عرض مشاركة واحدة

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1830  
كاتب الموضوع : عبد الرحمن السحيم المنتدى : منتـدى الحـوار العـام
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-11-2020 الساعة : 07:12 AM

لا تسأل الناس شيئا ، ولا تتَطَلّع إلى ما في أيديهم ؛ فالناس فُقراء ، والله هو الغني الْحَمِيد

💎 لمّا بايَع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أسَرّ كَلِمَةً خَفِيَّة قال : وَلا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا . قال عَوْفُ بن مَالِكٍ الأشْجَعِيّ رضي الله عنه : فَلَقَد رَأَيْتُ بَعْض أُولَئِك النّفَر يَسْقُط سَوْط أحَدِهِم ، فَمَا يَسْأَلُ أحَدًا يُنَاوِلُه إيّاه . رواه مسلم .

💎 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن يَتَكفّلُ لي أن لا يَسألَ النَّاسَ شيئا ، وأتَكفّل له بِالْجَنّة ؟ فقال ثَوْبان رضي الله عنه : أنا ، فكان لا يسألُ أحدًا شيئا .
وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن يَتَقَبّل لي بِوَاحِدة أتقبّل له بِالْجَنّة ؟
قال ثَوْبَان رضي الله عنه : قلت : أنا .
قال : لا تَسألِ الناس شيئا . فَكَان ثَوْبان رضي الله عنه يَقع سَوطُه وهو راكبٌ ، فلا يَقُول لأحدٍ نَاولْنِيه ، حتى يَنْزلَ فيَأخُذَه . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

وحَثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه على الاستِغناء والاستعفاف ، فقال : مَن يَسْتَعْفِف يُعِفَّه اللّه ، وَمَن يَسْتَغْن يُغْنِه اللّه ، وَمَن يَتَصَبّر يُصَبّره اللّه ، وَمَا أُعْطِي أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأوْسَع مِن الصّبْر . رواه البخاري ومسلم .

🔶 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الاسْتِغْنَاء : أنْ لا يَرْجُوَ بِقَلْبِه أحَدًا فَيَتَشَرّف إليه ، وَالاسْتِعْفَاف : ألاّ يَسْأَل بِلِسَانِه أحَدًا .
وَلِهَذا لَمّا سُئِل أحْمَد بن حَنْبَل عَن التّوَكّل فقال : قَطْعُ الاسْتِشْرَاف إلى الْخَلْق ؛ أيْ : لا يَكُون فِي قَلْبِك أنّ أحَدًا يأتِيك بِشَيء ، فَقِيل لَه : فَما الْحُجّة في ذَلِك ؟ فقال : قَوْلُ الْخَلِيل لَمّا قال لَه جبرائيل : هَل لَك مِن حَاجَة ؟ فقال : أمّا إلَيْك فَلا .
فَهَذا وَمَا يُشْبِهُه مِمّا يُبَيّن أنّ الْعَبْدَ فِي طَلَب مَا يَنْفَعُه ، وَدَفْع مَا يَضُرّه لا يُوَجّه قَلْبَه إلاّ إلى اللّه تعالى .
(مجموع الفتاوى)

💎 ومِن التّربِيَة النّبَوِيّة على الاستِعفَاف : قوله عليه الصلاة والسلام لِعُمر رضي الله عنه : إذا جَاءَك مِن هَذا المَالِ شَيءٌ وَأنْت غَيْر مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ ؛ فَخُذْه ، وَمَا لاَ فَلاَ تُتْبِعْه نَفْسَك . رواه البخاري ومسلم .

اللهم إنّا نسألك الْهُدى والتّقَى والعفاف والغِنى

رد مع اقتباس