العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

ناصرة السنة

مشرفة عامة


رقم العضوية : 46
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 3,214
بمعدل : 0.62 يوميا

ناصرة السنة غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصرة السنة


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس
افتراضي هل صح عن الإمام الشافعي قوله " كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك تصفحا رقيقاً" ؟
قديم بتاريخ : 16-02-2010 الساعة : 10:29 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئوالي فضيلتكم
ما رايكم في هاذا الموضوع لاني مشرفه في قسم ديني
حكى الشافعي عن نفسه فقال:
كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك تصفحا رقيقاً - يعني في مجلس العلم - هيبة لئلا يسمع وقعه
وجزاكم الله خير



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

ليس ذلك بِغريب على أهل العلم ، إذ لا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلاّ أهل الفضل .

قال ابن القيم عن العِلم وتحصيلِه :
فمن الناس من يُحْرَمه لعدم حُسْنِ سؤالِه ، أما لأنه لا يسألُ بحال ، أو يسألُ عن شيء وغيرُه أهمُّ إليه منه ، كمن يسألُ عن فُضُولِه التي لا يَضرُّ جهلُه بها ، ويدعُ ما لا غِنى له عن معرفتِه ، وهذه حالُ كثيرِ من الْجُهّال المتعلِّمين ، ومن الناس من يُحْرَمه لسوءِ إنصاتِه ، فيكونُ الكلامُ والمماراةُ آثَرَ عنده وأحبَّ إليه من الإنصات ، وهذه آفةٌ كامنةٌ في أكثرِ النفوسِ الطالبةِ للعِلمِ ، وهي تمنَعُهُم عِلماً كثيرا ، ولو كان حَسَنَ الفهم .
ذكر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال : من كان حَسَنَ الفهمِ رديءَ الاستماع لم يَقُم خَيْرُه بِشَرِّه .
وذكر عبدُ الله بنُ أحمد في كتاب العلل له قال : كان عروةُ بنُ الزبيرِ يُحِبُّ مماراةَ ابنِ عباس ، فكان يَخْزِنُ عِلمَه عنه ، وكان عبيدُ الله بنُ عبدِ الله بنِ عُتبة يُلَطِّفُ له في السؤال فَيَعِزُّه بالعلم عِزّا .
وقال ابن جريج : لم أستخرج العلم الذي استخرجت من عَطَاء إلاّ بِرِفْقِي بِهِ .
وقال بعض السلف : إذا جالست العالم فَكُن على أن تسمعَ أحرصَ منك على أن تقول .

ووُصِف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في مُجالستهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بـ " كأن على رؤوسهم الطير " .

وعمِل بهذا الصحابة رضي الله عنهم مع مُعلِّميهم .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قُلتُ لِرَجُل من الأنصار : هلم نسأل أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنهم اليومَ كثير ، فقال : واعجبا ! لك يا ابنَ عباس ، أترى الناس يحتاجون إليك ، وفي الناسِ مِن أصحاب النبي عليه السلام من ترى؟ فَتَرَكَ ذلك ، وأَقْبَلْتُ على المسألة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائلٌ فأتوسّدُ ردائي على بابه ، فَتَسْفِي الريح عليَّ التراب ، فيخرج فيراني ، فيقول : يا ابن عم رسول الله ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : أنا أحق أن آتيك فأسألك . قال : فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ ، فقال : هذا الفتى أعقل مني .
وكان ابن عباس يَعرف لمعلّميه حقّهم ، فقد قام ابن عباس إلى زيد بن ثابت فأخذ له بِرِكابِه ، فقال : تَنَحّ يا ابنَ عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنَّـا هكذا نفعل بعلمائنا وكُبرائنا .
وبعد هذا بِزمَن قال ابن عباس : ذَلَلْتُ طَالِباً ، فَعَزَزْتُ مَطْلُوباً .

َقَالَ أَبُو عُبَيْد الْقَاسِمُ بْنُ سَلام : مَا اسْتَأْذَنْت قَطُّ عَلَى مُحَدِّث ، كُنْت أَنْتَظِرُ , حَتَّى يَخْرُجَ إلَيَّ , وَتَأَوَّلْتُ قَوْله تَعَالَى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ) .

و رَوَى الْخَلالُ أَنَّ أَحْمَدَ جَاءَ إلَى وَكِيع وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الْكُوفِيِّينَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ أَدَبِهِ وَتَوَاضُعِهِ . فَقِيلَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إنَّ الشَّيْخَ لَيُكْرِمُك فَمَا لَك لا تَتَكَلَّمُ ؟ فَقَالَ : وَإِنْ كَانَ يُكْرِمُنِي فَيَنْبَغِي لِي أَنْ أُجِلَّهُ .

ومن هنا كان إجلال السلف لِحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظَم مُعلِّم ، واجلّ إمام .

فقد كان الإمام مالك رحمه الله - إمام دار الهجرة - لا يُحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ وهو على طهارة تامة ، فيتوضأ إذا أراد أن يُحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال إسماعيل بن أبي أويس : كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرّح لحيته وتمكّن مِن جلوسه بِوقار وهيبة ، وحَدّث . فقيل له في ذلك ، فقال : أُحِب أن أعَظِّم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أُحَدِّث إلاَّ على طهارة متمكنا . وكان يكره أن يُحَدِّث في الطريق ، أو وهو قائم ، أو مستعجل ، وقال : أُحِبّ أن أتفهم ما أُحَدِّث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البيهقي في المدخَل إلى السنن الكبرى .
وأخرج البيهقي عن ابن المبارك قال : كنت عند مالك وهو يُحَدِّث ، فجاءت عقرب فلدغته ست عشرة مرة ، ومالك يتغير لونه ويتصبر ، ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فَرغ من المجلس وتَفَرّق الناس قلت له : لقد رأيت منك عجبا ! قال : نعم ، إنما صبرت إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عقيدة الإمام الشافعي رحمه الله محب السلف منتـدى الحـوار العـام 2 04-11-2016 11:40 AM
هل الإمام ابن سعد ترجم في كتابه " الطبقات الكبرى " لمن مات بعده ؟ جوزي أبو عثمان قسـم الفتـاوى العامـة 1 26-01-2016 08:48 AM
ما صحة صيغة الصلاة على النبي كما كان يرددها الإمام الشافعي ؟ راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 04-02-2015 10:03 PM
ما صحة قصة العبارة (زدني ضربا وزدني علما) التي حصلت في مجلس الإمام مالك ؟ *المتفائله* إرشـاد القـصــص 0 01-03-2010 11:12 AM
قصة الإمام الشافعي وورقة التوت في إثبات وجود الله تعالى عبق إرشـاد القـصــص 0 16-02-2010 08:50 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى