![]() |
هل الدعاء على الظالم يخفِّف مِن عقوبته ؟
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله من فضلك هل الدعاء على الظالم يخفف من عقوبته ؟ وجزاك الله خيرا http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وحَفِظَك الله ورَعَاك . نعم ؛ لأن المظلوم ربما يقتَصّ ممن ظَلَمه بالدعاء عليه ، بل ربما تَعَدَّى المظلوم وتجاوز وأخَذ أكثر مِن مَظْلَمَته ، فصَار ظالِمًا . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن اعتاد الانتقام ولم يصبر لا بُدّ أن يقع في الظُّلم ، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها ، لا عِلما ولا إرادة ، وربما عَجِزَت عن الاقتصار على قدر الحق ، فإن الغضب يَخرج بصاحبه إلى حدّ لا يَعقل ما يقول ويفعل ، فبينما هو مظلوم ينتظر النصر والعز، إذ انقلب ظالما ينتظر المقت والعقوبة . وبيَّن شيخ الإسلام أن " المظلمة التي ظُلمها هي سبب إما لتكفير سيئته ، أو رفع درجته ، فإذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفرة لسيئته ، ولا رافعة لدرجته . كما بَيَّن رحمه الله أن عفو المظلوم وصبره مِن أكبر الجُند له على خصمه ، فإنّ مَن صبر وعفا كان صبره وعفوه موجبا لِذلّ عدوه ، وخوفه وخشيته منه ومن الناس ، فإن الناس لا يسكتون عن خصمه ، وإن سكت هو ، فإذا انتقم زال ذلك كله . اهـ . وربما كانت ذنوب المظلوم حارِسة للظَّالِم ! غزا محمد بن واسع خراسان مع قُتيبة ، فَرَعوا الزرع ، وأخذ هو بعنان فرسه يتخلل به الأودية . فقال له دهقان القرية : أنت الذي أهلكتني ، قال : كيف ؟ قال : لولا أنت لَهَلَك هؤلاء ! قال ابن القيم : اقتضت حكمة الله العزيز الحكيم أن يأكل الظالم الباغي ويتمتع في خَفَارَة ذُنوب الْمَظْلُوم الْمَبْغِيّ عليه ، فَذُنُوبه مِن أعظم أسباب الرَّحْمة في حقّ ظَالِمِه . اهـ . وسبق : توجيه لكي أعفو عن من ظلمني http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=10051 إذا دعا المظلوم بأكبر مما تعرض له .. هل تستجاب دعوته ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=15202 سؤال عن معنى قول فضيلتكم (وربما كانت ذنوب المظلوم حِراسة للظالِم) ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9987 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 01:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى