[النصر قادم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من خير ونفع فضيلة الشيخ
هل يجوز للأهل وهل من حقهم طرد ابنتهم المطلقة الفاسدة من البيت لأنها شوهت سمعتهم بين الناس .
بارك الله فيكم

_____________________________________

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

يُنظَر في المصلحة والمفسَدة ؛ فإن كان طَرد المرأة الفاسدة مِن البيت سيؤدِّي إلى زيادة فسادها ؛ فلا يجوز طردها ، ويَجب أطْرُها على الحقّ ومَنعها مِن الفساد والإفساد .
وإن كان طردها سيؤدّي إلى إدخالها دار رعاية ونحوها ، بحيث تُكَفّ عن الشرّ والفساد ؛ فتُخرَج إليها ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمَر بإخراج الْمُخنّثين مِن البيوت .
ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : لعن النبي صلى الله عليه وسلم الْمُخنّثين مِن الرجال ، والْمُتَرَجِّلات مِن النساء ، وقال : أخرجوهم من بيوتكم . قال : فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا ، وأخرج عُمر فلانا . رواه البخاري .

وبوّب عليه الإمام البخاري : باب نَفْي أهل المعاصي والْمُخَنَّثِين . وبوّب عليه أيضا : باب إخراج الْمُتَشَبِّهِين بالنساء مِن البيوت .
والإسلام جاء بِتقدير المصالِح والمفاسِد ؛ ولذا كان الزاني غير الْمُحصَن يُغرّب عن بلده سَنَة ، ولا تُغرّب المرأة عن بلدها إلاّ مع ذي مَحرَم لها عند مَن يقول : تُغرّب المرأة ؛ لِترتّب مفسدة أكبر على تغريبها عن بَلدِها لِوَحدها .
وقال الإمام مالك : يُغرّب الرَّجل ولا تُغرّب المرأة . وبه قال الاوزاعي .

ويجب هَجرها حتى يَصلح حالها .
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَهجر على ما هو أقلّ مِن ذلك .
قالت عائشة رضي الله عنها : ما كان خُلُق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن الكذب ، فإن كان الرجل يَكذب عنده الكذبة ، فما يَزال في نفسه عليه حتى يَعلم أنه قد أحدث منها توبة . رواه عبد الرزاق ومِن طريقه الترمذي وابن حبان ، وصححه الألباني والأرنؤوط .

ومع ذلك : يُدْعَى له بالصلاح والهداية .

وسبق الجواب عن :
كيف تتصرف مع ابنتها العاقة سيئة السمعة والأخلاق ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=30688

ما حكم مَن تُفرّط في نفسها وتُلوّث سمعتها مِن أجل المال ؟
http://ashwakaljana.com/vb/showthread.php?t=30749

صديقتي افَترَتْ عليّ ، فهَجَرتُها . فهل تُرفع أعمالي إلى الله ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4309

والله تعالى أعلم .


المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم