نسمات الفجر
الصورة الرمزية نسمات الفجر

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 19
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 3,356
بمعدل : 0.65 يوميا

نسمات الفجر غير متواجد حالياً عرض البوم صور نسمات الفجر


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم العقـيدة والـتوحيد
افتراضي هل أغلب علماء السنة انتسبوا للتصوف ؟
قديم بتاريخ : 05-11-2016 الساعة : 03:21 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
هل صحيح أن كثيرا من الأئمة الكبار قد دخلو في التصوف؟
فقد قال لي بعض الناس أن ابن كثير والنووي والذهبي وغيرهم كثير رحمهم الله تعالى قد تصوفوا وأنهم لبسوا الخرقة وقد ذكر هذا الكلام في كتبهم فهل هذا صحيح أم كذب ؟
وبناء على هذه الأخبار يتهمون السلفيون وإمامهم ابن تيمية والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله بأنهم أتوا بشيء ما أتى به أحد من العلماء بانتقاد الصوفية ومشايخها ومن ينتمي إليهم
وأريد أ أسأل ايضا :
هل يوجد من المتصوفة الآن من المعتدلين الذين لا يخالفون الكتاب والسنة ؟
وكيف لنا أن نرد على هؤلاء الناس ؟
فإنهم يقولون نحن لا نعبد ربنا بشيء إلا وله أصل في الكتاب والسنة
وكيف ننصح من تصوف أو من ولد في بيئة متصوفة وهو لا يرى الحق إلا بالتصوف ؟
أرجو من فضيلتكم التوضيح والتفصيل إلى أبعد حد لأني أريد أن أعرض هذا الجواب على بعض ممن ينتمون إلى التصوف ولكم جزيل الشكر



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكرا لك .

هذا تلبيس وتضليل ، فإنه لا يُعْرَف عن أحدٍ مِن العلماء أنه لبس الْخِرقة ! ولا أن هذا كان مِن هديهم .
وهذا مما ابتْدعته الصوفية ، فإن لبس الْخِرق والصوف لم يكن مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عُرِغ هذا في زمن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وإنما ظهر هذا بعد زمن الصحابة .
رَوَى أَبُو الشَّيْخِ الأصبهاني بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ قَوْمًا يُفَضِّلُونَ لِبَاسَ الصُّوفِ فَقَالَ : إنَّ قَوْمًا يَتَخَيَّرُونَ الصُّوفَ يَقُولُونَ : إنَّهُمْ مُتَشَبِّهُونَ بِالْمَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمَ ، وَهَدْيُ نَبِيِّنَا أَحَبُّ إلَيْنَا ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ الْقُطْنَ وَغَيْرَهُ .

بل نَقَل الغزالي عن الأوزاعى قوله : لباس الصوف في السَّفر سُنة ، وفي الْحَضَر بِدْعة .
قال : ودخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم وعليه جُبة صوف ، فقال له قتيبة : ما دعاك إلى مدرعة الصوف ؟ فسكت ، فقال : أُكَلّمك ولا تُجيبني ! فقال : أكره أن أقول زُهْدًا فأزَكِّي نفسى ، أو فَقْرًا فأشْكو رَبِّي !

ثم إن ابن كثير والذهبي مِن تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية ، فكيف يُزعَم أنهم لبسوا خِرقة التصوّف ، ثم يُزْعَم أن شيخ الإسلام ابن تيمية أتى بشيء ما أتى به أحد مِن العلماء ؟!

ومَن قرأ كُتب ابن كثير وكُتب الذهبي عَرَف براءتهم مِن التصوّف . وعَرف تأثرهم بِشيخ الإسلام ابن تيمية رحم الله الجميع .
وسبق نقل بعض ما أثنى به ابن كثير على شيخه ابن تيمية هنا :
أرجو الإفادة عن فتاوى ابن تيمية حول تجسيم الخالِق جلّ جلاله
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7309

فابن تيمية لم يأتِ بجديد في نبذ التصوّف ومحاربة البِدَع ؛ لأنه كان يدعو إلى ما كان عليه السلف .
بل قَبْل ابن تيمية كان العلماء ينبذون التصوّف ، فقد القرطبي المفسِّر يُشدِّد على الصوفية .
فقد رَدّ القرطبي على الصُّوفِيَّة في مَوَاضِع كَثِيرَة مِن تفسيره ، وبَيَّن الفَاسِد مِن أقْوَالِهم ومُعْتَقَدَاتِهم ، فمن ذلك :

رَدّه على الصُّوفِيَّة فِيمَا يَتَعَلَّق بالتَّوَكُّل ، إذ يَقول في قَوْلِه تَعَالى : (آَتِنَا غَدَاءَنَا) : فيه مَسْألَة وَاحِدَة ، وهو اتِّخَاذ الزَّاد في الأسْفَار ، وهو رَدّ على الصُّوفِيَّة الْجَهَلَة الأغْمَار ! الذِين يَقْتَحِمُون الْمَهَامِه والقِفَار زَعْمًا منهم أنَّ ذلك هو التَّوَكُّل على الله الوَاحِد القَهَّار ! هذا مُوسَى نَبِيّ الله وكَلِيمه مِن أهْل الأرْض قد اتَّخَذ الزَّاد مَع مَعْرِفَتِه بِرَبِّه وتَوَكُّلِه على رَبِّ العِبَاد .

وفي قَوْله تَعالى حِكَايَة عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) قال القرطبي : لا يَجُوز لأحَد أن يَتَعَلَّق بِهَذا في طَرْح وَلَدِه وعِيَالِه بِأرْض مَضْيَعَة اتِّكَالاً على العَزِيز الرَّحِيم واقْتِدَاء بِفِعْل إبْراهيم الْخَلِيل ، كَمَا تَقُول غُلاة الصُّوفِيَّة في حَقِيقَة التَّوَكُّل ! فإنَّ إبراهيم فَعَل ذلك بِأمْر الله ، لِقَوْلِه في الْحَدِيث : آلله أمَرَك بِهَذا ؟ قال : نعم .
وقال في مَسْأَلَة طَلَب الْوَلَد : وفي هَذا رَدّ عَلى بَعْض جُهَّال الْمُتَصَوِّفَة ، حَيْث قَال: الذي يَطْلُب الوَلَد أحْمَق ، ومَا عَرَفَ أنه هُو الغَبِيّ الأخْرَق ! قَال الله تَعالى مُخْبِرًا عن إبْراهيم الْخَلِيل : (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآَخِرِينَ) ، وقَال : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) . وقَد تَرْجَم البُخاري على هذا : بَاب طَلَب الوَلَد .

وفي التَّفَكُّر رَدّ القرطبي على الصَّوفِيَّة قَوْلَهم ، إذ يَقُول : فأمَّا طَرِيقَة الصَّوفِية أن يَكُون الشَّيخ مِنهم يَوْمًا ولَيْلَة وشَهْرًا مُفْكِّرًا لا يَفْتُر ؛ فَطَرِيقَة بَعِيدَة عن الصَّوَاب غير لائقَة بِالبَشَر ، ولا مُسْتَمِرَّة على السّنَن .

ورَدّ على الصُّوفِيَّة مَا زَعَمُوه تَزَهّدًا ، إذ يَقول القرطبي : وقد كَرِه بَعض الصُّوفِيَّة أكْل الطَّيِّبَات ، واحْتَجَّ بِقَول عُمر رضي الله عنه : إيّاكُم واللحْم ، فإنَّ لَه ضَرَاوَة كَضَرَوَاة الْخَمْر . والْجَوَاب : أنَّ هَذا مِن عُمر قَوْل خَرَج عَلى مَن خَشِي مِنه إيثَار التَّنَعُّم في الدُّنيا والْمُدَاوَمَة على الشَّهَوات ، وشِفَاء النَّفْس مِن اللذَّات ، ونِسْيَان الآخِرَة والإقْبَال على الدُّنيا ؛ ولِذَلك كَان يَكْتُب عُمَر إلى عُمَّالِه : إيّاكُم والتَّنَعُّم وزِيّ أهْل العَجَم ، واخْشَوْشِنُوا . ولَم يُرِد رَضي الله عنه تَحْرِيم شَيء أحَلَّه الله ، ولا تَحْظِير مَا أبَاحَه الله تَبَارَك اسْمُه ، وقَوْل الله عزّ وَجَلّ أوْلَى مَا امْتُثِل واعْتُمِد عليه . قال الله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) .
ويِقُول في هذا الْمِضْمَار : ولَيس لِمَن مَنَع نَفْسَه قَدْر الْحَاجَة حَظّ مِن بِرّ ولا نَصِيب مِن زُهْد ؛ لأنَّ مَا حَرَمَها مِن فِعْل الطَّاعَة بِالعَجْز والضَّعْف أكْثَر ثَوَابًا وأعْظَم أجْرًا

وقال في تَفْسِير الْمُكَاء والتَّصْدِيَة : فِيه رَدّ على الْجُهَّال مِن الصُّوفِيَّة الذِين يَرْقُصُون ويُصَفِّقُون ويُصْعَقُون ! وذلك كُلّه مُنْكَـر يَتَنَزَّه عن مِثْله العُقَلاء ، ويَتَشَبَّه فَاعِلُه بِالْمُشْرِكِين فِيمَا كَانُوا يَفْعَلُونَه عِند البَيْت !

وغير القرطبي مِن العلماء لهم ردود على الصوفية وبيان عوار أقوالهم وأحوالهم !
وكنت ذكرت طَرَفًا منه هنا :
مِنْ فظائع الصوفية ... وأقوال علماءالإسلام فيهم
http://saaid.net/Doat/assuhaim/130.htm

ولا أعرف أنه يصح عن أحد مِن العلماء الراسخين أنه لبس الخرقة ! ولا أنه اتُّهِم بالغلوّ في التصوّف ! لأن التصوّف – في الغالب – دَرْوَشة وقِلّة فِقه ، واستشهاد بالموضوعات والأحاديث الضعيفة ! والعلماء بِخلاف ذلك .
بل عند كثير منهم كُفْر وإلحاد وزندقة ، يخلعون رِبقة الإسلام من رِقابهم بحجج واهية ، وعقول ذاهبة ذاهِلة !
وقد اعْتَرف بعضهم بهذه الحقيقة الْمُرّة ، وتاب بعضهم مِن التصوّف !
وإن شئت أن تَقِف على ذلك فاقرأ ما كتبه الشيخ عبد الرحمن الوكيل في كتابه " صوفيات " !
ونسخة منه هنا :
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=2108

وغالب ما تَدِين به الصوفية ليس هو مِن دِين الإسلام ، بل دينهم قائم على الشِّرْك والخرافة ، ودعاء الأموات ، وتقديس الذاوت ! بل ورِفعة مقامات شيوخهم فوق مراتب الأنبياء ! حتى قال قائلهم :
مقام النبوة في بَرْزخ *** فُويق الرَّسول ودون الولي !

وإذا أردت أن تعرف حقيقة هذا الصوفية وما يُصدِّقونه ، فاقرأ ما سُطِّر هنا :
ما صحة موضوع (الصوفيون لا يأكلون ولا ينامون ولا يختلطون بالبشر) ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=8207

وسبق :
كيف يُردّ على مَن ادّعى أنّ الأئمة الأربعة متصوّفون ؟
http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4497

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل يلحق الزوجة إثم إذا كان زوجها يصلي أغلب الصلوات بالمنزل ؟ راجية العفو قسم الأسرة المسلمة 0 25-04-2015 10:17 PM
الجامعة لدينا أغلب الأساتذة هم رجال أجانب محب السلف إرشـاد المـرأة 0 26-03-2010 02:33 PM
ما حكم دراسة علماء الصوفية راجية العفو قسـم العقـيدة والـتوحيد 0 25-02-2010 03:52 PM
هل يجوز وضع مظلة في المقبرة يجتمع تحتها أهل المتوفى؟ ناصرة السنة قسـم الجـنـائـز 0 22-02-2010 11:41 AM
هل تعبير الرؤى من اختصاص علماء التعبير وليس علماء الفقه؟ راجية العفو قسـم الأنترنـت 0 20-02-2010 02:11 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى