هذه العبارة حيرتني
حيث يقول بعض الناس : هَمّ الدِّين
الجواب:
وفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .
هَـــمّ الدِّين .. لا يَعني أن الدِّين هَــمّ
والهـــمّ الذي يحمله المسلم يُؤجر عليه ، حتى وإن كان هَـمًّـا دنيويا ..
قال عليه الصلاة والسلام : ما يصيب المسلم مِن نَصَب ولا وَصَب ولا هَـمّ ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه . رواه البخاري ومسلم .
ومن أهمّـه أمر الحسنة والعمل الصالح فإنه يؤجر على هذا الهــــمّ .
تأمل حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال : إن الله كتب الحسنات والسيئات ، ثم بين ذلك فمن
هَـمَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو
هَـمَّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ومَن
هَـمَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو
هَـمَّ بها فَعَمِلها كَتبها الله له سيئة واحدة . رواه البخاري ومسلم .
ولكي نُدرك معنى قولهم (
هَـمَّ الدعوة ) ينبغي أن نَعرف ما هو
الْهَـمَّ ؟
الْهَـمَّ دون العَـزْم
قال الخطابي في غريب الحديث : وأصْل العَزم القُوّة . قال تأبط شرا :
وكنت إذا ما هممت اعتزمت *** وأولى إذا قلت أن أفعلا
وقال القاضي عياض : قوله : " إذا هَمّ أحدكم بأمْر " أي قَصَده واعْتَمَدَه بِهِمَّتِه ، وهو بمعنى عَزَم .
وقال الجرجاني في التعريفات : الْهَمّ هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يفعل من خير أو شر .
فمن هنا يتبين أن قولنا : هــمّ الدِّين ، أو هم الدعـــوة ، لا يُعنى به الْهَمّ والغَمّ !
وإنما يُقصد به مَن يَحْمِل هــمّ الدِّين ، أو يَحْمِل هَـمّ الدعوة .
أي : مَن يَهْتَمّ بِالدِّين ، ومَن يَهْتَمّ بِالدَّعوة إلى الله تبارك وتعالى .
والإنسان لا بُـدّ له من هــمّ يحمله ..
فما هو الهــم الذي يجب أن نحمله ؟
أهو هـمّ الكُـرة ؟!
أم هــمّ الموضة والأزياء ؟
أم هــمّ الأسفار والضياع ؟
ولذا قال السلف يقولون : الأعْمَال البهيمية مَا عُمِل بِغَيْر نِـيَّة ..
إن صاحب الْهـم الرياضي أو الهـم الفني لا يحتاج إلى نِيَّة ، وهو يَحْمِل الْهَمّ - ربما - وربما كان مأزورا غير مأجور !
وصاحب الدعوة والعِلم يحمل همّ الدعوة وهمّ الطّلب ، وهو مأجور على هذا الْهَــم .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد