محب السلف

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 2
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : سلطنة عمان
المشاركات : 2,125
بمعدل : 0.41 يوميا

محب السلف غير متواجد حالياً عرض البوم صور محب السلف


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفقه العـام
افتراضي شبه حول تحقيق النصر على الاعداء وكيفية التغيير
قديم بتاريخ : 18-02-2010 الساعة : 10:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الكريم

أعزك الله تعالى بعزه ونصرك بنصره وحماك بحماه,,وجعل صوتك صوت خير وحق ,,اللهم آمين

رأيت بالأهمية بما كان أن أطرح بين أيديكم موضوع يحمل أفكارا خطيرة في جملتها,, عن الإسلام,, والفكرة العامة التي يحملها : ضرورة الخروج عن الحاكم الجائر,, وهذا العضو لا يحمل أي هوية تارة سني وتارة شيعي وتارة صوفي وهكذا,, ويطعن في علمائنا ويسمي الروافض بالمجاهدين ,,
فأرجو من فضيلتك أن تعطيني من وقتك للإجابة على هذا الموضوع,,والتركيز فيه,,وأعتذر جدا جدا عن الإطالة,,

فهذه مجموعة من الأسئلة سألها العضو نفسه وأجاب عليها بنفسه:وهل تتم عبادة ( رب العباد ) في المساجد والأضرحة والزوايا فقط و بعيدا عن الحياة العامة ؟

وهذا هو التخلف بعينه , أن نحاصر الدين في المساجد بعيدا عن رحاب الحياة الواسعة وكل مناحي الحياة مما يضرب خاصية الشمول في الإسلام وهي علمانية مبطنة باسم الدين .أم أن دور الدين الإسلامي ينحصر في التعبد الشخصي من صلوات وصيام فقط ؟

نفس الإجابة السابقة . ولا هذا أيضا , ويجب أن يتجاوز النصح إلى الحاكم والمجتمع على حد سواء , ومراقبة الشأن العام من ( اقتصادي وسياسي واجتماعي ورياضي أيضا ) لما في الرياضة من إعداد الأمة للجهاد ونصرة المظلومين وإحقاقا للحق وإزهاقا للباطل . ولا نمارسها عبثاً ولكن بدوافع الدين .

وأن نسوس الناس عبادتا للمولى عز وجل ولإصلاح الشأن العام للمحكومين الذين بدورهم يراقبون السلطة بدافع النصح والتصحيح والعزل إذا ما حدثت تجاوزات للحاكم .

ألا يعتبر الخوف والجبن الذي يستشري في الرعية نوع من الأخلاق القبيحة والتي يجب على الإسلام محاربتها ؟

الخوف والجبن والنفاق والمحسوبية والرشوة من الأخلاق البغيضة التي يجب على خطابنا الدعوي محاربتها , وحتى نتخلص من هذه الآفة وجب علينا إصلاح رأس الحكم بالتزامن من إصلاح المجتمع حتى ينصلح حال الأمة , فبسبب الطغيان تنتشر هذه الأمراض الاجتماعية القبيحة .

ولماذا لا يتناول شيوخنا الأجلاء هذه الظاهرة في الخطاب الدعوي ؟سأستشهد بما قاله الإمام عبد الرحمن الكواكبي في نفس المصدر حيث أنه يقول في باب الاستبداد والتربية :-

(نجد أن المتصدرون في عهد الاستبداد للوعظ والإرشاد يكونون في الغالب من المتملقين والمرائين , وهذا النصح الديني والمتمثل في انتقاد الرذائل الشخصية لا يكون تأثيره مقنع لان هذا النصح الذي لا خلاص فيه هو بذر ميت ) .

يقول ابن الجوزي في كتاب تلبيس إبليس ( ومن تلبيس إبليس على الفقهاء مخالطتهم الأمراء والسلاطين ومداهنتهم وترك الإنكار عليهم مع القدرة على ذلك ، وربما رخصوا لهم فيما لا رخصه لهم فيه لينالوا من دنياهم عرضا فيقع بذلك الفساد لثلاثة أوجه :

الأول : الأمير يقول لولا أني على صواب لأنكر على الفقيه ، وكيف لا أكون مصيبا وهو يأكل من مالي .

والثاني : العامي أنه يقول لا بأس بهذا الأمير ولا بماله ولا بأفعاله فإن فلانا الفقيه لا يبرح عنده .

والثالث : الفقيه فإنه يفسد دينه بذلك ، وقد لبس إبليس عليهم في الدخول على السلطان فيقول إنما ندخل لنشفع في مسلم وينكشف هذا التلبيس بأنه لو دخل غيره يشفع لما أعجبه ذلك وربما قدح في ذلك الشخص لتفرده بالسلطان ومن تلبيس إبليس عليه في أخذ أموالهم فيقول لك حق فيها .

ومعلوم أنها إن كانت من حرام لم يحل له منها شيء وإن كانت من شبهة فتركها أولى ، وإن كانت من مباح جاز له الأخذ بمقدار مكانه من الدين لا على وجه اتفاقه في إقامة الرعونة ، وربما اقتدى العوام بظاهر فعله واستباحوا ما لا يستباح ، وقد لبس إبليس على قوم من العلماء ينقطعون على السلطان إقبالا على التعبد والدين فيزين لهم غيبة من يدخل على السلطان من العلماء فيجمع لهم آفتين :

غيبة الناس ومدح النفس ، وفي الجملة فالدخول على السلاطين خطر عظيم لأن النية قد تحسن في أول الأمر ثم تتغير بإكرامهم وإنعامهم أو بالطمع فيهم ولا يتماسك عن مداهنتهم وترك الإنكار عليهم ، وقد كان علماء السلف يبعدون عن الأمراء لما يظهر من جورهم فتطلبهم الأمراء لحاجتهم إليهم في الفتاوى والولايات فنشأ أقوام قويت رغبتهم في الدنيا فتعلموا العلوم التي تصلح للأمراء ) انتهى .

أم أنهم منشغلين بتصفية حساباتهم مع الفرق والمذاهب الأخرى بمفهوم أن الراد على أهل البدع مجاهد ؟

التاريخ يقول إن أغلب هؤلاء ( الارثوذكس الاسلاميين ) من الذين يعطلون عقولهم ويقومون بتقديس النصوص المنقولة حول الحكام ويركزون كل أسلحتهم للمسلمين والجماهير فقط , وفي الغالب تكون هذه الفرق من أشد الناس عداوة للحكام المغتصبين الفاسقين . وهذا هو سبب الخلاف .

ونتيجة أيضاً لخلل في فقه الأولويات .

أم أن الإسلام حاله كحال الديانات الأخرى , عملا بمفهوم الخطاب الإنجيلي ( دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر ) ؟ما يميز الإسلام شموله لكافة مناحي الحياة , لا يوجد نص في القرآن الكريم يأمرنا بأن نترك ما لله لله وما لأمير المؤمنين لأمير المؤمنين .

ذلك أن السياسة عندنا دين يتعبد به بعيدا عن المفهوم الميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) .ولماذا نجد أن الخطاب الدعوي يركز وبصورة خاصة على الرذائل الشخصية في المجتمع والشعائر التعبدية ؟

السبب هو الخلل البين في ترتيب الأولويات , وانفصال الفكر الإسلامي عن الواقع وحتى هذه الرذائل التي يتم تناولها تكون في الغالب صغيرة جداً , وبعيدتا عن الواقع وعن أي دراسة اجتماعية حقيقية .

وغالبا ما نجد أن الفقيه في وادي والناس في وادي أخر .ولماذا لا يتم إفراز مساحة للأمور العامة من ( سياسي واقتصادي واجتماعي ) في الخطاب الدعوي ؟

نتيجة لنفس السبب الأول .
( خوفا وطمعاً ) أم أن هذه هي أهم أولويات الدعوة الإسلامية والخطاب الإسلامي ؟ الخوف من السلطة والخلل البين في أولويات الدعوة الإسلامية .

فتارة نجد الخطيب يحدثنا عن وجوب تحرير فلسطين , والناس لم تتمكن بعد من تحرير نفسها من الظلم ولم تأخذ حقها بعد في اختيار حكامها ومراقبتهم .وهذا رأس البلاء .في انتظار جوابكم

دمتم سالمين غانمين,,




الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

قال الإمام مالك : أكلما جاءنا رجل أجْدَل مِن رجل ، تَركنا ما نَزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم لِجَدَلِه ؟ !

وقال الإمام الشافعي : كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء ، قال : أما إني على بَـيِّـنَة مِن دِيني ، وأما أنت فَشَاكّ ! اذهب إلى شَاكّ مِثلك فَخَاصِمه !

ويُقال لهذا المتلوّن مثل هذا القول .

وجواب مختصر حول ما دندن حوله .. ما جاء في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما اقتفاه سلف هذه الأمة في الدعوة والتعليم ، من وضع قاعدة عريضة تقوم على كثرة أتباع الحقّ بادئ ذي بدء .

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثُر على قريش ، وإنما أُمِر بالكفّ عن القتال ، ثم لما هاجر إلى المدينة أُذِن له بِقتال من قاتله ، ثم أُذِن له بالقتال عامة ، وهذا معلوم ووضاح لِمن تأمّل النصوص أدنى تأمّل .

ومن الحكمة أن تأخّر فتح مكة إلى أواخر حياته صلى الله عليه وسلم ، ولم يستعجل النبي صلى الله عليه وسلم بعد تحقيق أول انتصار على الكُفر في بدر ، بل تأخّر فتح مكة إلى سنة ثمان من الهجرة .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما حكم العبادة من أجل تحقيق آمال وأهداف دنيوية ؟ نسمات الفجر قسـم الفتـاوى العامـة 0 30-05-2016 11:32 PM
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم يتحدّث عن سبب تأخر النصر راجية العفو صوتيات ومرئيات فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم 0 04-01-2013 10:53 PM
وهل علامة النصر من أشكال الصليب ؟ رولينا قسـم الفقه العـام 0 26-02-2010 11:50 PM
ما صحة دعاء النصر لأبي الحسن الشاذلي ؟ رولينا إرشـاد الأدعـيــة 0 19-02-2010 02:58 AM
كيف يتم تحقيق العدل بين الزوجات ؟ محب السلف قسم الأسرة المسلمة 0 18-02-2010 11:38 AM

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 09:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى