منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم الأسرة المسلمة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=13)
-   -   ما هي الأمور التي تجعل الزواج مباركا ، وما هي حقوق الزوج على زوجته ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13445)

عبد الرحمن السحيم 22-07-2015 03:19 PM

ما هي الأمور التي تجعل الزواج مباركا ، وما هي حقوق الزوج على زوجته ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص يسأل:
شيخنا الفاضل ماهي الأمور التي تجعل من الزواج مباركا والزوج سعيدا وراضي بزوجته وماهي حقوق الزوج عليها ؟


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

مِن حقوق الزوج على زوجته :

أن تُطيعه بالمعروف ، ولا تُخالِفه في نفسها ولا في مالِه ، وتحفظه في غيبته .
فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النِّسَاءِ خَيْر ؟ قَالَ : الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وهو حديث حسن ، وقد حسنه الألباني .

وأن تتجمّل له ، ولا تمتنع مِنه تلبية لِرغباته المشروعة ، لِـتُعفّه عن النظر إلى النساء .
رَوى الإمام مسلم من حديث جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ ، وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ .

وَرَوى الإمام الدارمي من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، قَال: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ ، فَأَتَى سَوْدَةَ وَهِيَ تَصْنَعُ طِيبًا ، وَعِنْدَهَا نِسَاءٌ ، فَأَخْلَيْنَهُ فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا .

وفي الحديث : أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دَخَلَتِ الجنة . رواه الترمذي وابن ماجه ، وقال الأرنؤوط : حسن لغيره .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبِق حتى يَرجِع ، وامرأة باتَت وزَوجها عليها ساخِط ، وإمام قَوم وهُم له كارِهون . رواه ابن أبي شيبة والترمذي ، وحسّنه الألباني .

وأن تعرِف المرأة قَدْر زوجها ؛ فهو جنّتها ونارها ، كما قال عليه الصلاة والسلام .
وأن تُقدِّره وتحترمه ؛ فقد كانت نساء السلف يُبالِغن في ذلك .

قالت امرأة سعيد بن المسيب : ما كنا نُكلّم أزواجنا إلاّ كما تُكلّموا أمراءكم : أصلحك الله ، عافاك الله . رواه أبو نعيم في " الْحِلْيَة " .

وقالت أم الدرداء عن أبي الدرداء : حدثني (سيّدي) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من دعا لأخيه بظهر الغيب ، قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثل . رواه مسلم .

وما ذلك إلاّ لِمعرفة المرأة العاقلة أن حقّ الزوج عليها أعظم من حقّ والِديها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا ، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَب . اهـ .

وأن تسأل المرأة النساءَ العاقلات وذوات الخبرة عن طُرُق معاملة الزوج وحُسْن الـتَّبَعُّل وكَرَم معاشرته ، وتبتعد عن نصائح الحمقاوات !
وتَنظر ما يُحبّ زوجها ، فتفعله ، وما يَكْرَه ، فتجتنبه ، وكل ذلك بالمعروف .

وأن تتعاهَد موضِع سَمِعه وبصَرِه وأنفه ، كما أوْصَت المرأة الأعرابية ابنتَها المتزوِّجة حديثا ، فقالت :
أيْ بُنَيَّة ! إِنَّك فَارَقْتِ بَيْتك الَّذِي مِنْهُ خَرَجْتِ ، وعِشّك الَّذِي فِيهِ دَرَجْت إِلَى رجل لم تَعرفيه ، وقَرِين لم تألَفِيه ، فَكُوني لَهُ أمَة يكن لَك عبدا ، واحفظي لَهُ خِصَالا عشرا تكن لَك ذخْرا :
أما الأولى وَالثَّانيَة ؛ فالخضوع لَهُ بالقناعة ، وَحسن السّمع لَهُ وَالطَّاعَة .
وَأما الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة ؛ فَالتَّفَقُّد لِمَواضِع عَيْنَيْهِ وَأَنْفه ، فَلا تقع عينه مِنْك على قَبِيح ، وَلا يشم إِلاَّ أطيب ريح .
وَأما الْخَامِسَة وَالسَّادِسَة ؛ فَالتَّفَقُّد لِوَقْت مَنَامه وَطَعَامه ، فَإِن حرارة الْجُوع مَلْهَبة ، وتنغيص النّوم مَغْضبة .
وَأما السَّابِعَة وَالثَّامِنَة ؛ فالاحتفاظ بِمَالِه ، والإرعاء على حشمه وَعِيَاله ، وملاك الأَمر فِي المَال : حُسْن التَّدْبِير ، وَفِي الْعِيَال : حُسْن التَّقْدِير.
وَأما التَّاسِعَة والعاشرة ؛ فَلا تعصِين لَهُ أمرا ، وَلا تفشي لَهُ سرا ؛ فَإنَّك إِن خَالَفْتِ أمْرَه أوْغَرْتِ صَدره ، وَإِن أفشيت سِرّه لم تأمني غَدره . ثمَّ إياك والفَرَح بَين يَدَيْهِ إِن كَانَ مُهْتَما ، والكآبة بَين يَدَيْهِ إِن كَانَ فَرِحا .
وكُونِي أشَدّ ما تَكُونِين له إعظَاما يَكُن أشَدّ ما يكون لك إكْرَاما ، وأشَدّ ما تَكُونِين له مُوَافَقة يَكُن أطْول ما تَكُونِين له مَرَافَقَة .
واعْلَمِي : أنك لاَ تَصْلِين إلى ما تُحِبّين حتى تُؤْثِرِي رِضَاه على رِضَاك ، وهَوَاه على هَوَاك ، فيما أحْبَبْتِ وكَرِهْتِ . اهـ .

وهذا : هو لُبّ الوَصِيّة ، وسِرّ السعادة الزوجيّة .
وفي السُّنّة النبويّة :
أَلا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ الْوَدُودُ ، الْوَلُودُ ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا ، الَّتِي إذا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ، ثُمَّ تَقُولُ : وَاللهِ لا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى . رواه النسائي في " الكبرى " .

ورأس مال الحياة : طاعة الله ، فاحرصي على تقوى الله في حياتك الزوجية ، وأن يكون أساسها : رِضا الله .
وإياك أن تُقدِّمي رِضا أحَد على حساب رِضا الله .
فمَن أرضَى الله رضِي الله عنه وأرضَى عنه الناس ، ومَن أسْخَط الله سَخِط الله عليه واسْخَط عليه الناس .
لا تعْصِين الله مِن أجل زوجك .
لا تَعصِين الله معه ، ولا تَعصِين الله له ، ولا تَعصِين الله فيه .

وتذكري :
أن المرأة التي لا تستحضر أن حُسن تبعّلها لِزوجها وقيامها بشؤونه ومُراعاة مَحابِّه : أنه عِبادة وقُربة وطاعة لله تعالى ؛ تَكْـثُر مِشكلاتها الزوجية .

وأن حُسْن تَبعّل المرأة وكَرَم مَعشَرِها وخِدمتها لِزَوجها ليس عَيْبا ، فقد كانت أمهات المؤمنين يَخْدِمْن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُنَّا نُعِدُّ لَه سِوَاكَه وَطَهُورَه . رواه مسلم .

وأن مِن حَصَافة المرأة أن تقرأ قَسَمات وَجْه زوجها ، ولو لم يتكلَّم .
قالت عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : فَعَرَفْتُ في وَجْهه الكَرَاهِية . رواه البخاري ومسلم .


وأن تبتعد عن المقارَنات بَيْن زوجها وبَيْن غيره ، فَلِكُلّ إنسان ظروفه وطبيعته وشخصيته واهتماماته وتوجّهاته .


وعليك بالدعاء عند كل أمْرِ ، ولو كان يسيرا ، فما لم يُيسِّره الله ، لا يتيسّر .

وسبق :
ما حكم امتناع الزوجة عن المعاشرة بسبب التعب ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18912

هل المنكرات والإسراف في الأفراح سبب لعدم التوفيق بين الزوجين ؟
http://saaid.net/Doat/assuhaim/248.htm

لماذا عظم حق الزوج إلى هذا الحدّ ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3040

هل أقدم طاعة والدتي أم طاعة زوجي ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8739

هل صحيح أنّ خِدمة المرأة لزوجها غير واجبة شرعا ؟

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1730

ما النصائح التي من الممكن أن تفيدني بإذن الله في الحياة الزوجية ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6936

امرأة تسأل : هل عدم توفيقها في الزواج قضاء وقدَر ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=18916

هل طاعة الزوج واجبة في كل شيء ؟

http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=14771

أخشى أن تكون عبادتى ليست خالصة لوجه الله
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3724


أذاتُ زوج ... إذاً هلمّي إلى أبواب الجنة الثمانية !
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6410

إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغْتَنِمْها
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=2052

وبالله تعالى التوفيق .

جمادى الأولى -
1434 هـ


الساعة الآن 01:00 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى