|
|
المنتدى :
قسـم المحرمـات والمنهيات
ما حكم لبس الذهب الأبيض للرجال
بتاريخ : 09-02-2010 الساعة : 08:28 PM
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم
ما حكم لبس الذهب الأبيض بالنسبة للرجال ؟ وهل هناك فرق بين الذهب الأصفر المعروف والذهب الأبيض ..

الجواب/ أليس يُسمى ذهباً ؟
إن الله عز وجل أباح الذهب للنساء لما جبلهن الله عليه من حب للزينة والتجمّل، قال عز وجل : ( وَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِين )
فتُرى المرأة الكبيرة الطاعنة في السن وهي تتجمّل وتتزيّن !
ولذا لما عذر الله عز وجل القواعد من النساء اشتُرط عليهن عدم التبرج بالزينة عند وضع الثياب . قال سبحانه وتعالى : ( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَات بِزِينَة وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ )
وأما الرجال فإن الذهب لا يصلح لهم في الدنيا ولذا قال عليه الصلاة والسلام : الذهب والفضة والحرير والديباج هي لهم في الدنيا ، ولكم في الآخرة . رواه البخاري . وقال عليه الصلاة والسلام : لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ، ولا تأكلوا في صحافها ؛ فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن القيم رحمه الله :
العلة - والله أعلم - ما يُكسب استعمالها القلب من الهيئة والحالة المنافية للعبودية منافاة ظاهرة ، ولهذا علل النبي صلى الله عليه وسلم بانها للكفار في الدنيا ، إذ ليس لهم نصيب من العبودية التى ينالون بها في الآخرة ، فلا يصلح استعمالها لعبيد الله في الدنيا ، وإنما يستعملها من خرج عن عبوديته ورضى بالدنيا وعاجلها من الآخرة ، والله أعلم . انتهى .
ومن هذا الباب ما علل به النبي صلى الله عليه وسلم عدم لبس الحرير بالنسبة للرجال .
ولذا لما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جبة من إستبرق تُباع في السوق ، فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما يلبس هذه من لا خَلاق له في الآخرة . رواه البخاري ومسلم .
والخلاصة أن الذهب سواء كان أبيضا أو أصفراً فهو ذهب ، وهو مُحرّم على الرجال دون النساء . والحُكم يدور مع عِلّته وجوداً وعدماً .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
|
|
|
|
|