هل لله صِفَة الهرولة ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل .
بارك الله فيكم وفي علمكم وعملكم ووقتكم
فضيلة الشيخ
طرح أحد الإخوة موضوعات عديدة في منتدانا تتعلق بصفة الهرولة لله تعالى كما جاء في الحديث (( يقول الله تعالى : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، ومن تقرَّب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ))
ثم ذكر أقوال عدد من علماء السنة قال أنهم لا يثبتون الهرولة لله تعالى
كشيخ الإسلام ابن تيمية ، وإسحاق ابن راهويه ، والإمام الأعمش والإمام الترمذي ، والإمام الدارمي ، والشيخ السعدي رحمه الله والشيخ صالح الفوزان
فرد عليه أحد الإخوة بأن ( الصواب إثبات الهرولة كصفة خبرية فعلية لله عز وجل على قاعدة الإثبات والنفي ) وأيضا (صفة الهرولة كصفة الإتيان والمجيء والنزول نثبتها على حقيقتها أي حقيقة الخالق لا حقيقة المخلوق وحقيقة المخلوق معلومة الكيف والمعنى وحقيقة الخالق مجهولة الكيف معلومة المعنى الخاصة بحقيقته )
وطال النقاش في هذه المسألة نريد توجيهكم حفظكم الله في هذا الأمر ؟
جزاك الجنة ووالديك وحفظك من كل سوء

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
هل لله صِفَة الهرولة ؟
فأجابت اللجنة : نعم ، صِفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى : إذا تقرب إليّ العبد شبرا تقرّبت إليه ذراعا ، وإذا تقرّب إلي ذراعا تقرّبت منه باعا، وإذا أتاني ماشيا أتيته هرولة . رواه البخاري ومسلم . اهـ .
وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : صِفة الهرولة ثابتة لله تعالى ، كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي . فَذَكَر الحديث وفيه : "وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"، وهذه الهرولة صِفة مِن صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل، لأنه أخبر بها عن نفسه ، وهو أعلم بنفسه ، فَوَجب علينا قبولها بدون تكييف ، لأن التكييف قول على الله بِغير علم ، وهو حرام، وبدون تمثيل ؛ لأن الله يقول : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) . اهـ .

وقال الشيخ علوي السقاف في كتابه " صِفات الله عزَّ وَجَلّ " : الْهَرْوَلَةُ : صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالحديث الصحيح .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد