تفسير قوله تعالى ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم )
السؤال بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخي بارك الله فيك سائلة تسأل عن تفسير قوله تعالى ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم )كنت بأفسر لها الآية من كتب التفسير لكن يا شيخ قالت هل الله لا يعلم الغيب ؟ ما عرفت وش أجاوب وجزاك الله خير http://www.riadalsona.com/upload/file-1346793084bg.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . سبحان مَن لا تَخْفَى عليه خافية في الأرض وفي السماء . عِلْم الله سابِق على الْخَلْق . وقد يَرِد العِلْم ويُراد به الرؤية . قال ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية : تَأْوِيلُ الآيَةِ إِذَنْ : وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِي هَؤُلاَءِ الْقَائِلِينَ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ مَوَاعِظَ الْقُرْآنِ وَعِبَرَهُ ؛ حَتَّى يَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ حُجَجَهُ مِنْهُ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ وَأَنَّهُمْ مِمَّنْ كُتِبَ لَهُمُ الشَّقَاءُ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ . وَلَوْ أَفْهَمَهُمْ ذَلِكَ حَتَّى يَعْلَمُوا وَيَفْهَمُوا لَتَوَلَّوْا عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ ، وَهُمْ مُعْرِضُونَ عَنِ الإِيمَانِ بِمَا دَلَّهُمْ عَلَى حَقِيقَتِهِ مَوَاعِظُ اللَّهِ وَعِبَرُهُ وَحُجَجُهُ مُعَانِدُونَ لِلْحَقِّ بَعْدَ الْعِلْمِ بِهِ . اهـ . قال البغوي : (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ) ، أي : لأسْمَعَهم سَمَاع الـتَّفَهّم والقَبول . اهـ . وهذا كَقَوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) قال البغوي : أي : عِلْم الوُجود ، يريد : حتى يتبين الْمُجَاهِد والصَّابِر على دِينه مِن غَيره . ونَقَل القرطبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : (حَتَّى نَعْلَمَ) حتى نُمَيِّز . وعن على رضي الله عنه قوله : (حَتَّى نَعْلَمَ) حتى نَرَى . وقال ابن كثير : فهذا عِلْم بالشيء بَعد كَونه ، وإن كان العِلْم السابق حاصِلاً به قبل وُجُوده . اهـ. ومثل ما وَرَد في الأحاديث أن الله تعالى يسأل الملائكة ، وهو أعْلَم . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:43 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى