العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام الدعوة والإنتـرنت والفتاوى العامة قسـم الفتـاوى العامـة
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

راجية العفو
الصورة الرمزية راجية العفو

الهيئـة الإداريـة


رقم العضوية : 13
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : السعودية
المشاركات : 4,421
بمعدل : 0.85 يوميا

راجية العفو غير متواجد حالياً عرض البوم صور راجية العفو


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسـم الفتـاوى العامـة
افتراضي حكم القول بأن أكل اللحوم هو إجرام بحق الحيوان .
قديم بتاريخ : 24-10-2013 الساعة : 12:57 AM

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ السحيم أشهد الله أني أحبك في الله وجزاك الله خير وبارك فيك و أسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
قرأت موضوع عن مشاهير النباتيين كفيثاغورث و اينشتاين و غاندي و الكاتب أنيس منصور وغيرهم ، به آرائهم بخصوص عدم أكل اللحوم أو منتجاتها كالألبان والبيض وغيره بدعوى أنها تسبب أمراض أو أنها غير ضرورية ، والمشكلة أنه عند نقاش صاحب الموضوع عن ضرورة أكل اللحوم دافع باستماتة واقتناع تام عن عدم ذبح الحيوانات أو أكل لحومها وذلك رحمة بها .
وما أعرفه أن الذبح قربة إلى الله عز وجل، كيوم الأضحى أو ذبح العقيقة وأن هذه العبادة مأمورين بها ، وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذبح بيده الشريفة .
*فما حكم القول بأن أكل اللحوم هو إجرام بحق الحيوان .
*و ما الضرر إذا كان هناك أقوال أطباء و أدباء من أديان أخرى وحضارات أخرى لهم خبرات في النظام الغذائي النباتي بأن نأخذ برأيهم ؟
*و بماذا نسمي المظالم البشعة بحق الحيوانات في كل يوم وفي كل ساعة في كل البلدان هل ما يحدث حق ؟ مثل سجن الدجاج طوال حياتها في الأقفاص !
أرجو من فضيلتكم الإجابة باستفاضة حتى تعم الفائدة لنا إن شاء الله وجزاك الله خير



الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وأحبّك الله الذي أحببتني فيه .

كثير ممن يُناقشون مثل تلك الموضوعات ، لا يُناقشون عن قناعة ، بل عن تقليد وحُبّ مُخالَفَة ! من باب " خالِف تُعْرَف " !

ومشكلة بعض الناس عندما يُناقش يُلغي عقله في مقابِل عقول الآخرين ، والأدهى إذا كان يُلغي عقله أمام عقول كَفَرة أكَل عليهم الدهر وشَرِب !
وبعض الناس يُناقش في بعض الموضوعات ، ولا يحسب لكلامه أدنى حساب ، ولا يَعِي ما يترتّب على قوله .

وذلك القول ساقِط ، وتلك الفكرة ساذجة ، أعني : القول بِعَدم ذبح الحيوانات أو أكل لحومها ، والزعم بأن ذلك رحمة بها ؛ لأن الله عزّ وَجَلّ هو الذي خَلَق لنا بهيمة الأنعام ، وهو الذي شَرَع ذبحها ، وأحلذ لنا أكلها .
قال تعالى : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ) ، وقال عزّ وَجَلّ عن الهدي والأضاحي : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) .
وقال تبارك وتعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) .
ومِن نعمة الله أن سخّر تلك الأنعام لِعباده ، وأحلّها لهم ليأكلوا منها .
قال جَلَّ جَلاله : (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) .

وتحريم أكل اللحوم تَشَبّه بالمشركين الذين يُحرِّمون الطيبات !
قال تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) .

وترك أكْل اللحم خِلاف سُنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو رغبة عنها ، ومَن رِغِب عَنْ سُنَّتِه صلى الله عليه وسلم فَلَيْسَ مِنه .
ففي حديث أنس رضي الله عنه : أَنَسٍ أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لاَ أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لاَ آكُلُ اللَّحْمَ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لاَ أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ . فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ . فَقَالَ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا ؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ؛ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي . رواه البخاري ومسلم ، واللفظ لمسلم .

والزعم بأن ذَبْح الحيوان لأكله وحشية أو عدم رحمة ، زعم باطِل ؛ لعدة أسباب :
الأول : أن الله عزّ وَجَلّ أرحم بالْخَلْق مِن أمهاتهم ، وهو الذي شَرَع لَنا ذَبْح الحيوان المأكول .
الثاني : أن أرحم الْخَلْق صلى الله عليه وسلم ذَبَح بيده الشريفة .
قال أنس رضي الله عنه : ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا ، يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ . رواه البخاري ومسلم .
وقد نَحَر رسول الله صلى الله عليه وسلم بِيدِه الشريفة في حجة الوداع ثلاثا وسِتين مِن الإبل ، وهو امتثال لأمر الله القائل في مُحكم التنزيل : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) .
ففي حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما في صِفة حجة الوداع : ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ ، فَنَحَرَ ثَلاَثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ ، فَطُبِخَتْ فَأَكَلاَ مِنْ لَحْمِهَا ، وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا . رواه مسلم .
الثالث : أن الإسلام جاء بِحَدّ الشّفرة وإراحة الذبيحة .
قال عليه الصلاة والسلام : إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة ، وإذا ذبحتم فأحْسِنُوا الذَّبح ، ولْيُحِدّ أحدكم شَفْرَته ، فَلْيُرِح ذَبِيحته . رواه مسلم .
ويُنظَر شرح هذا الحديث في جامع العلوم والْحِكَم لابن رَجَب رحمه الله .
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها ، أو قال : إني لأرحم الشاة إن أذبحها ، فقال : والشاة إن رحمتها رحمك الله . رواه الإمام أحمد . وصححه الألباني والأرنؤوط .
الرابع : أن الزاعم لذلك الزعم والْمُدِّعي له يتّهم دِين الله عزّ وَجَلّ ، ويتّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك .
وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون كذلك ، وهو الموصوف بالرحمة والرأفة .

وهل يُراد لنا أن نترك قول مَن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم لأقوال فلاسفة الكفرة ؟
بل يُراد لنا أن نترك ما أحلّ الله لنا بِدعوى أن " هناك أقوال أطباء وأدباء من أديان أخرى وحضارات أخرى لهم خبرات في النظام الغذائي النباتي .. نأخذ برأيهم " !

الله عزّ وَجَلّ هو خالِق هذه النفس ، وهو أعلم بِما يُصلحها .
قال تعالى : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) .
فما أحلّ الله أكله ، فهو نافع ، وما حرّمه الله ، فهو ضارّ .
وقد أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحوم .
فأكل لحم الإبل ، كما في حديث جابر ، وقد تقدّم .
وأكَل لحم الدجاج .
وأكل لَحم الحوت ، ففي قصة سريّة أبي عبيدة رضي الله عنه : وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَشَائِقَ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : هُوَ رِزْقٌ أَخْرَجَهُ اللَّهُ لَكُمْ ، فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ فَتُطْعِمُونَا ؟ قَالَ : فَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ فَأَكَلَهُ . رواه مسلم .

قال ابن القيم رحمه الله : كان هديُه صلى الله عليه وسلم، وسيرتُه في الطعام ، لا يردُّ موجودًا ، ولا يَتَكَلَّف مَفقودًا ، فما قُرِّبَ إليه شيءٌ مِن الطيبات إلاّ أكَلَه ، إلاَّ أن تَعافَه نفسُه ، فيتركَه مِن غير تحريم ، وما عَاب طعاما قطُّ ، إن اشتهاه أكله ، وإلاَّ تَرَكه ، كما تَرَك أكل الضَّبِّ لَمَّا لَمْ يَعْتَدْهُ ، ولم يُحَرِّمه على الأُمَّة ، بل أُكِلَ على مائدته وهو ينظر .
وأكل الحلوى والعسل ، وكان يُحبهما ، وأكل لحم الجزور ، والضأن ، والدجاج ، ولحم الْحُبارى ، ولحم حِمار الوحش ، والأرنب ، وطعام البحر ، وأكل الشِّواء ، وأكل الرُّطبَ والتمرَ، وشَرِب اللبنَ خالصًا ومَشُوبًا ، والسَّويق ، والعَسل بالماء ، وشَرِب نَقيع التمر ، وأكل الخَزِيرَة ، وهي حَسَاء يُتَّخَذ مِن اللبن والدقيق ، وأكل القِثَّاء بالرُّطَبِ ، وأكل الأَقِطَ ، وأكل التمر بالخبز ، وأكل الخبز بالْخَلّ ، وأكل الثريد ، وهو الخبز باللحم ، وأكل الخبز بالإِهالة ، وهى الوَدَك ، وهو الشحم الْمُذَاب ، وأكل مِن الكَبِدِ المَشوِيَّةِ ، وأكل القَدِيد ، وأكلَ الدُّبَّاء المطبوخةَ، وكان يُحبُّها ، وأكلَ المسلُوقةَ ، وأكلَ الثريدَ بالسَّمْن ، وأكلَ الجُبنَ ، وأكلَ الخبز بالزيت ، وأكل البطيخ بالرُّطَبِ ، وأكل التمر بِالزُّبْدِ ، وكان يُحِبه ، ولم يكن يَردُّ طَيِّبًا ، ولا يَتَكَلّفه . اهـ .

نعم قد يُقال : الإكثار من الشيء يَضُرّ ، وهذا له أصل في قوله عليه الصلاة والسلام : ما ملأ ابن آدم وِعاء شَرًّا مِن بَطنه ، حَسْب ابن آدم أكلات يُقِمْن صُلْبه ، فإن كان لا محالة ؛ فَثُلُث طعام ، وثُلث شَرَاب ، وثلث لِنَفَسِه . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .
وله أصل في قوله عليه الصلاة والسلام : وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : إِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ .
قال النووي : ومعناه أن نبات الربيع وخضره يقتل حَبَطا بالتخمة لكثرة الأكل أو يُقارِب القَتْل إلاّ إذا اقْتُصِر منه على اليسير الذي تدعو إليه الحاجة ، وتحصل به الكفاية المقتصدة ، فإنه لا يَضُرّ . اهـ .

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


إضافة رد

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل خُلق الحيوان مِن طين ونفخ الله فيه مِن روحه ؟ راجية العفو قسـم الفتـاوى العامـة 0 11-01-2015 09:05 PM
ما حكم التسبب في موت الحيوان دون قصد ؟ ناصرة السنة قسـم الفتـاوى العامـة 0 07-12-2013 08:30 PM
ما هذا الفعل الذي يَسْـتَقْبِحه الحيوان البهيم ؟ راجية العفو قسـم المقـالات والـدروس والخُطب 0 06-03-2010 11:38 PM
ما هو المحرم من اللحوم ؟ عبق قسـم المحرمـات والمنهيات 0 13-02-2010 03:06 PM
ما هو الدم الذى يبطل الصلاة (دم الإنسان ام الحيوان )؟ راجية العفو إرشــاد الـصــلاة 0 11-02-2010 10:03 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى