عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : أبوعمر المنتدى : إرشـاد القـصــص
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-01-2015 الساعة : 11:22 PM

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

رواها ابن أبي الدنيا في " مكائد الشيطان " عن ابن عُمر بإسناد ضعيف ، وذَكَرها السيوطي في " الدر المنثور " .
والذي يَظهر أنها قصة باطلة لسببين :
الأول : أن نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام أعرف مِن أن يسأل الله التوبة لإبليس ، وقد سَبق مِن الله طرد إبليس ولعنته وإمهاله إلى يوم البعث ، وأن هذا لا يُخلَف ولا يُبدَّل .
الثاني : ما فيه مِن الأمْر بالسجود لِلقَبْر ، وهذا شِرْك بالله .
ولئن جاز السجود لآدم حيًّا تشريفا له وتحية ، فلا يجوز السجود له بعد موته ، فضلا عن السجود لِقبر آدم .

وسجود الملائكة لآدم سجود تحية وتشريف ، كما سَجَد إخوة يوسف ليوسف عليه الصلاة والسلام . وهذا كان جائزا في شريعتهم دون شريعتنا .

قال البغوي : الأصح أن السجود كان لآدم على الحقيقة ، وتضمن معنى الطاعة لله عز وجل بامتثال أمْرِه ، وكان ذلك سجود تعظيم وتحية لا سجود عبادة ، كَسُجود إخوة يوسف له في قوله عز وجل : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) ، ولم يكن فيه وَضْع الوَجه على الأرض إنما كان انحناء ، فلما جاء الإسلام أبطل ذلك بالسلام . اهـ .

وقال القرطبي : واخْتَلَف الناس في كيفية سجود الملائكة لآدم بعد اتفاقهم على أنه لم يكن سجود عبادة ؛ فقال الجمهور : كان هذا أمْرًا للملائكة بِوَضع الجباه على الأرض ، كالسجود المعتاد في الصلاة ، لأنه الظاهر مِن السجود في العُرف والشرع ، وعلى هذا قيل : كان ذلك السجود تكريما لآدم وإظهارا لِفَضْله ، وطاعة لله تعالى، وكان آدم كالقِبْلة لنا . ومعنى" لآدم " : إلى آدم ، كما يُقال صَلّى للقبلة ، أي : إلى القبلة ...
واخْتُلِف أيضا : هل كان ذلك السجود خاصا بآدَم عليه السلام ، فلا يجوز السجود لغيره من جميع العالَم إلاّ لله تعالى ، أم كان جائزا بعده إلى زمان يعقوب عليه السلام، لقوله تعالى : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) ، فكان آخر ما أُبِيح من السجود للمخلوقين ؟ والذي عليه الأكثر أنه كان مُباحا إلى عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأوْرَد القرطبي قول سعيد بن جبير عن قتادة عن الحسن : في قوله : (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا) قال : لم يكن سجودا ، لكنه سُنة كانت فيهم ، يُومئون برؤوسهم إيماء ، كذلك كانت تحيتهم .
وأوْرَد قول الثوري والضحاك وغيرهما : كان سجودا كالسجود المعهود عندنا ، وهو كان تحيتهم .
وقيل : كان انحناء كالركوع ، ولم يكن خُرورا على الأرض ، وهكذا كان سلامهم بالتكفّي والانحناء .
ثم قال القرطبي : وقد نَسَخ الله ذلك كله في شرعنا ، وجعل الكلام بَدَلا عن الانحناء .
وأجمع المفسرون أن ذلك السجود على أي وجه كان فإنما كان تحية لا عبادة ، قال قتادة : هذه كانت تحية الملوك عندهم ، وأعطى الله هذه الأمة السلام تحية أهل الجنة . قلت : هذا الانحناء والتكفّي الذي نُسِخ عنا قد صار عادة بالديار المصرية ، وعند العجم ، وكذلك قيام بعضهم إلى بعض ، حتى إن أحدهم إذا لم يُقَم له وَجَد في نفسه كأنه لا يُؤبَه به ، وأنه لا قَدْر له ، وكذلك إذا الْتَقَوا انحنى بعضهم لبعض ، عادة مستمرة ، ووراثة مستقرة لا سيما عند التقاء الأمراء والرؤساء ! نَكَبوا عن السنن ، وأعرضوا عن السنن .

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس