا : أنقل هنا قولاً لأحد علماء أهل السّنة في حديث له حول هذا الحديث وهو الحسن بن علي السقاف الشافعي قال : (( سئلت عن حديث : { تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله و } هل الحديث الصحيح بلفظ (( عترتي وأهل بيتي )) أو هو بلفظ (( سنتي )) نرجو توضيح ذلك من جهة الحديث وسنده ؟ الجواب : الحديث الثابت الصحيح هو بلفظ (( وأهل بيتي )) والرواية التي فيها لفظ (( سنتي )) باطلة من ناحية السند والمتن ، و روى الحديث مسلم في صحيحه (4/3781 برقم 2408 طبعة عبد الباقي ) عن سيدنا زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة ، فحمد الله فأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ثم قال : ( أما بعد : ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ) هذا لفظ مسلم ، ورواه أيضاً بهذا اللفظ الدارمي في سننه ( 2/431 – 432 ) بإسناد صحيح كالشمس ، وغيرهما أما لفظ (( وسنتي )) لا شك بأنه موضوع لضعف سنده ووهائه ولعوامل أموية أثرت في ذلك فكيف يقترن القرآن الكريم بالسنة التي لم تدون الا بعد150سنة من موت الرسول صلى الله عليه وآله
فلقد منعت من التدوين وأحرقت على زمن الخلفاء وحجتهم خوفهم الاختلاط بالقرآن كما يدعون فالقرآن كتابة وكذلك السنة مكتوبة فلابد للكتابة من تفسير وتصحيح من لدن العترة فهم القرآن الناطق الملازم للقران إلى يوم القيامة لأنهم لن يفترقا حتى يردوا على الحوض
فعلى خطباء المساجد والوعّاظ والأئمة أن يتركوا اللفظ الذي لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن يذكروا للناس اللفظ الصحيح الثابت عنه عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم (( كتاب الله وأهل بيتي )) أو (( عترتي ))
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على أشرف أنبيائه محمد وآله الطيبين الطاهرين .



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

كاتب هذا إما أنه رافضي أو مـتأثّر بالرافضة !
فإن كان رافضيا فالتخريج ليس تخريج رافضي ، وقد يكون سَرَقَه مِن تخريجات بعض أهل السنة.

والرافضة يختصرون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بحرف الصاد (ص) ، والـتَّرَضي بِحَرف الراء والضاد (رض) !

وفي تلك الأقوال أباطيل ، منها اتّهام عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما .
قال عنه ابن حجر في " التقريب " : عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس ، أصله بربري ، ثِـقَـة ثَبْت عالم بالتفسير ، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ، ولا تثبت عنه بدعة . اهـ .

ومِنها :
ادِّعاء أن الوصية بالسنة باطلة ، بِحجّة أن السنة التي لم تُدَوَّن إلاَّ بعد150سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا باطِل مِن وُجوه :
الوجه الأول : أن كِتابة السنة كان معروفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم خَطَب عام الفتح ، فجاء رجل من أهل اليمن يُقال له : أبو شاه ، فقال : اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اكْتُبُوا لأَبِي شَاهٍ . قال الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ : قُلْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ : مَا قَوْلُهُ اكْتُبُوا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ الْخُطْبَةَ الَّتِي سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وكان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يَكتب كل شيء سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فنهتني قريش ، وقالوا : أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا ، فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فِيه ، فقال : أكتب ، فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلاَّ حَقّ . رواه أبو داود والحاكم وابن أبي شيبة .

وقال أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلَا أَكْتُبُ . رواه البخاري .

الوجه الثاني : أنه لو تأخَّر تدوين السنة ، فإن الوصية بالسنة ، التي هي سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بِكُتب السنة التي دُوّنت ، فإن السنة كانت محفوظة في الصدور كما حُفِظ القرآن.

الوجه الثالث : لا يمنع أن يُوصِي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء يَعْلَم أنه سيكون مِن بعده ، كما أوصَى بالتمسّك بِسُنّته عليه الصلاة والسلام ، وبِسُنّة الخلفاء الراشدين ، فقال عليه الصلاة والسلام : عليكم بِسُنَّتِي ، وسُـنَّة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد وغيره . وهو حديث صحيح .
وقال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح .

الوجه الرابع : أننا مأمورون باتِّبَاع سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد صحّ عند أهل السنة قوله عليه الصلاة والسلام : تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ . رواه مسلم .
ومما أُمِرْنا به في كتاب الله عَزّ وَجَلّ الأخذ بِما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، والانتهاء عمّا نهى عنه عليه الصلاة والسلام .
قال تعالى : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .

وقال عليه الصلاة والسلام : إني قد تَرَكْتُ فيكم شيئين لن تَضِلّوا بعدهما : كتاب الله وسُنَّتِي ، ولن يتفرقا حتى يَرِدا عليّ الحوض . رواه الحاكم والبيهقي ، وحَسَّنه الألباني .
والأحاديث الواردة في التمسك بالسنة كثيرة .
والتمسّك بالسُّـنَّـة نَفْي للبِدعة ، وتَرْك السُّنة ونَبْذها مِن لوازمه الأخذ بالبدعة .


وأما حديث " العِتْرَة" ، فإن المقصود به الوصية بالعِتْرَة .
ففي صحيح مسلم مِن حديث زيد بْنِ أَرْقَمَ مفروعا : أَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ . فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ : وَأَهْلُ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي .

قال ابن تيمية عن محبة آل البيت : مَحَبّتُهم عِندنا فَرْض واجب ، يُؤجَر عليه ، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة ، فقال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله - فَذَكَر كِتاب الله وحَضَّ عليه - ثم قال : وعِتْرَتِي أهل بيتي ، أُذَكِّرُكم في أهل بيتي ، أُذَكِّرُكم الله في أهل بيتي .

وسَبَق بيان معناه هنا :
لماذا لا يذكر أهل السنة حديث العترة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5709

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



رد مع اقتباس