عرض مشاركة واحدة

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : إرشـاد القـصــص
افتراضي إشكالية حول موقف بعض الصحابة مِن آل البيت
قديم بتاريخ : 18-03-2010 الساعة : 06:39 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لو سمحت شيخي الفاضل عندي عدة أسئلة طرحت في موضوع عن أهل البيت ومكانتهم وهذه هي الأسئلة أرجوا الإجابة عليها وشكراً..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من كان رحمة للعالمين
محمد بن عبدالله وآلة الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وبعد
جميل اختي ما كتبته قلمك من "حب السلف واهل السنة والجماعة لاهل البيت "
ولكن لدي سؤال لو تكرمتي : اذا كان اهل السنة والجماعة وبالاخص الصحابة يحبون اهل بيت الرسول
فلم وقعت كل هذه الظلامات بحقهم ؟؟؟
الم يسم الحسن بن علي بن ابي طالب من زوجته جعدة بنت الاشعث بامر من معاوية ؟؟
ذكرت سؤال واحد إحتراما لقوانين المنتدى وسوف أطرح البقية لا حقاً

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وأين هي المظالم المزعومة ؟
أما أهل السنة فقد عامَلُوا الحسن بن عليّ رضي الله عنهما أفضل مما عاملته الرافضة !

فالرافضة قالوا عن الحسن رضي الله عنه : خاذل المؤمنين ! وقالوا عنه : مُسوّد وُجوه المؤمنين !
وذلك لأنه تنازل عن الخلافة لِمعاوية رضي الله عنه .
بل وحاولوا قَتْلَه رضي الله عنه . وهذا مُثبَت في كُتب الرافضة قبل كُتب أهل السنة !

ولَمّا خَطَب الحسَن رضي الله عنه في أصحابه ، كان مما قال : ألاَ وإن ما تَكرهُون في الجماعة خير لكم مما تُحبون في الفُرقة ، ألاَ وإني ناظرٌ لكم خيرا مِن نظركم لأنفسكم فلا تُخالِفُوا أمْري ، ولا تَردّوا عليَّ رأيي، غفر الله لي ولكم وأرشدني وإياكم لِمَا فيه المحبة والرضا ، نَظر الناس بعضهم إلى بعضٍ وقالوا: ما تَرَونه يريد بما قال ؟ نَظنّه والله يريد أن يُصالح معاوية ويُسلِّم الأمر إليه، فقالوا : كَفَر والله الرَّجل !
ثم شدّوا على فُسطاطِه فانْتَهَبُوه ، حتى أخذوا مُصلاّه مِن تحته ! ثم شدَّ عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي ، فَنَزَع مِطرَفه مِن عَاتِقِه ، فبَقي جالِسًا مُتَقَلّدا السيف بغير رداء ، ثم دعا فَرسه فَرَكِبه وأحْدَقَتْ بِه طوائف مِن خاصّته وشِيعته ومَنعوا مِنه أرادَه بِسُوء ، فخرج عليه السلام إلى المدائن .. فلمّا مرَّ في مُظلِم سَابَاط بَدَرَ إليه رَجل مِن بني أسد يقال له الجرّاح بن سِنان ، فأخَذ بِلِجَام بَغْلَته وبِيدِه مِغْول ، وقال : الله أكبر ، أشْرَكْتَ يا حَسَن كمَا أشْرَك أبُوك مِن قَبل !
ثم طَعَنه في فَخِذه فَشَقّه حتى بَلَغ العَظم ، ثم اعتنقه الحسَن عليه السلام مِن الوَجَع وخَرّا معًا إلى الأرض ...
فازْدَادَت بَصِيرة الْحَسَن عليه السلام بِخِذلان القَوم له ، وفسَاد نِيَّات الْمُحَكِّمَة فيه بما أظهروه له مِن السّب والتكفير واستحلال دمه ونَهْب أمواله، ولم يبقَ معه مَن يأمَن غَوائلَه إلاّ خاصة من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، وهُم جماعة لا تَقُوم لأجْنَاد الشام .
فكتب إليه معاوية في الْهْدْنَة والصُّلْح (الإرشاد ، للمُفيد (1/11 – 13) [رافضي] )

وقال زيد بن وَهْب الْجُهَنيّ : لَمّا طُعِن الحسن بن علي (عليه السلام) بالمدائن ، أتيته وهو مُتَوَجِّع ، فقلتُ : ما تَرى يا ابن رسول الله ، فإن الناس مُتَحَيِّرُون ؟ فقال : أرى – والله – أن معاوية خيرٌ لي مِن هؤلاء ، يَزْعُمُون أنهم لي شيعة ؛ ابْتَغَوا قَتْلِي ، وانْتَهَبُوا ثَقَلي ، وأخَذُوا مَالِي . والله لئن آخذ من معاوية عَهْدًا أحقن به دَمِي ، وآمَن به في أهلي ، خَيرٌ مِن أن يَقتلوني فيَضيع أهل بيتي وأهلي . والله لو قاتَلتُ معاوية لأخذوا بِعُنُقِي حتى يَدْفَعوني إليه سِلْم . (الاحتجاج ، للطَبَرسي (2/9) [رافضي])

وهذا مِمّا نَقَلته كُتب الرافضة قبْل غيرهم !

ولَمّا صالَح الْحَسَنُ معاويةَ بِسَببِ ما نَالَه مِن أهل الكُوفة وما نَزَل به ... خَرج معاوية فخَطَب الناس، وأمَر رجلاً أن يُنادِي بالحسَن بن علي، فقام إليه، فقال: قُم يا حَسن فَكَلِّم الناسَ، فقام فتشَهّد في بَديهَتِه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس ، فإن الله هَدَاكم بِأوّلِنا ، وَحَقَنَ دماءكم بآخِرِنا ، وإن لهذا الأمْر مُدّة ، والدُّنيا دُوَلٌ ... ثم قال في كلامه ذلك : يا أهل الكوفة ، لو لم تُذْهَلْ نفسي عنكم إلاّ لِثَلاث خِصَال لَذَهِلْتُ : مَقْتَلكم لأَبِي ، وسَلْبكم ثقلي ، وطَعنكم في بَطني ، وإني قد بَايَعتُ معاوية ، فاسْمَعُوا له وأطيعوا .
وقد كان أهل الكوفة انتهبوا سُرَادق الحسَن وَرَحْلَه ، وطَعَنوا بالخنجَر في جَوفه ، فلمّا تَيَقّن ما نَزَل به انقَاد إلى الصلح. (مُرُوج الذّهب ، للمسعودي (2/431) [شِيعيّ] )



وهذا كنت ذكرته وبيّنته هنا :
يستشهد الروافض بأحاديث من كُتب السنة في ذمّ معاوية رضي الله عنه ، فكيف يُرد عليهم ؟

وبيّن كثير مِن شُبُهات الرافضة هنا :
الإجابات الْجَلِـيَّـة عن الشُّـبُهات الرافضية

وهذا يُؤكِّد كذب ما قيل مِن إن الحسن رضي الله عنه سُمّ بِأمْر معاوية ؛ لأن معاوية رضي الله عنه لم يكن يخشى من قيام الحسن رضي الله عنه عليه ، كيف وهو الذي تنازل له عن الخلافة ؟ وحقق بذلك نبوّة جدّه صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصْلِح به بين فئتين عظيمتين مِن المسلمين . رواه البخاري

وأين هو الإثبات لِما تزعمه الرافضة من ظُلْم آل البيت ؟
زعموا أن الصحابة رضي الله عنهم ظلموا آل البيت حقّهم !
وهذه فِرية وكذب .

ويكفينا قول عليّ رضي الله عنه وقول ابنه الحسن رضي الله عنه ..
أما قول عليّ رضي الله عنه فهو قوله عن أبي بكر رضي الله عنه : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة لم يُقْتَل قَتْلاً ، ولم يَمُتْ فجأة ، مرض ليالي وأياما يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة ، وهو يرى مكاني فيقول : ائت أبا بكر فليُصَلِّ بالناس . فلما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَظَرتُ في أمري فإذا الصلاة عظم الإسلام وقِوام الدِّين ، فَرضينا لِدنيانا مَن رَضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ، بايعنا أبا بكر . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى وابن عبد البر في التمهيد وابن عساكر في تاريخ دمشق .

وفي رواية : قال عَليّ بن أبي طالب : إن رسول الله مَرِض لَيَالِي وأيامًا يُنادَى بَالصّلاة فيَقول : مُرُوا أبا بكر يُصلّي بالناس ، فلمّا قُبِض رسول الله نَظَرْتُ فإذا الصلاة عَلَم الإسلام ، وقِوام الدِّين، فَرِضِينا لِدُنْيَانا مَن رَضِي رسول الله لِدِيننا ، فبَايَعنا أبا بَكر .

وكان عليّ رضي الله عنه يُفضِّل الشيخين ..
قال محمد بن علي رضي الله عنهما لأبيه عليّ رضي الله عنه : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان ، قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلاَّ رَجُل مِن المسلمين . رواه البخاري .
وقال عليّ رضي الله عنه : لا أوتي بِرَجل فضلني على أبي بكر وعمر ، إلا جلدته حد المفتري .

عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه شَهِد بِفَضل أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه ، وبايَعَهُما

قال عليّ رضي الله عنه : إنا قد عَرَفْنا يا أبا بكر فَضِيلتك ، وما أعطاك الله ، ولم نَنْفَس عليك خَيرا سَاقَه الله إليك ، ولكنك استَبْدَدت علينا بِالأمر ، وكُنّا نَحن نَرى لَنا حَقّا لِقَرَابَتِنا مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يَزل يُكلّم أبا بكر حتى فاضَت عَيْنَا أبي بكر ، فلمّا تَكَلّم أبو بكر ، قال : والذي نفسي بيده ، لَقَرَابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليّ أن أصِل مِن قَرَابَتي ، وأما الذي شَجَر بِينِي وبَينكم مِن هذه الأموال ، فإني لم آلُ فيها عن الْحَقّ ، ولم أتُركْ أمْرا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلاّ صَنَعته ، فقال عليّ لأبي بكر : مَوْعِدك العَشِيّة للبَيْعة ، فلمّا صَلّى أبو بكر صلاة الظهر ، رَقِيَ على الْمِنْبَر ، فتَشَهّد وذَكَر شأن عليّ وتَخَلّفَه عن البَيْعة ، وعُذْرَه بِالذي اعتَذر إليه ، ثم استغفر وتَشهّد علي بن أبي طالب ، فعَظّم حَقّ أبي بكر ، وأنه لم يَحمِله على الذي صَنَع نَفَاسَة على أبي بكر ، ولا إنكارا للذي فَضّله الله به ، ولَكِنّا كُنّا نَرَى لَنا في الأمر نَصِيبا ، فاسْتَبَدّ علينا بِه ، فوَجَدْنا في أنفسِنا ، فَسُرّ بِذلك المسلمون ، وقالوا : أصَبْتَ ، فكان المسلمون إلى عليّ قريبا حين رَاجَع الأمر المعروف . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليّ رضي الله عنه : كنتُ إذا سَمِعتُ مِن رسول الله حديثا نَفَعَنِي الله به بِمَا شاء أن يَنْفَعَني مِنه ، وإذا حَدَّثني غَيْرُه اسْتَحْلَفْتُه ، فإذا حَلَف لي صَدّقتُه ، وحَدّثني أبو بَكر وصَدَق أبو بكر. رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي في " الكُبرى " وابن ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .

ولَمّا طُعِن عمر رضي الله عنه دَخَل عليه عليّ رضي الله عنه ، فَتَرَحّم عَلى عُمَر ، وقال : مَا خَلَّفْت أحَدًا أَحَبَّ إليّ أنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْل عَمَلِه مِنْك ، وَأيْمُ اللهِ إنْ كُنْتُ لأَظُنّ أنْ يَجْعَلَك اللَّه مَع صَاحِبَيْك ، وَذَاكَ أنّي كُنْت أُكَثّرُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ يَقُول : جِئْتُ أنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَدَخَلْتُ أنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، وَخَرَجْتُ أنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَإنْ كُنْتُ لأَرْجُو ، أَوْ لأَظُنّ ، أنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا . رواه البخاري ومسلم .

قال النووي : وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَضِيلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَشَهَادَةُ عَلِيّ لَهُمَا ، وَحُسْنُ ثَنَائِه عَلَيْهِمَا ، وَصِدْقُ مَا كَانَ يَظُنّه بِعُمَر قَبْل وَفَاتِه ، رَضِي اللّه عَنْهم أجْمَعِين .
(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجّاج)

وقال ابن حَجَر : وَفِي هَذَا الْكَلام أنّ عَلِيًّا كَان لا يَعْتَقِدُ أنّ لأَحَدٍ عَمَلا فِي ذَلِك الْوَقْتِ أفْضَلَ مِن عَمَل عُمر .
(فتح الباري)

وأما قول الحسن رضي الله عنه ، فهو قوله لأخيه الحسين رضي الله عنه حين حضرت الْحَسَن الوفاة : يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لَمَّا قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورَجا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تعدوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بويع ثم نُوزع حتى جرّد السيف وطلبها فما صفا له شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفك سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك .

ونحن أهل السنة نعرف قَدْر عليّ رضي الله عنه .
وكنت أشرت إلى شيء من ذلك هنا :
سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين


وزعموا أن فاطمة رضي الله عنها ماتت غاضبة على أبي بكر ، وهذا كذب أيضا .
وكنت بيّنت حقيق ذلك في سيرتها العطرة هنا :

وهنا :
هل معاوية وجيشه فئة باغية ؟ وما صِحة منْع أبي بكر فاطمةَ مِن ميراث أبيها ؟
https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16279

وزعموا أن عمر رضي الله عنه لَطَم فاطمة رضي الله عنها ، وهذا كذب وافتراء
وكيف يكون هذا مِن عُمر رضي الله عنه ، وهو الذي رغِب في مُصاهرة عليّ رغبة في النسب الشريف ؟

" كُلّ سَبَب ونَسَب يَنْقَطِع إلاَّ سَبَبِي ونَسَبِي " رواه مِن حديث عُمر : عبد الرزاق والطبراني في الكبير وفي الأوسط ، ومِن طَرِيقِه الضياء في المختارة ، ورواه البيهقي في الكبرى .
وقال الهيثمي في الْمَجْمَع : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل ، وهو ثقة .
وقال الألباني في الصحيحة : صَحِيح بِمَجْمُوع طُرُقِه . اهـ .
وله شَواهِد مِن حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، ومِن حَدِيث الْمِسْوَر بن مَخْرَمَة .
وفي بعض طُرُقه سبب استشهاد عمر رضي الله عنه بهذا الحديث ، ورغبته في أن يكون له نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
فقد روى عبد الرزاق من طريق عكرمة قال : تزوّج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، وهي جارية تلعب مع الجواري ، فجاء إلى أصحابه فدعوا له بالبركة فقال : إني لم أتزوج مِن نشاط بي ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنّ كُلّ سَبب ونَسب منقطع يوم القيامة إلاَّ سببي ونسبي ، فأحببت أن يكون بيني وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب .

وأطال ابن كثير في تفسيره في إيراد ما يتعلق بهذه المسألة .
(وهي ثابِتة في كُتب الرافضة) !

وكيف يرغب عمر رضي الله عنه في مصاهرة عليّ رضي الله عنه والزواج بابنة فاطمة رضي الله عنها ، ثم يُزعَم أن عمر رضي الله عنه لَطَم فاطمة رضي الله عنها ؟؟!!

بل إن الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا يغضبون إذا سمعوا من يسبّ عليًّا رضي الله عنه .
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : أقبل سعدٌ من أرض له ، فإذا الناس عكوفٌ على رجل ، فاطّلع فإذا هو يسبُّ طلحة والزبير وعلياً ، فنهاه ، فكأنما زاده إغراءً ، فقال : فقال : ويلك ! تريدُ أن تسبَّ أقوامًا هم خيرٌ منك ؟ لتنتهينّ أو لأدْعُونّ عليك . فقال :كأنما تخوفُني نبيّ من الأنبياء ! فانطلق فدخل دارًا فتوضأ ، ودخل المسجد ثم قال : اللهم إن كان هذا سبّ أقواما قد سبقت لهم منك حُسنى ، أسخطك سبُه إياهم ، فأرني اليوم آيةً تكونُ للمؤمنين آية . قال : وتخرج بُختيةٌ مِن دار بني فلان لا يردُها شيء حتى تنتهي إليه ، ويتفرّقَ الناسُ ، وتجعلَه بين قوائمها وتطأه حتى طَفي ، قال : فأنا رأيت سعداً يتبعه الناس يقولون : استجاب الله لك يا أبا إسحاق - مرتين - رواه الطبراني في الكبير ، وقال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، ورواه ابن أبي شيبة مختصراً .
قال الإمام الذهبي : في هذا كرامة مشتركة بين الداعي ، والذين نِيلَ منهم .

دَخَل سعيد بن زَيد بن عَمرو بن نُفَيْل رضي الله عنه على الْمُغِيرَة بن شُعْبَة مَسجد الكوفة الأكبَر ، فَرَحَّبَ بِهِ الْمُغِيرَةُ وَأَجْلَسَهُ عِنْد رِجْلَيْه عَلَى السَّرِير ، فَبَيْنَا هُو عَلَى ذَلِك إذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُدْعَى قَيْسَ بْنَ عَلْقَمَةَ ، فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةُ فَسَبَّ وسَبَّ ، فَقَال لَه الْمَدَنِيُّ : يَا مُغِيرُ بْنَ شُعْبٍ ، مَنْ يَسُبُّ هَذَا الشَّابُّ ؟ قَال : سَبَّ عَلِيَّ بنَ أبِي طَالِبٍ ، فقَال لَه مَرَّتَيْن : يَا مُغِيرُ بْنَ شُعْبٍ ، ألاَ أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبُّونَ عِنْدَكَ لا تُنْكِرُ وَلا تُغَيِّرُ ، فَإِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَبِمَا وَعَى قَلْبِي ، فَإِنِّي لَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ مِن بَعْدِهِ كَذِبًا فَيَسْأَلَنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ أنَّهُ قَال : أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَآخَرُ تَاسِعٌ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ، قَال : فَخَرَجَ أهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَه بِاللَّه : يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنِ التَّاسِعُ ؟ قَال : نَشَدْتُمُونِي بِاللَّهِ ، وَاللَّهُ عَظِيمٌ ، أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَاشِرُ ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا : وَاللَّهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَوْمًا وَاحِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَفْضَلُ مِنْ عِلْمِ أَحَدِكُمْ وَلَوْ عُمِّرَ عُمْرَ نُوحٍ . رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد وأبو داود .

ودعاوى الرافضة في ظُلْم الصحابة رضي الله عنهم لعليّ رضي الله عنه أو لفاطمة رضي الله عنها دعاوى عريضة ، والدعوى لا تُقبَل إلاّ بِبيّـنة ..

وعلى من قال قولاً أن يُثبته ، ولا يكتفي بِمجرّد سماع ذلك القول ، أو تلقّيه كابِرًا عن كابِر ! وأبًا عن جَدّ !


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم



التعديل الأخير تم بواسطة ناصرة السنة ; 18-03-2010 الساعة 07:03 PM.

رد مع اقتباس