عرض مشاركة واحدة

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي أكره ان يعيب أحد قبيلتى هل هذا من العصبية القبلية المذمومة؟
قديم بتاريخ : 09-02-2010 الساعة : 04:08 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
مشكلة أعاني منها وأقلقتني
أسأل الله أن يغفر لي أشعر أن بي بقايا من جاهلية العصبية القبلية ...
أتمنى أن أتخلص منها .... أشعر بحبي الشديد لقبيلتي والدفاع عنها ...
رغم أني لا أتهجم على القبائل الأخرى ولا أعيب على أحد شيئاً بلساني
لكن في قلبي أكره بعض القبائل
و أكره أن يعيب أحد قبيلتي وأدافع عنها عند حصول ذلك
هل هذا من العصبية القبلية المذمومة ؟؟

بصراحة سؤال حيرني




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله لنا ولك العون والتوفيق

ليس هذا مِن العصبية القبلية الْمَقِيتَة ، فَكَون الإنسان يُحِبّ قبيلته ، أو ينتسب إليها لا يُعتبر من العصبية المذمومة .

وإنما يُذمّ في هذا الباب أحَد أمْرَين :

الأول : أن يتعصّب لِقَبِيلته بحيث يَكون معها في الخير والشرّ ، على حد قول الشاعر :
وما أنا إلاَّ مِن غُزية إن غَوَتْ *** غَويت ، وإن تَرْشُد غُزية أرْشُد !

الثاني : أن يَحمِل هذا الحب للقبيلة صاحِبه على ازْدِراء الناس واحتِقارهم ؛ فهذا ضَرْب مِن الكِبر ، ونوع مِن الخيلاء ، وهو دَعْوى الجاهلية التي جاء الإسلام بِذمِّها .
فإذا كان الانتِساب للقبيلة وحُبّها يَحْمِل صاحبه على الطَّعن في أنساب الناس ، أو التفاخُر عليهم بِحيث يَتعالَى عليهم ؛ فهذا مِن أمور الجاهلية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بقائها في الناس .
قال عليه الصلاة والسلام : أربع في أُمَّتي مِن أمْر الجاهلية لا يتركونهن : الفَخْر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة . رواه مسلم .

وأما كُرْه بعض القبائل ، فإن كان لِشيء تُعاب به القبيلة مِن أمور الجاهلية ، فَلَه وَجْه .
وإن كان لِغير ذلك ، فلا وَجْه له .
لأن الأصل أن تكون المحبة والموالاة والمعادَاة للمؤمنين بِغضّ الـنَّظَر عن أصولهم .
لأن الميزان الشرعي هو التقوى ، لقوله تبارك وتعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
ولقوله عليه الصلاة والسلام : لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى . رواه الإمام أحمد .
وقال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع : ألاَ كُل شيء مِن أمْر الجاهلية تحت قدمي مَوضوع . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عِبّية الجاهلية وفخرها بالآباء ، مؤمن تقي ، وفاجر شقي ، أنتم بنو آدم ، وآدم من تراب ، ليدعن رِجال فخرهم بأقوام إنما هُم فَحم مِن فَحم جهنم ، أو ليكونن أهْون على الله من الْجُعْلان التي تَدفع بأنْفِها الـنَّـتَن . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

رد مع اقتباس