عرض مشاركة واحدة

طالبة علم
مشرف
رقم العضوية : 765
الإنتساب : May 2015
الدولة : دار الفناء
المشاركات : 880
بمعدل : 0.27 يوميا

طالبة علم غير متواجد حالياً عرض البوم صور طالبة علم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي ما معنى تصديق مريم بكلمات ربها وكتبه ولماذا الكتب بصيغة الجمع ؟
قديم بتاريخ : 23-04-2021 الساعة : 07:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

شيخنا الفاضل عبدالرحمن السحيم

علماء المسلمون يقولون أن الكتب المنزلة مصدرها واحد، كتاب القرآن، ومصدره من الله أليس هذا صحيحا ؟

في سورة التحريم الآية 12 قوله تعالى: ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) ..( الكتب جاءت بصيغة الجمع ) اذ لم يكن الإنجيل قد أنزل بعد ؟ فقط كانت التوراة .
ما هي هذه الكتب التي صدقتها مريم اذن ؟

تفضلوا بقبول فائق الإحترام



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الكُتُب السماوية مصدرها واحد ، وهو ربّ العِزّة سبحانه وتعالى ، وليست واحدة ؛ لأن كل رسول له شريعة مختلفة ، وإن اتّفقت الشرائع في إثبات ثلاث : النبوّات والمعاد والتوحيد .

قال الإمام السمعاني : قرئ : " بِكَلِمَة ربها " فمعنى الكلمات ما أخبر الله تعالى مِن البشارة بعيسى وصِفَتِه وكَرَامته على الله ، وغير ذلك .
ويُقال : " بِكَلِمَات ربها " أي : بآيات ربها .
وأما قوله : " بِكَلِمَة ربها " هو عيسى عليه السلام .
وقوله : " وكِتَابه " أي : الإنجيل ، وقُرئ : " وكُتُبِه " أي : التوراة والزبور والإنجيل . اهـ .

ويُمكن القول بأنه على الْجَمْع ( وكُتُبِه ) بأن مَن صدّق بِكتاب واحد ، فهو مُصدِّق بِجميع الكُتُب ، كما أن مَن كذّب بِكِتاب واحد فكأنما كذّب بها جميعا . ويُقال مثل ذلك في الإيمان بالرُّسُل والتكذيب بهم . كما قال تعالى عن قوم نوح عليه الصلاة والسلام : (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً) ، وكما قال عزّ وجلّ : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) ، مع أنهم لم يُكذِّبُوا إلاّ نوحا عليه الصلاة والسلام . إلاّ أن من كذّب بِرسول واحد كَمَن كذّب بِجميع الرُّسُل ؛ لأن أصل الرسالات واحد ، والْمُرْسِل واحد ، وهو الله تبارك وتعالى .

أو باعتبار ما سيكون مِن تصديقها بالإنجيل .

والله تعالى أعلم .

المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


رد مع اقتباس