عرض مشاركة واحدة

نبض الدعوة
الصورة الرمزية نبض الدعوة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 67
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 469
بمعدل : 0.09 يوميا

نبض الدعوة غير متواجد حالياً عرض البوم صور نبض الدعوة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي لماذا حثّ الرسول فقراء الصحابة على الذِّكر ولم يقل لكم أجر أعمال الأغنياء بنيّتكم ؟
قديم بتاريخ : 13-02-2013 الساعة : 03:59 AM


السؤال
السلام عليكم ورحمه الله
شيخنا الفاضل استشكل علي مسألة
وهي مسألة النوايا، النية تحتاج إلى عمل، النية وحدها هل يترتب عليها الأجر أم لا ؟
أنا أضرب لك مثال الصحابة أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله «ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، يتصدقون ولا نتصدق، يحجون ولا نحج»، وفي بعض الروايات «يعتقون ولا نعتق»، فذكروا أنهم يفعلون بعض الخير، ولكن بعض الخير يعجزون عنه لأنها مسألة نفقات، ، هنا هم ينون عمل الخير والتقرب إلى الله تعالى بمثل عمل هؤلاء، فلو كان معهم مال كانوا تصدقوا وكانوا حجوا، وكانوا اعتقوا، النبي في هذا الحديث قال: «ألا أخبركم بما تدركون به من سبقكم ولا يسبقكم من بعدكم إلا أن يأتي بمثل ما عملتم، قال: تسبحون وتحمدون، وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثة وثلاثين» السؤال هنا :
لماذا لم يكتف النبي بقولهم أنت تؤجرون بنيتاكم إنما دلهم على عمل ؟ لماذا لم يقل لهم أن نيتكم الصالحة توازي هذا العمل الذي يفعلونه .
الحديث الآخر «إنما الدنيا لأربعة نفر» ذكر فيها أن أحدهم كان عنده مال وعلم والثاني كان عنده علم وليس عنده مال، قال لو أن لي مال مثل لفلان لعملت مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء، الله ما هما في الأجر سواء وفي حديث أهل الدثور دلهم على عمل ولم يقل في الأجر سواء حتى أنهم لم رجعوا بعد ذلك قالوا «قد علم أهل الدثور بما فعلنا ففعلوا مثلنا قال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» لم يقل لهم فعلتم عملت ما عليكم تأخذون مثل أجرهم، لماذا دلهم على عمل ولم يكتفي بمجرد النية ؟
بارك الله فيكم أرجو التفصيل



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

يُؤجَر الإنسان على نِيّته إذا لم يتمكّن مِن أداء العَمَل ، أو منَعه مانِع مِن الإتيان به .
ويُؤجَر على نِيّته إذا تعدّت إلى الْهَمّ بالعمل ، وإن لم يعمل ، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما : إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك ؛ فَمَن هَمّ بِحسنة فلم يَعْملها كَتَبها الله عنده حَسَنة كاملة ، وإن هَمّ بها فَعَمِلها كَتَبها الله عزّ وَجَلّ عنده عَشر حسنات إلى سبعمائة ضِعف إلى أضعاف كثيرة . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ . رواه البخاري ومسلم .

وأما إرشاده عليه الصلاة والسلام للفقراء إلى العمل ؛ لأن العمل المذكور يُعادِل ما ذَكَروا مِن أعمال أصحاب الأموال ، بدليل قوله عليه الصلاة والسلام : أَفَلا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ , وَتَسْبِقُونَ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَلا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ , إلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟
ولأن نفوس فُقَرَاء الْمُسْلِمِين تتطلّع إلى المسابقة ، وإلى المسارَعة في الخيرات ؛ فَدَلّهم على العَمَل الذي يُدرِكون به مَن سَبَقَهم ، ويسبِقون به مَن بعدهم .
ولو اقتَصَروا على النيّة لَمَا حَصَل لهم ذلك الفَضل في الْمُسَابَقة ، بل يُكونون في رُتبة مثل رُتبة الأغنياء .

والله تعالى أعلم .



المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد



رد مع اقتباس