منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم العقـيدة والـتوحيد (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ما معنى شِرْك التشبيه ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8705)

محب السلف 03-04-2010 06:08 PM

ما معنى شِرْك التشبيه ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نرجوا من فضيلتكم توضيح معنى شرك التشبيه ؟؟ مع ذكر بعض الأمثلة على ذلك ؟؟؟ وجزاك الله خير الجزاء

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا

شرك التشبيه : أن يُشَـبَّـه الله - تعالى - بِشَيء مِن خَلْقِه ، أو يُشبِّـه مخلوقا بالله عزَّ وَجَلّ ، بأن يُضفي عليه شيئا مِن صِفات الله . وأهل السنة يُثبِتون ما أثبتَه الله لنفسه مِن غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل .

قال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " : اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، لا فِي ذَاتِهِ ، وَلا فِي صِفَاتِهِ ، وَلا فِي أَفْعَالِهِ . وَلَكِنَّ لَفْظَ " التَّشْبِيهِ " قَدْ صَارَ فِي كَلامِ النَّاسِ لَفْظًا مُجْمَلا يُرَادُ بِهِ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ ، وَهُوَ مَا نَفَاهُ الْقُرْآنُ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ ، مِنْ أَنَّ خَصَائِصَ الرَّبِّ - تَعَالَى - لا يُوصَفُ بِهَا شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ ، وَلا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ فِي شَيْء مِنْ صِفَاتِهِ .

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، رَدٌّ عَلَى الْمُمَثِّلَةِ الْمُشَبِّهَةِ ، (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، رَدٌّ عَلَى النُّفَاةِ الْمُعَطِّلَةِ . فَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ ، فَهُوَ الْمُشَبِّهُ الْمُبْطِلُ الْمَذْمُومُ ، وَمَنْ جَعَلَ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِ مِثْلَ صِفَاتِ الْخَالِقِ ، فَهُوَ نَظِيرُ النَّصَارَى فِي كُفْرِهِمْ . اهـ .

وقال : الْمَشْهُورَ مِنِ اسْتِعْمَالِ هَذَا اللَّفْظِ عِنْدَ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ الْمَشْهُورِينَ : أَنَّهُمْ لا يُرِيدُونَ بِنَفْيِ التَّشْبِيهِ نَفْيَ الصِّفَاتِ ، وَلَا يَصِفُونَ بِهِ كُلَّ مَنْ أَثْبَتَ الصِّفَاتِ . بَلْ مُرَادُهُمْ أَنَّهُ لا يُشْبِهُ الْمَخْلُوقَ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ . اهـ .

وقال الشيخ السعدي رحمه الله :
التعطيل معناه سلب الصفات ونفيها عن الله تعالى ...والتكييف معناه : بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات ، فلا يُقال : كيف استوى؟ كيف يده؟ كيف وجهه؟ ونحو ذلك ؛ لأن القول في الصفات كالقول في الذات ، يُحْتَذَى حَذوه ويُقاس عليه ، فكما أن له ذاتًا ولا نَعلم كيفيتها ، فكذلك له صفات ولا نعلم كيفيتها ؛ إذ لا يعلم ذلك إلا هو مع إيماننا بحقيقة فعناها.

وأما التمثيل فمعناه : التشبيه ، فلا يُقال : ذات الله مثل ذواتنا أو شِبْه ذواتنا ، وهكذا ، فلا يُقال في صفاته : إنها مثل صفاتنا أو شِبْه صفاتنا ، بل على المؤمن أن يلتزم قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، و (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) والمعنى : لا أحد يُسَامِيه ؛ أي : يُشَابِهه . اهـ .

ووجه كون التشبيه شِرْكًا : أن الْمُشبِّه إما أن يعبد بَشَرًا أضاف إليه صِفات الله أو بعضها ، أو يعبد صَنَمًا !قال الإمام الخطابي : الْمُشَبِّه يَعْبُد صَنَمًا ، والْمُعَطِّل يَعْبُد عَدَمًا ، والْمُوَحِّد يَعبد إله الأرض والسماء .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن نَفَى عنه ما أثبته لنفسه مِن الصفات كان مُعَطِّلا ، ومَن جعلها مثل صفات المخلوقين كان مُمَثِّلا ، والْمُعَطِّل يَعبُد عَدَمًا ، والْمُمَثِّل يَعْبُد صَنَمًا . اهـ .

وهنا :
استفسارات ونقاش حول صفات الله تعالى ومنهج السلف فيها وهل هي معلومة المعنى ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6109

تفويض المعنى ، هل هو مذهب أهل السنة ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3719

أريد أن أعرف معنى التفويض فى الأسماء والصفات
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1135

هل الصفات هي عين الذات ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3898

معنى الوَجه في قول النبي صلى الله عليه وسلم "...تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ ..."
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3538

مِمَ احترز شيخ الإسلام بهذا القول (عين المسمى وللمسمى) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=4993

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 08:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى