[راجية العفو]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ووفقكم الباري وشكر الباري لكم
في أحد المنتديات كتبت فيه إحدى الأخوات الفاضلات موضوع تنبه فيه وتحذر البنات وتطلب منهم تخفيف المكياج عند الذهاب للعزاء واحترام مشاعر أهل المتوفى وأشارت إلى أن هناك موضة نزلت جديد وهي مكياج خاص بالعزاء وعباءة خاصة لهذا الأمر والمكياج مرة صاخب عندما تضعه الفتاة يخيل للناظر إليها بأنها تذهب إلى عرس وأشارت صاحبة الموضوع إلى احترام مشاعر الآخرين وعدم الضحك والكلام الزائد في ذاك المجلس
فقامت إحدى الأخوات بالتعرض لما قالته وقالت عنها مبتدعة وأنها تحرم ما أحل الله مع العلم أن الأخت كاتبة الموضوع لم تقل حرام إنما كانت تشير فقط على أدب التعامل في ذاك المكان وعابت عليها بأن لديها أخطاء في الإملاء وأن عليها ألا تنصح باعتبارها تخطئ في الإملاء
فقامت مشرفة القسم بالتوضيح للتي ردت وقالت لها أن البدعة في أن نخصص عباءة خاصة لهذا الأمر و علينا احترام عادتنا وتقاليدنا فمن تفعل ذلك يقال عنها قليلة الأدب ونصحتها بأن تكون أكثر لباقة في ردودها وأن تنصح على الخاص ليس العام
فجاءت الأخت وردت بردود جارحة وعابت على كليهما
المهم يا شيخ الحين نحن في حيرة من أمرنا ونريد الحكم وفقكم الله :
هل من اللباقة أن ندخل في كامل المكياج إلى العزاء وهل يجوز تخصيص نوع من الميك اب لهذا الأمر أو عباءة مخصصة ؟
وما تقول للأخت التي كانت ترد بردود قاسية وفيها من التجريح ما الله به عليم ؟
جزاكم الله كل خير وشكر الله لكم
هذا هو الموضوع يا شيخ إن أحببت الاطلاع عليه جزاكم الله كل خير ونفع بكم امة المسلمين.




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يجوز تخصيص عباءة خاصة للعزاء والذهاب للعزاء بِمكياج مخصص ؛ وكل هذا مِن تلاعب الشيطان ببعض النساء .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس ما يُناسِب الحال ؛ فكان عليه الصلاة والسلام إذا خَرَج للعيد تجمّل وكذلك إذا خرج إلى صلاة الجمعة ، وإذا قابَل الوفود .
ولا يتجمّل إذا خرج إلى المقبرة ، ولا إذا خَرَج إلى صلاة الاستسقاء ؛ لأنها أحوال تظهر فيها المسكنة ، ويظهر فيها الفقر والافتقار إلى الله .

وقد سُئل ابنِ عباسٍ عن استسقاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : إن رسولَ صلى الله عليه وعلى آله وسلم خَرَجَ مُتَبَذّلاً مُتَوَاضِعا مُتَضَرّعا ، حتى أَتَى المُصَلّى ، فلم يَخْطُبْ خُطْبَتكم هذِهِ ، ولكن لم يزَل في الدعاءِ والتَضَرّعِ والتكبيرِ ، وصلّى ركعَتْينِ كما كانَ يصَلّي في العيدِ . رواه الإمام أحمد أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . وحسّنه الألباني وصححه الأرنؤوط .

ولا يجوز للمرأة أن تخرج مِن بيتها مُتجمّلة ، ولا مُتعطّرة ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام عن خروج المرأة إلى المسجد : لا تَمْنَعُوا إماء الله مساجد الله ، ولكن لِيَخْرُجْن وَهُنّ تِفِلات . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وأصله في الصحيحين .
قال ابن حجر : أي : غير متطيبات ، ويقال : امرأة تَفِلَة إذا كانت مُتَغَيِّرة الرِّيح . اهـ .
وقال عليه الصلاة والسلام : أيما امرأة أصابت بَخورا فلا تَشهد معنا العِشاء الآخرة . رواه مسلم.
وقال : إذا شَهِدَت إحداكن المسجد فلا تَمَسّ طِيبًا . رواه مسلم .

وكنت أشرتُ إلى " مكياج العزاء " قبل ثمان سنوات !
وذلك هنا :
فهي زانية ..
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6446
والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد