عرض مشاركة واحدة

النصر قادم
مشرف
رقم العضوية : 361
الإنتساب : Nov 2012
المشاركات : 41
بمعدل : 0.01 يوميا

النصر قادم غير متواجد حالياً عرض البوم صور النصر قادم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي هل صح أن وحشي قتل حمزة رضي الله عنه بأمر من جبير بن مطعم
قديم بتاريخ : 03-01-2022 الساعة : 09:19 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا
شيخنــا الفاضل: في شبكة التواصل الاجتماعي شفت معلومة بأن وحشي بن حرب رضي الله عنه
الذي قتل حمزة رضي الله عنه بأمر مِن سيِّده جبير بن مطعم رضي الله عنه انتقامًا لعمه طعيمة بن عدي ، وليس صحيحا بأنه بأمر من هند بن عتبة رضي الله عنها ولا أصل لهذا وإنما افتراه أقوام لتشويه صورتها
فما هو الصحيح ؟

_____________________________________


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

الصحيح أن وحشي بن حرب رضي الله عنه قَتَل حمزة رضي الله عنه بأمْر مِن سيِّده جبير بن مطعم رضي الله عنه انتقامًا لِعمّه طُعيمة بن عَديّ .
روى البخاري من طريق جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال : خَرَجتُ مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ، فلما قدِمنا حِمص قال لي عبيد الله بن عدي : هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة ؟ قلت : نعم ، وكان وحشي يسكن حمص ، فسألنا عنه ، فقيل لنا هو ذاك في ظل قصره ، كأنه حَمِيت ، قال : فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير ، فسلّمنا فَرَدّ السلام ، قال : وعبيد الله مُعْتَجِر بِعِمامته ما يَرى وحشيّ إلاّ عَينيه ورجليه ، فقال عبيد الله : يا وحشي أتعرفني ؟! قال : فنظر إليه ، ثم قال : لا والله ، إلاّ أني أعلم أن عدي بن الخيار تَزوج امرأة يُقال لها أم قِتال بنت أبي العيص ، فولدت له غلاما بمكة ، فكنتُ أسْتَرْضِع له ، فَحَمَلْتُ ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فَلَكأنّي نظرتُ إلى قَدمَيك ! قال : فكشف عبيد الله عن وَجهه ، ثم قال : ألا تُخبرنا بِقتْل حمزة ؟ قال : نعم ، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر ، فقال لي مولاي جُبير بن مطعم : إن قَتَلْتَ حَمزة بِعَمّي ، فأنت حُرّ ، قال : فلما أن خرج الناس عام عَيْنَيْن ، وعَيْنَيْن جبل بِحِيال أُحُد بينه وبينه وادٍ ، خَرَجتُ مع الناس إلى القتال ، فلما أن اصطفوا للقتال خرج سِباع ، فقال : هل مِن مُبارز ؟ قال : فَخَرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال : يا سِباع يا ابن أم أنمار مُقطّعة البظور ، أتُحادّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ثم شَدّ عليه فكان كَأمْس الذّاهب ، قال : وكَمَنتُ لحمزة تحت صخرة ، فلما دنا مني رميته بِحَربتي فأضعها في ثُنّته حتى خَرَجَتْ مِن بَين وَرْكيه ، قال : فكان ذاك العهد به ، فلما رجع الناس رجعتُ معهم ، فأقمت بمكة حتى فَشا فيها الإسلام ، ثم خَرَجْتُ إلى الطائف ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا ، فقيل لي : إنه لا يُهيّج الرُّسل ، قال : فَخَرَجْتُ معهم حتى قَدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال : آنت وحشي ؟ قلت : نعم ، قال : أنت قتلت حمزة ؟ قلت : قد كان مِن الأمر ما بَلَغك ، قال : فهل تستطيع أن تُغيّب وَجهك عني ؟ قال : فَخَرَجْتُ فلما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فَخَرج مُسيلمة الكذاب قلتُ : لأخْرُجنّ إلى مسيلمة لعلي أقتله ، فأكافئ به حمزة ، قال : فَخَرَجْتُ مع الناس فكان مِن أمره ما كان ، قال : فإذا رجل قائم في ثُلمة جدار كأنه جَمل أوْرق ثائر الرأس قال : فَرَمَيْتُه بِحَرْبتي فأضعها بين ثَدْييه حتى خَرَجَتْ مِن بين كَتفيه قال : ووثب إليه رجل مِن الأنصار فَضَرَبه بالسيف على هامَته .
قال : قال عبد الله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : فقالت جارية على ظهر بيت : وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود !

ويُحتَمل أن وحشي رضي الله عنه قَتَل حمزة بناء على أمْر مِن سيِّده جبير بن مطعم رضي الله عنه .
وتكون هند بن عتبة رضي الله عنها شجّعَت وَحشي وكافأته على ذلك ؛ فقد ذَكَر ابن إسحاق في " المغازي " في خبر يوم أُحُد : أن أبا سفيان خرج وهو قائد الناس معه بِهِند ابنة عتبة بن ربيعة ... وكانت هند بنت عتبة كلما مَرّت بِوحشيّ أوْ مَرّ بها قالت : أبا دسمة اشف واشتف ، وكان وحشي يكنى بأبي دسمة ..
وذَكَر ابن إسحاق أن هند بنت عتبة رضي الله عنها أعطت خذمها وقلائدها وقرطيها وَحشيا غلام جبير بن مطعم ، وبَقَرَتْ عن كَبد حمزة فَلاكَتها فلم تستطيع أن تُسيغها . اهـ .

ولا يَعيب هند بن عتبة رضي الله عنها ولا غيرها ما وَقع منهم في حال الشِّرك والكفر ؛ لأن الكفر أعظم الذنوب ، والتوبة تهدِم وتَجُبّ ما قبلها ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

والله تعالى أعلم .


المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

رد مع اقتباس