الموضوع:
ما حكم من تفرط في نفسها وتلوث سمعتها من أجل المال
عرض مشاركة واحدة
النصر قادم
مشرف
رقم العضوية : 361
الإنتساب : Nov 2012
المشاركات : 41
بمعدل : 0.01 يوميا
مشاركة رقم :
1
المنتدى :
إرشـاد المـرأة
ما حكم من تفرط في نفسها وتلوث سمعتها من أجل المال
بتاريخ : 24-01-2022 الساعة : 09:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم من تفرط في نفسها وتلوث سمعتها من أجل المال ؟
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
_____________________________________
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
لا بارك الله في مال لا يَحمي عِرضا .
وكانت العرب في جاهليتها تبذل المال والنَّفْس والنفيس في سبيل حِفْظ العِرض .
قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه :
أصونُ عرضي بمالي لا أدنسهُ *** لا بَارَكَ اللَّهُ بعدَ العِرْضِ في المالِ
أحتالُ للمالِ إن أوْدى فأجمعهُ ***ولسْتُ لِلعِرْضِ إن أوْدَى بِمُحتالِ
وما يُغني المال إذا ذَهَبَت الأعراض ؟
وما يُغني المال إذا ذَهَبَت الصِّحّة ؟
وما يُغني المال إذا ذَهَبَت الدنيا وبَقيَت الْحسرَة ؟
وفي الحديث الصحيح : يُؤتَى بأنْعَم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيُصْبَغ في النار صَبْغَة ، ثم يُقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مَرّ بِكَ نَعِيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، ويُؤتَى بأشدّ الناس بُؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيُصْبَغ صبغة في الجنة ، فيُقال له : يا ابن آدم هل رأيت بُؤساً قط ؟ هل مَرّ بِك شِدّة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مَرّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط . رواه مسلم .
والإنسان يُسأل يوم القيامة ويُحاسَب عن ماله : مِن أين اكتسبه ؟ وفيمَ أنْفَقه ؟
فالدنيا حلالها حِساب ، وحرامها عِقاب .
والمال الْمُكتَسَب مِن حَرام لا بَرَكة فيه ، والمال الحرام زاد إلى النار ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يَربُو لَحْم نَبَت مِن سُحت إلاَّ كانت النار أوْلَى به . رواه الإمام أحمد والترمذي . وصححه الألباني .
وصاحِب المال الْمُكتَسَب مِن حرام مَحْرُوم ؛ إن تَصدّق ، أو عمل خيرا ؛ لا يُقبَل منه ، وإن تَرَك المال مِن بعده ، كان عليه وُزره وغُرْمُه ، ولِغيره غُنْمُه .
وقول الله أصدق وأبلغ : (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) ثم قال تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) .
جاء في تفسير قوله تعالى : (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) : إذا مات . وإذا تَردّى في جهنّم .
فما يُغني المال ، وما ذا يَنفع ؟ وقد اكتسبه صاحِبه مِن حرام ..؟
والذي يَطلب السعادة في الحرام ، كالذي يتطَلّب اللذّة في السّم والْمُرّ ، أو كالذي يُريد أن يُسيِّر السفينة على اليابسة !
قال ابن القيم : مَن طلب لذّة العيش وطِيبه بِما حَرّمه الله عليه عاقَبه بنقيض قصده ، فإن ما عند الله لا يُنال إلاّ بطاعته ، ولم يَجعل الله معصيته سببا إلى خير قطّ ، ولو عَلِم الفاجر ما في العفاف مِن اللذة والسرور وانشراح الصدر وطيب العيش ، لَرَأى أن الذي فَاتَه مِن اللذة أضعاف أضعاف ما حصل له . اهـ .
وكان سفيان الثوري كثيرا ما يتمثّل بهذين البيتين :
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها ... مِن الحرام ويبقى الوِزر والعار
تبقى عواقب سوء في مَغبّتها ... لا خير في لذة من بعدها النار
والله تعالى أعلم .
المجيب فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
النصر قادم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى النصر قادم
زيارة موقع النصر قادم المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها النصر قادم
البحث عن جميع مواضيع النصر قادم