منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   موقف الشاب المسلم من هذه الفتن والمحن التي تصيب الأمّة الإسلامية (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5790)

*المتفائله* 04-03-2010 08:29 PM

موقف الشاب المسلم من هذه الفتن والمحن التي تصيب الأمّة الإسلامية
 
...

سؤالي هو : ما هو موقف الشاب المسلم من هذه الفتن والمحن التي تصيب الأمّة الإسلامية ... ؟




http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/

أولاً : عدم الخوض والقيل والقال في كل قضية ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله كره لكم ثلاثا : قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال . رواه البخاري ومسلم .
الثاني : الردّ إلى العلماء ، فإن الله سبحانه وتعالى قال : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا )
والمقصود بـ ( أُولِي الأَمْرِ ) في هذه الآية هم العلماء .
قال مجاهد : هم أهل الفقه والعلم .
وقال أبو العالية : هم أهل العلم .
فالناس بعامّـة إذا نزلت بهم نازلة أو حلّت بهم فتنة سارعوا إلى الخوض فيها ، والكلام بما يعلمون وبما لا يعلمون ، وهذا معنى (أَذَاعُوا بِهِ) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أعلنوه وأفشوه .
فلا يحسن الخوض في كل نازلة ، ولا القيل والقال في كل فتنة ، فليس كل ما يُعلم يُقال ، ولا كل ما يُقال يَصلح أن يُقال في كل زمان ومكان !
وهذا سبق أن كتبت فيه موضوعا بهذا العنوان ، وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/45.htm
وعمر رضي الله عنه ، ومن هو عمر ؟ في خلافته ، وهو أمير المؤمنين يَسأل عن الفتنة ، ويَسأل الصحابة رضي الله عنهم أيهم يَحفظ لحديث الفتنة .
روى البخاري ومسلم من طريق شقيق قال : سمعت حذيفة قال : كنا جلوسا عند عمر رضي الله عنه ، فقال : أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة ؟
قال حذيفة : قلت : أنا كما قاله .
قال : إنك عليه أو عليها لجريء .
قلت : فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تُكفِّرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي .
قال : ليس هذا ، أريد ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر .
قال : ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين ! إن بينك وبينها بابا مُغَلَقاً .
قال : أيُكسر أم يُفتح ؟
قال : يُكسر .
قال : إذاً لا يُغلق أبدا .
قلنا : أكان عمر يعلم الباب ؟
قال حذيفة : نعم ، كما أن دون الغد الليلة ، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط .
قال شقيق : فهبنا أن نسأل حذيفة ، فأمرنا مسروقا فسأله ، فقال : الباب عمر .
هذا هو سؤال الصحابة لأهل الاختصاص في أحاديث الفِتن .
فحريٌّ بنا ونحن أمام أمواج من الفتن مُتلاطِمة – كل يوم تلطمنا منها فِتنة ! – أن نـرُدّ الأمر إلى العلماء ، وأن نصدر عن رأيهم ، وليس بالضرورة أن يُسأل العَالِم على الملأ ويُطلب منه أن يُجيب على الملأ ! أو نريد من العالِم أن يُجيب حسبما تُمليه علينا عواطفنا !
إذاً نحن نُريد علماء على أمزجتنا !
وربما كان لِكِبر السن أثَره في الحِكمـة والتوجيه والتروِّي ، بخلاف حال الشباب الذي يتوقّد حماسا ، ولا يُعاب على حماسه إذا ما ضبطه بالضوابط الشرعية .
والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 12:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى