بارك الله في علمكم .. وجعلكم مباركين أينما كنتم ..
من المشهور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: ((وافقت ربي في ثلاث...)) .
السؤال :
- هل ثبت هذا عنه ؟
- وهل هنّ ثلاث أو أربع ؟
وفي إحدى الروايات قال: ((وافقت ربي ووافقني في أربع...)) ؟
- وإذا ثبت: فما هي هذه الخصال ؟
لأني اطلعت على روايات مختلفة، في الحجاب، وفي أُسارى بدر، وفي مقام إبراهيم، وفي اجتماع نساءه في الغيرة، وفي قوله تعالى: ((فتبارك الله أحسن الخالقين)) في سورة المؤمون ؟
بارك الله فيكم ونفع بكم . آمين.
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
قال ابن كثير : وهذا إسناد صحيح أيضًا ، ولا تعارض بين هذا ولا هذا ، بل الكل صحيح ، ومفهوم العدد إذا عارَضه منطوق قُدم عليه ، والله أعلم .
وقال ابن رجب : وقول عمر : " وافقت ربي في ثلاث " ، ليس بِصيغة حَصْر ، فقد وافق في أكثر من هذه الخصال الثلاث والأربع .
وقال ابن حجر : وَلَيْسَ فِي تَخْصِيصه الْعَدَد بِالثَّلاثِ مَا يَنْفِي الزِّيَادَة عَلَيْهَا ؛ لأَنَّهُ حَصَلَتْ لَهُ الْمُوَافَقَة فِي أَشْيَاء غَيْر هَذِهِ ، مِنْ مَشْهُورهَا : قِصَّة أُسَارَى بَدْر ، وَقِصَّة الصَّلاة عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، وَهُمَا فِي الصَّحِيح .
وقال : وَأَكْثَر مَا وَقَفْنَا مِنْهَا بِالتَّعْيِينِ عَلَى خَمْسَة عَشَر ، لَكِنْ ذَلِكَ بِحَسَب الْمَنْقُول . اهـ .
يعني : بِحسب المنقول صِحّة وضعفا .
وأما ما يتعلّق بقوله تعالى : (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ، فقد رواه أبو داود الطيالسي وابن أبي حاتم في تفسيره من طريق علي بن زيد ، عن أنس ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : وافقت ربي ووافقني في أربع : نزلت هذه الآية : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَة مِنْ طِين ) الآية ، قلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين. فَنَزَلت : (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) .
وهذا إسناده ضعيف ، لِضعف عليّ بن زيد .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد