[أم سارة]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد
شيخنا الفاضل ، نفع الله بك وبعلمك وألحقنا وإياك بالصالحين في جنة رب العالمين
سؤالي أيها الفاضل وأرجو بالله عليك أن تصبر على إطنابى في سرد القصة حيث إنها مختصرة مختصرة مختصرة من قصص كثيرة تحدث أسبوعيا إن لم تكن يومية منذ زواجي الذي مضى عليه سنة ونصف من المشاكل غير المتناهية
أن أمي وحماتي غير متحابتين وذلك لخلافات حدثت بينهما في أول زواجي ولكن ، صحيح أنا أعلم أنا حماتي أخطأت وكانت كثيرا هي التي تتسبب في المشكلات، ولكن طريقة أمي في علاج الأمور كانت خارج النطاق الشرعي من وجهة نظري ، لأنها كانت مبنية على الندية والعناد وكيفية انتصار النفس وإظهار الغلبة وبالطبع أنا السلاح المستخدم في هذه الحرب
فأمي تأمرني بتأخير زيارتي بزوجتي لتزور أهلها وذلك تأديبا لأمها ،أقول لها زوجتي ليس لها ذنب في أن أعاقبها أن أحرمها من رؤية أهلها فترة طويلة خصوصا وهى امرأة ملتزمة ومهذبة ولم تخطئ في أمي مرة واحدة رغم أنها كانت تسمع سبابها لأمها بأذنيها وأنا جالس ولو أردت تغيير مسار الحوار حتى لا يكون غيبة وسب تعتبر ذلك أمي نصرا وتأييدا لحماتي وأني فضلتها عليها رغم أني أقرها أن حماتي مخطئة ولكن دعا لي طريقة العلاج وأتخذ منهج تقديم الإحسان والإحراج بحسن الخلق
وأمي ترى أن هذا ضعفا وعدم رجولة وأنه حتى أكون رجلا لابد أن أكون صلبا في العلاج حتى يعرفوا حدودهم ومقامهم
وأعطى مثالين فقط
المثال الأول :
أن أخت زوجي تزوجت بعدها بفترة وليلة فرحها اصطنعت أمي مشكلة معي حتى أتأخر عن موعد الفرح وأذهب كالغرباء على موعد الفرح ولا تحضر أختها معها يوم فرحها وهى تعلم أن هذا سيغيظهم وينكد عليهم وبالفعل حدث ذلك
ومن عادتنا في مصر " الصباحية" أن تزار العروس من قبل أهلها وأهل زوجها صبيحة اليوم الثاني للعرس مع العلم أن زوج أخت زوجتي صديقي جدا وقد كنت سببا في الزيجة أصلا فلما ذهبت في ذلك اليوم غضبت أمي غضبا شديدا لأن زوجتي سترى أهلها في يومين مرتين وأنا أعلم بذلك وأريد أن أدخل عليهم السرور ولا أبالي بمشاعر أمي وقاطعتني ودعت علي
المثال الثاني:
أني قد حصلت على المركز الثالث في الخطابة على مستوى معاهد إعداد الدعاة التابعة للجمعية الشرعية عندنا وكانت هناك حفل تكريم وطلبت مني زوجتي أن تحضر أهلها حتى تفخر بي أمامهم فقلت لها لا بأس إن يسر الله ذلك لعلمي أن قد يحدث مشكلة وبالفعل أعلمت أمي بموعد الحفلة ولم أقل لها أني سأدعوهم فوافقت أن تأتي معي ثم في اليوم التالي اتصلت بي وأنا في العمل وسألتني هل أهل زوجتك سيأتون قلت لها لو دعوتهم سيأتون فقالت لو أتوا لن آتي معك فقلت لها انتظري حتى أعود من العمل
فبالفعل ذهبت إليها وقلت يا أمي لم ذاك قالت أنا لا أحبها قلت تذهبي مع ولدك ولا علاقة لك بها دعيها وشأنها قالت لا لو ذهبت لن أذهب وهى تريد بذلك أن تغيظ زوجتي وأهلها أنها قادرة أن تنكد عليهم عن طريقي وأني مازلت تحت سيطرتها وأنهم لم ينجحوا في أن يستحوذوا علي
فصنعت حيلة أن المدعوون في الحفل هم طلبة المعاهد والمتسابقين ولم آخذ أحدا معي إلا زوجتي حيث أنها طالبة معي في المعهد نفسه
ولما رجعت من المسابقة عدت إلى بيت أمي ووضعت الجوائز بين أيديها فطردتني وقاطعتني ودعت علي وقالت ربنا يهنيك بمراتك نحن لا نريدك معنا وألبت على إخوتي وأبي فعاملوني بجفاء وهجروني
أخيرا للعلم : أنا أزور أمي يوميا وحتى ، ويوم الجمعة أذهب أنا وزوجتي وابنتي الرضيعة لزيارتها (3جمع في الشهر) وجمعة واحدة أذهب لأهل زوجتي وهم ممنوعون من دخول بيتي في غيابي فلا يزورونها طيلة الشهر حتى أرسلها إليهم وفعلت ذلك إرضاءا لأمي ولم ترض ورغم أنهم طردوني أذهب ولكن منعت زوجتي لأنها تسمع إهانة أهلها وتسكت وتتألم وتصبر حتى إنها لا تقول شيئا بيني وبينها ولا تنطق ببنت شفة وأتذكر دائما (ذي الرحم الكاشح)
أرجو أن تفيدونى هل أنا بالفعل عاق لوالدي كما يدعي والدي أم أصبر على هذا البلاء




الجواب :
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

إن صح ما ذُكِر في السؤال ، فأكثره مِن كيد النساء ! ومِن اتِّبَاع الهوى ..
ولا يُلتفت إليه .
وما وقع ليس من العقوق في شيء ، ولا تجب طاعة الوالدين في الهجر ولا في القطيعة ، ولا تجب طاعتهم في فِراق الزوجة .
وأنت على خير طالما أنك تزور والديك .
ولا يجب على زوجتك زيارة أهلك طالما أنها تسمع ما يسوءها .

وما تَمُرّ به مِن البلاء .
والبلاء يُدفع بالدعاء ، وبِما يتيسّر من الصدقات ، فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ، وفي انشراح الصدر ، كما قال ابن القيم .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد