العودة   منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية فتاوى الإرشاد أقسام القـرآن والسنـة قسم القـرآن وعلـومه
منوعات المجموعات مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

عبد الرحمن السحيم

رحمه الله وغفر الله له


رقم العضوية : 5
الإنتساب : Feb 2010
الدولة : في دار الممر .. إذْ لا مقرّ !
المشاركات : 3,574
بمعدل : 0.69 يوميا

عبد الرحمن السحيم غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد الرحمن السحيم


  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : قسم القـرآن وعلـومه
افتراضي ما المقصود بالظالم لنفسه في الآية (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) ؟
قديم بتاريخ : 03-10-2016 الساعة : 05:07 PM

ما المقصود بالظالم لنفسه في الآية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء فضيلة الشيخ
يقول الله تعالى : ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾
ما المقصود بالظالم لنفسه ؟
وبارك الله فيكم


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

اخْتُلِف في المراد بالظالِم لِنفسه .
قال أبو الجارود : سألت محمد بن علي - يعني الباقر رضي الله عنهما - عن قول الله تعالى (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) فقال : هو الذي خَلَط عَمَلا صَالِحًا وآخَر سيئا .

وقال البغوي : اخْتَلَف المفسرون في معنى الظالم والمقتصد والسابق .
فذَكَر القول الأول : أن السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب ، وأما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ، وأما الظالم لنفسه فيحبس في المقام حتى يدخله الْهَمّ ، ثم يَدخل الجنة .
وذَكَر قول عقبة بن صهبان : سألت عائشة عن قول الله عز وجل: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) الآية ، فقالت : يا بُني ! كلهم في الجنة ، أما السابق بالخيرات ، فَمَن مَضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشَهِد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وأما المقتَصِد فمَن اتّبع أثَره مِن أصحابه حتى لَحِق به ، وأما الظالم لنفسه فَمِثْلي ومِثلكم . فَجَعَلَتْ نَفسها معنا .
وقال مجاهد والحسن وقتادة : فمنهم ظالم لنفسه ، وهم أصحاب المشأمَة ، ومنهم مُقتَصِد ، وهم أصحاب الميمنة ، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ، وهم السابقون المقَرَّبُون مِن الناس كلهم .
وعن ابن عباس قال : السابق : المؤمن المخلِص ، والمقتصِد : المرائي ، والظالم : الكافر نِعمة الله غير الجاحد لها ، لأنه حَكَم للثلاثة بدخول الجنة فقال : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) .
وقال بعضهم - يذكر ذلك عن الحسن – قال : السابق مَن رَجَحت حسناته على سيئاته ، والمقتصِد مَن اسْتَوَت حسناته وسيئاته ، والظالم مَن رَجَحت سيئاته على حسناته .
وقيل : الظالِم من كان ظاهره خيرا من باطنه ، والمقتصِد الذي يَستوي ظاهره وباطنه ، والسابق الذي باطنه خير من ظاهره .
وقيل : الظالِم مَن وَحّد الله بِلسانه ولم يُوافق فعله قوله ، والمقتصِد مَن وَحّد الله بلسانه وأطاعه بجوارحه ، والسابق مَن وَحّد الله بلسانه وأطاعه بجوارحه وأخلص له عمله .
وقيل : الظالِم التالي للقرآن ، والمقتصد القارئ له العالم به ، والسابق القارئ له العالم به العامل بما فيه .
وقيل : الظالِم أصحاب الكبائر ، والمقتَصِد أصحاب الصغائر ، والسابق الذي لم يرتكب كبيرة ولا صغيرة . اهـ .

وقال القرطبي : هذه الآية مُشْكِلة ؛ لأنه قال جل وعز : (اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) ثم قال : (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) وقد تكلّم العلماء فيها مِن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم .
قال النحّاس: فَمِن أصح ما رُوي في ذلك : ما رُوي عن ابن عباس (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) قال : الكافر ، رَواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أيضا .
وعن ابن عباس أيضا (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) قال : نَجَتْ فِرقتان . ويكون التقدير في العربية : فمنهم مِن عبادنا ظالِم لنفسه ، أي : كافر .
وقال الحسن : أي : فاسق . ويكون الضمير الذي في (يَدْخُلُونَهَا) يَعود على المقتصد والسابق لا على الظالِم .
وعن عكرمة وقتادة والضحاك والفرّاء : أن المقتصد المؤمن العاصي ، والسابق التقِيّ على الإطلاق . قالوا : وهذه الآية نظير قوله تعالى في سورة الواقعة (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً) الآية . قالوا : وبعيد أن يكون ممن يَصْطَفِي ظالِم ...
وقيل : الضمير في (يَدْخُلُونَهَا) يَعود على الثلاثة الأصناف ، على ألاّ يكون الظالِم ها هنا كافرا ولا فاسقا . وممن رُوي عنه هذا القول : عُمر وعثمان وأبو الدرداء وابن مسعود وعُقبة بن عمرو وعائشة ، والتقدير على هذا القول : أن يكون الظالِم لنفسه الذي عَمِل الصغائر ، والمقتصد ، قال محمد بن يزيد : هو الذي يُعطي الدنيا حقها والآخرة حقها ، فيكون (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) عائدا على الجميع على هذا الشرح والتبيين . اهـ .

وقال ابن كثير : يقول تعالى: ثم جَعلنا القائمين بالكتاب العظيم ، الْمُصَدِّق لِمَا بين يديه مِن الكُتب ، الذين اصطفينا مِن عبادنا ، وَهُم هذه الأمة ، ثم قَسّمهم إلى ثلاثة أنواع ، فقال : (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) وهو : الْمُفَرِّط في فِعل بعض الواجبات ، الْمُرْتَكِب لبعض الْمُحَرَّمات . (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) وهو : الْمُؤدِّي للوَاجِبات ، التارِك للمُحَرَّمات ، وقد يَترك بعض المستحبّات ، ويَفعل بعض المكروهات . (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) وهو : الفاعِل للواجبات والمستَحَبّات ، التارِك للمُحَرَّمات والمكروهات وبعض المباحَات ...
قال ابن عباس : السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب ، والمقتصد يدخل الجنة بِرحمة الله ، والظالِم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم .
وهكذا رُوي عن غير واحد مِن السَّلف : أن الظالِم لنفسه مِن هذه الأمة مِن الْمُصْطَفَيْن ، على ما فيه مِن عِوج وتقصير ...
وذَكَر ابن كثير أقوالا في الآية ، ثم قال :
والصحيح : أن الظالِم لنفسه مِن هذه الأمة ، وهذا اختيار ابن جرير ، كما هو ظاهر الآية ، وكما جاءت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن طُرُق يَشدّ بعضها بعضا .
ثم ذَكَر ابن كثير ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) قال : هؤلاء كلهم بِمَنْزِلة واحدة ، وكلهم في الجنة .
وهذا الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .

قال ابن كثير : ومعنى قوله : " بِمَنْزِلة واحدة " أي : في أنهم مِن هذه الأمة ، وأنهم مِن أهل الجنة ، وإن كان بينهم فَرْق في المنازِل في الجنة . اهـ .

وقال ابن جُزيّ : قال عُمر وابن مسعود وابن عباس وكعب وعائشة وأكثر المفسرين : هذه الأصناف الثلاثة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم : فالظالِم لنفسه : العاصي ، والسابِق : التقِيّ ، والمقتصد : بينهما . اهـ .

ولعل هذا القول هو القول الفصل في الآية ؛ لِمَا وَرَد في الحديث السابق .

والله تعالى أعلم .

إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ظالم، لنفسه، مقتصد، سابق،

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تكون محاسبة الإنسان لنفسه ؟ نسمات الفجر تزكية النفس وما يتعلق بها 0 05-02-2016 10:57 AM
ما حُكم مَن ينقل المواضيع وينسبها لنفسه ؟! نسمات الفجر قسـم الأنترنـت 0 14-10-2012 01:42 AM
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) هل من توضيح لهذه الآية ؟وما المقصود بقبضته سبحانه محب السلف قسم القـرآن وعلـومه 0 11-03-2010 03:56 PM
الآية 26 من سورة النور , هل المقصود بذلك في الدنيا أم في الآخرة ؟ عبق قسم القـرآن وعلـومه 0 18-02-2010 12:41 PM
إذا صلى وأخطأ في آية نظر في المصحف ليصحح لنفسه رولينا قسـم الفقه العـام 0 17-02-2010 01:49 AM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى