هل تأثم الفتاة إذا سجلت اسمها موظفة في شركة وهي عاطلة كي يتحايل صاحب الشركة على النظام ؟
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وفقكم الله لما فيه مرضاته ،،

هذه سائلة تريد ان تستفتي ، تقول ان لأخيها منشأة و مفروض عليه نظام توظيف نسبة من المواطنين .. و الا فإنها ستغلق المنشأة
يقول اخيها انه بغير حاجة الى موظفين نظرا لاكتفاءه بالموظفين الحاليين ، يقول انا غير محتاج لهم ، اين اضعهم في الشركة ؟؟؟ لكن الحكومة تشترط علي ضرورة توظيف نسبة من المواطنين او انها ستفرض علي غرامة مالية او تُغلق منشأتي ،،
فطلب من اخته أن تسجل في شركته باسمها و سجلها المدني على انها موظفة ، و تتقاضى على ذلك مرتب و هي في البيت من دون عمل .. حتى يتجنب العقوبات ...
اخت هذا الشاب لديها تخوف من قبول مثل هذا العرض ، لأسباب التالية :
اولا هي ترغب في ان تعمل ، و لو اتيحت لها الفرصة للعمل في الشركة لقبت بذلك ،، اي انها ليست متقاعسة و غير مِهَنيّة ، لكن اخيها ليس بحاجتها لتكون موظفة في شركته كونه مكتفٍ بالموظفين الحاليين و لا مكان لها عندهم ،،
الأمر الثاني : الوظيفة اصلا مختلطة ، و هي ترفض العمل في بيئة مختلطة ، فحتى لو كان اخيها محتاجا اليها في شركته فلن تكون قادرة على العمل بها بسبب الاختلاط ..

السؤال الان من شقين :
الاول : هل يجوز ان تقبل هذا العرض ؟ ( علما بأن من يدفع لها الراتب هو صاحب الشركة اي اخيها و ليست الحكومة ..
الشق الثاني من السؤال : اذا كان ذلك في اطار الجواز ،، هل عليها اثم كون الشركة مختلطة من ناحية ان تسجيلها معهم قد يكون له دور في استمرار هذه الشركة المختلطة و قد يقع فيها منكرات نظرا للاختلاط ، فهل يكون قبولها لهذا العرض فيه اعانة على محرم ؟

و جزاكم الله خير ..

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يجوز العمل بِما يُسمّى بـ " السَّعوَدة " ؛ لِمَا فيه مِن الكذب والتحايل .
وفي الحديث : المكر والخديعة والخيانة في النار . رواه الحاكم وغيره .
قال ابن حجر في" فتح الباري " : وأما حديث " الخديعة في النار " ، فرويناه في الكامل لابن عدي مِن حديث قيس بن سعد بن عبادة قال : لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : المكر والخديعة في النار ؛ لكنت مِن أمْكَر الناس . وإسناده لا بأس به . اهـ .

ومَن ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه .
روى الإمام أحمد عن وَكِيع قال : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي الدَّهْمَاءِ ، قَالا : أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقُلْنَا : هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ؟ قَالَ: نَعَمْ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلاّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ .
وفي رواية لأحمد : إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللهِ إِلاّ أَعْطَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ .
وفي رواية له : إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءً لِلَّهِ إِلاّ آتَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ .
قال الهيثمي : رواه كله أحمد بأسانيد ، ورجالها رجال الصحيح .
وصححه الألباني والأرنؤوط .

وعلى المسلم أن يحرِص على طيب كسبِه .
قال ابن القيم : يا مُستَفْتِحا باب المعَاش بغير إقليد التقوى ، كيف تُوسِّع طريق الخطايا وتشكو ضيقَ الرِّزق ، ولو وَقَفْتَ عند مرادِ التقوى لم يَفُتْكَ مُراد . اهـ .

قال الغزالي : كانت عادة النساء في السلف : كان الرجل إذا خَرَج مِن مَنْزِله تقول له امرأته أو ابنته : إياك وكَسْب الحرام ، فإنا نصبر على الجوع والضر ، ولا نصبر على النار .

وسبق الجواب عن :
شركات توظف الصُّمّ وتصرف لهم راتب وتطلب منهم عدم الحضور . فهل المرتّب حلال؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1364
​
هل يجوز أن يأخذ الموظّفون رواتِب مِن الشركات دون أن يحضروا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=966

والله تعالى أعلم .