لا أستطيع المكوث إلى نهاية خطبة الجمعة فهل يجوز أن أقطع الإنصات وأصلي ركعتين وأنصرف ؟
بتاريخ : 23-05-2015 الساعة : 01:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسن الله اليك ياشيخ انا مقيم في امريكا وخطبة الجمعة عندنا تستغرق 45 دقيقة وانا لا استطيع الجلوس اكثر من نص ساعة ولان لدي اختبار كل جمعة في المعهد مع ان المعهد قريب من المسجد هل اجلس نص الخطبة واصلي ركعتين او اصليها ظهر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
إذا كُنت مُقيما ؛ فيلزمك حضور الجمعة والصلاة مع الإمام ؛ لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) .
قال الباجي : وكل مَن لَزِمه النُّزُول إلى الجمعة فإنه يَحرم عليه ما يمنعه مِن ذلك ؛ مِن بيع ، أو نكاح ، أو عمل . اهـ .
وقال القرطبي : قوله تعالى : (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) صورة البيع غير مقصودة ، وإنما المقصود ما يَشغله عن ذِكر الله تعالى ، مثل : النكاح وغيره ، ولكن ذَكَر البيع لأنه أهم ما يُشتغل به عن ذِكر الله تعالى . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومعلوم أن الأموال التي يكتسب بها المال لا ينهى عنها مطلقا؛ لكونها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، بل يُنْهَى منها عَمّا يَصدّ عن الواجب كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) ، وقال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) ، وقال تعالى : (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) ، فما كان مُلْهِيًا وشاغِلا عمّا أمَر الله تعالى به مِن ذِكْرِه والصلاة له ؛ فهو مَنْهي عنه . اهـ .
والسنة تقصير الخطبة ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : إن طول صلاة الرجل وقِصر خطبته مَئِنّة مِن فِقْهه ؛ فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة ، وإن مِن البيان سحرا . رواه مسلم .
وكون الخطبة تستغرق 45 دقيقة ؛ فهذه إطالة ، وهي خلاف السنة ، فلو كُلِّم الإمام حتى لا يُطيل على الناس ، مُراعاة لظروفهم .
مع إمكانية تغيير موعد المحاضرة أو الاختبار مراعاة لِوقت صلاة الجمعة ؛ لأن الصلاة أهمّ مِن كل عمل دنيوي .
قال الله تعالى : (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) .