السؤال
ما حُكم قول " صدق الله العظيم " بعد الانتهاء من التلاوة ؟
الجواب :
قول " صدق الله العظيم " بعد قراءة القرآن لا أصل له بل هو بدعة .
فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ القرآن بنفسه ، وقُرئ عليه ، فما قال تلك الكلمة .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ عليّ . قال : قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل ؟ قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري . قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا) قال لي : كُـفّ ، أو أمْسِك . فرأيت عينيه تذرفان . رواه البخاري ومسلم .
كما أن هذا اللفظ لم يكن معروفا عند الصحابة رضي الله عنهم .
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي .
ولو كان في هذا القول بعد قراءة القرآن خير لَسَبَقُونا إليه .
وقد سُئل علماؤنا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء : ما حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من قراءة القرآن ؟
فأجابوا :
قول : (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة ؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا الخلفاء الراشدون ، ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم ، ولا أئمة السلف رحمهم الله ، مع كثرة قراءتهم للقرآن ، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه،
فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَن أحْدث في أمْرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ . رواه البخاري ومسلم ، وقال : مَن عَمل عملاً ليس عليه أمْرنا فهو رَدّ . رواه مسلم .وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم