[ناصرة السنة]

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود بعد إذنك شيخنا الكريم أن أستفسرك عن حكم إضافة أسماء الله الحسنى إلى الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن ندعوه بأسمائه الحسنى ، وهناك أدعية قد صحت ووردت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، فهل يجوز دعاء الله ببعض أسمائه الحسنى وفق ما تقتضيه حالتي قبل ذكر الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم
كأن أقول مثلا يا سميع يا عليم يا حي يا قيوم : اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
أم يجب علي الاكتفاء فقط بمباشرة الدعاء دون البدء بدعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى حتى نأتي بالنص كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دون زيادة ؟
حفظك الله شيخنا الفاضل وأسعدك في الدارين


الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بِمثل ما دعوت .

ما كان مِن الأذكار فلا تجوز الزيادة عليه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّم البراء بن عازب رضي الله عنه دعاء النوم ، فقال : إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت .
فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة ، واجعلهن آخر ما تتكلم به .
قال البراء : فرددتها عليى النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت : اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت : ورسولك الذي أرسلت . قال : لا وَنَبِيّك الذي أرسلت . رواه البخاري ومسلم .

وأما الأدعية فلا بأس بأن تُسبَق بالثناء على الله عَزّ وَجَلّ ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِع رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجّدِ الله وَلَمْ يُصَلّ عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : عَجِلَ هَذَا . ثُمّ دَعَاهُ فَقَالَ - لَهُ أوْ لِغَيْرِهِ - : إذا صَلّى أَحْدُكُمْ فَلْيبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمّ يُصَلّي عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثُمّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شاء . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم ، وصححه على شرط مسلم ، ورواه ابن حبان . وصححه الألباني والأرنؤوط .

وسبق :
كيف أثني على الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=10653


والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض