منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم السنـة النبويـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=24)
-   -   ما صحة حديث: من أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة .. ومن سقاه على ظمأ سقاه الله..؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=449)

عبق 09-02-2010 04:47 PM

ما صحة حديث: من أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة .. ومن سقاه على ظمأ سقاه الله..؟
 
جزاك الله الجنة شيخنا الفاضل
جعلك الله من أوليائه في الدنيا والآخرة
ما صحة هذا القول ؟
من أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة
ومن سقاه على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم
ومن كساه على عرى كساه من حرر الجنة


الجواب :

وجزاك الله خيرا .
ولك بمثل ما دعوت .

رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي بلفظ : أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة ، وأيما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم ، وأيما مؤمن كسا مؤمنا على عُري كساه الله مِن خُضر الجنة .
وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وقد رُوي هذا عن عطية عن أبي سعيد موقوف ، وهو أصح عندنا وأشبه .
وضعفه الشيخ الألباني
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف ، وروي موقوفا وهو الصحيح .


ومعنى هذا الحديث ثابِت ؛ فإن الجزاء مِن جِنس العمل ، كما قال الله تبارك وتعالى : (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ) .
وكما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مَرِضت فلم تَعدني ، قال : يا رب كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين ، قال : أما عَلِمت أن عبدي فلانا مَرِض فلم تَعُده ، أما عَلِمت أنك لو عُدّته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تُطعمني ، قال : يا رب وكيف أطعمك ؟ وأنت رب العالمين ، قال : أما عَلِمت أنه استطعمك عبدي فلان ، فلم تُطعِمه ؟ أما عَلِمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، يا ابن آدم استسقيتك ، فلم تَسقني ، قال : يا رب كيف أسقيك ؟ وأنت رب العالمين ، قال : استسقاك عبدي فلان فلم تَسقِه ، أما إنك لو سَقيته وجدت ذلك عندي .

وفي صحيح مسلم أيضا مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن نفّس عن مؤمن كُربة مِن كُرب الدنيا ، نَفّس الله عنه كُربة مِن كُرب يوم القيامة ، ومَن يسّر على مُعسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومَن ستر مُسلما ، سَتَره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عَون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..

قال ابن رجب : والكُربة : هي الشِّدّة العظيمة التي تُوقِع صاحبها في الكَرب ، وتنفيسها أن يُخفَّف عنه منها ... والتفريج أعظم من ذلك ، وهو أن يُزيل عنه الكُربة ، فتُفرَج عنه كُربته ، ويَزول هَمّه وغمّه . فجزاء التنفيس التنفيس ، وجزاء التفريج التفريج ...
ورَوى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : يُحشَر الناس يوم القيامة أعْرَى ما كانوا قط ، وأجوع ما كانوا قط ، وأظمأ ما كانوا قط ، وأنصب ما كانوا قط ؛ فَمَن كَسَا لله عز وجل كَسَاه الله ، ومَن أطعم لله عز وجل أطعمه الله ، ومَن سَقى لله عز وجل سَقاه الله ، ومَن عفا لله عز وجل أعفاه الله . اهـ .


وفي معنى بعض ألفاظ الحديث : سَقْي الماء ، وما وَرَد في فضله .

قال القرطبي : وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ أَنَّ سَعْدًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: (الْمَاءُ). وَفِي رِوَايَةٍ: فَحَفَرَ بِئْرًا فَقَالَ : " هَذِهِ لأُمِّ سَعْدٍ " . وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ كَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ ، أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَعَلَيْكَ بِالْمَاءِ . وَفِي رِوَايَةٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَنْ يَسْقِيَ عَنْهَا الْمَاءَ.
فَدَلَّ عَلَى أَنَّ سَقْيَ الْمَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى . وَقَدْ قَالَ بَعْضُ التَّابِعِينَ : مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ فَعَلَيْهِ بِسَقْيِ الْمَاءِ . وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَ الَّذِي سَقَى الْكَلْبَ ، فَكَيْفَ بِمَنْ سَقَى رَجُلاً مُؤْمِنًا مُوَحِّدًا وَأَحْيَاهُ . اهـ .

وللفائدة :
ارْحَم لِتُرْحَم
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=11872

لُقْمَة بِلُقْمَة .. وشَرْبَة بِشَرْبَة
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=9260

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 03:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى