منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم الفتـاوى العامـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=15)
-   -   ما تفسير قول إبراهيم بن أدهم (لا تتعرف إلى من لا تعرف وأنكر من تعرف) ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=16876)

طالبة علم 02-06-2021 01:07 PM

ما تفسير قول إبراهيم بن أدهم (لا تتعرف إلى من لا تعرف وأنكر من تعرف) ؟
 

ما تفسير قول إبراهيم بن أدهم (لا تتعرف إلى من لا تعرف وأنكر من تعرف) ؟ جاء في باب فوائد العزلة من كتاب مختصر منهاج القاصدين؟



الجواب :

قوله : لا تتعرف إلى من لا تعرف . هذا في الحث على عدم الإكثار من الأصدقاء والإقلال من التعرّف على الناس ؛ لأن كثرة الأصدقاء مَشْغَلَة ، تَذْهَب معها الأوقات ، ويقع الإنسان بِكثرة خُلْطَة الناس في الغيبة والبُهتان ، وما أشبه ذلك .

قال ابن القيم :

الاجتماع بالإخْوان قِسْمَان :

أحدهما : اجتماع على مُؤانَسَة الطّبع وشَغْل الوقت ؛ فهذا مَضَرّته أرْجَح مِن مَنْفَعَتِه ، وأقَلّ ما فيه أنه يُفْسِد القَلْب ، ويُضِيع الوقت .

والثاني : الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة ، والتواصي بالحقّ والصّبر ؛ فهذا من أعْظم الغنيمة وأنْفَعها ، ولكن فيه ثلاث آفات :

إحداها : تَزَيّن بَعضهم لِبعض .

الثانية : الكَلام والخلطة أكثر مِن الحاجة .

الثالثة : أن يَصير ذلك شَهوة وعَادة يَنْقَطِع بها عن المقصود . اهـ .

وأما قوله : وأنكر من تعرف ، فهذا في معنى الأول ، لكنه في حقّ مَن يَعرفهم الإنسان .

وإن كان هذا ليس على إطلاقه ؛ لأن الإنسان لا بُدّ له مِن صُحبَة الناس ، وعليه أن يتخيّر الأتقياء فيصحبهم ، كما قال عليه الصلاة والسلام : لا تَصْحَب إلاَّ مُؤمِنًا ، ولا يأكل طعامك إلاَّ تَقِيّ , رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي . وحسّنه الألباني والأرنؤوط .

وقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: اسْتَكْثِرْ مِنَ الإِخْوَانِ مَا اسْتَطَعْتَ، فَإِنَّكَ إِنِ اسْتَغْنَيْتَ عَنْهُمْ لَمْ يَضُرُّوكَ، وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهِمْ نَفَعُوكَ .

والله تعالى أعلم .

المجيب فضيلة الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


الساعة الآن 07:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى