العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسـام العقيـدة والتوحيـد قسـم العقـيدة والـتوحيد
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبق
عضو مميز
رقم العضوية : 8
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في أرض الله الواسعة
المشاركات : 1,788
بمعدل : 0.34 يوميا

عبق غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبق


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي ما الرد على مَن يقول: إن العذاب في جهنم يؤثر فقط على الجسم دون الروح ؟
قديم بتاريخ : 19-02-2010 الساعة : 10:17 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتــــــــه
كيف حالكم شيخنا الفاضل
سمعت أحد مشائخ الصوفية الأشاعرة - هداه الله - ممن يُشار لهم بالبنان
أستاذ في قسم العقائد و الأديان بأحدى الجامعات العربية يقول
أن العذاب (يوم القيامة في جهنم) يؤثر فقط على الجسم بدون الروح لأن الروح من الله
أما النعيم فيؤثر عى الإثنين معاً (الجسم و الروح)
و استدل بدليل (لم أفهم أنا مغزاه) بأن آيات النعيم في الجنة تدل على نعيم الروح و الجسد
مثل :
- فيهما عينان تجريان ..
- و جنا الجنتيـــــــــن دان .. الخ
و أما أدلة عذاب النار فتدل على عذاب الجسد فقط
مثل :
- تملأُ بطونهم (جسد)
- يصب من فوق رؤوسهم الحميم (الرؤوس) من الجسد
................. الخ من الآيات الكثيرة و هذا ما أذكره حالياً
فما رأي فضيلتكم فيما قال أو هل هذا الكلام من عقيدتنا أهل السنة و الجماعة ؟؟
و جزاكم الله خيرا



الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

عقيدة أهل السنة والجماعة أن العذاب على الجسد والروح ، سواء في البرزخ أو في النار .
وقد دلّ على هذا النقل والعقل .
أما النقل فمنه قوله تعالى : (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّين (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ)
وسيأتي قوله تعالى للملائكة بشأن روح الكافر : " اكتبوا كتابه في سِجِّين في الأرض السُّفْلَى . قال عليه الصلاة والسلام : فتطرح روحه طَرْحا " .
وفي صحيح مسلم من طريق حماد بن زيد قال : حدثنا بُديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إذا خَرَجت رُوح المؤمن تلقّاها ملكان يُصعدانها - قال حماد : فَذَكَر مِن طِيب رِيحها ، وَذَكَر الْمِسْك - قال : ويقول أهل السماء : رُوح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليكِ وعلى جَسد كنتِ تَعْمُرِينه ، فيُنْطَلق به إلى ربه عز وجل ، ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال : وإن الكافر إذا خَرَجَت رُوحه - قال حماد : وذَكَر مِن نَتَنِها ، وذَكَر لَعْنًا - ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض . قال : فيُقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال أبو هريرة : فَرَدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رِيطة كانت عليه على أنفه هكذا .

وقال سلمان رضي الله عنه : أرواح الكفار في سجين .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن الكافر : ويفتح له باب من النار فيرى مساكنه فيها وما اعد الله له من العذاب ويزداد حسرة وثبورا ويضيق عليه قبره حتى تلتقي أضلاعه فذلك قول الله عز وجل : (مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال : وتُجْعل روحه في سجين . رواه عبد الرزاق ، وقال الألباني : وسنده حسن . اهـ .
ومثل هذه الآثار لا يُمكن أن تكون مِن قَبِيل الرأي ، فلها حُكم المرفوع .

وهذا دالّ على تعذيب الروح .

وقال تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ)
قال ابن كثير في تفسير الآية :
قوله : (وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) أي: في حفظ روح المتوفَّى ، بل يحفظونها ويُنْزِلونها حيث شاء الله عَزَّ وجل ؛ إن كان من الأبرار ففي عليين ، وإن كان من الفجار ففي سجين ، عياذا بالله من ذلك . اهـ .

وفي حديث الإسراء : فإذا أنا بآدم - كهيئة يوم خلقه الله على صورته - تُعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول : روح طيبة ونفس طيبة ، اجعلوها في عليين ، ثم تُعْرَض عليه أرواح ذريته الفجار فيقول : روح خبيثة ونفس خبيثة ، اجعلوها في سجين . رواه البيهقي في دلائل النبوة ، وأصل الحديث في الصحيحين من حديث أبي ذر رضي الله عنه .

وكثير من الآيات التي دلّت على عذاب الكفار ، لم تختصّ بِعذاب أجسادهم ، بل هي عامة تدلّ على عذاب الجسد والروح .

ومن المنقول قوله صلى الله عليه وسلم : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نَزَل إليه من السماء ملائكة سُود الوجوه ، معهم الْمُسُوح ، فيجلسون منه مَدّ البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، أخرجي إلى سخط من الله وغضب .
قال : فَتَفَرَّق في جسده ، فينتزعها كما يُنْتَزَع السُّفُّود من الصوف المبلول ، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنْتَنِ رِيحِ جيفة وُجِدَتْ على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يَمُرُّون بها على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان ، بأقبحِ أسمائه التي كان يُسمَّى بها في الدنيا حتى يُنْتَهى به إلى السماء الدنيا ، فَيُسْتَفْتَح له ، فلا يُفْتَح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سِجِّين في الأرض السُّفْلَى ، فتطرح روحه طَرْحاً ، ثم قرأ : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَان سَحِيق) ، فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فَيُنَادى مُناد من السماء أن كَذَب فأفْرِشُوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حَرِّها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، مُنْتِن الرّيح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت تُوعَد ، فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالشرّ ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تُقِم الساعة . رواه الإمام أحمد وابن جرير في تفسيره وغيرهما ، وهو حديث صحيح .
والشاهد منه قول الملائكة لِروح العبد الكافر : أيتها النفس الخبيثة ، أخرجي إلى سخط من الله وغضب .
ومعلوم أن التي تخرج هي الروح .
وروح الكافر محجوبة عن ربها ، ولذلك تُغلق دونها أبواب السماء .

وأما العقل فأي عذاب للجسد إذا كانت الروح لا تُعذّب ؟

وأمر آخر ، وهو إذا كانت الروح لا تُعذَّب ، فهل تُنعَّم ؟
فإن قيل : نعم ، قيل : هذا تناقض ! جسد يُعّب ورُوح تُنعّم !
وإن قيل : لا تُعذّب ولا تُنعّم ، قيل : هذا يُخالف الكتاب والسنة ، إذ ليس في الآخرة بعد الفصل بين العباد إلاّ جنة أو نار ، وليس ثمّ دار ثالثة .
وإن قيل : العذاب ليقع على أجساد الكفار دون أرواحهم وهم في جهنم ، قيل : دُخول جهنم وحده عذاب !

والذي يُعذّب هو الإنسان ، والإنسان هو مجموع أمرين : روح وبَدن .
قال ابن القيم : الذي عليه جمهور العقلاء أن الإنسان هو البدن والروح معا . اهـ .

فالقول بأن العذاب على الأجساد دون الأرواح مُصادمة للمنصوص والمعقول .

وقوله : (الروح من الله) هذا صحيح ، ولكن لا يعني أن لا تُعذّب أرواح الكفار .
وسبقت الإشارة إلى معنى : (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي)
هنا :
كيف بث الله في آدم عليه السلام من روحه حتى أصبح بشرا حيا ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7178

وهنا :
يسأل عن عذاب القبر ويريد أدلة تثبت له ذلك ، وهل تُردّ الروح للجسد ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5523

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


التعديل الأخير تم بواسطة محب السلف ; 20-02-2010 الساعة 09:34 PM.

إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الرد على مَن يقول إن الله تعالى خلق آدم في الأرض وليس الجنة نسمات الفجر قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 08-10-2015 09:53 AM
حكم نشر صور العلماء وما الرد على مَن يقول أن الصور الفوتوغرافية ليست كالرسم ؟ راجية العفو قسـم المحرمـات والمنهيات 0 28-10-2012 11:40 PM
ما الرد على من يزعم أن نار جهنم أسفل الأرض ؟ وحدد درجة حرارتها ؟ نبض الدعوة قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 03-10-2012 02:09 AM
يقول ان إمامة المرأة للرجال جائزة فما الرد؟ ناصرة السنة إرشــاد الـصــلاة 0 24-02-2010 11:52 AM
ما الرد على مَن يقول : إن الزنا ليس دَينا يُقتص به من أهل الزاني ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 12-02-2010 01:14 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى